حياة من دخان
آخر تحديث GMT07:13:02
 الجزائر اليوم -
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

حياة من دخان

 الجزائر اليوم -

 الجزائر اليوم - حياة من دخان

أمل مسعود
بقلم : أمل مسعود

بقوة إلى أن شعر بالألم . ألقى عليها النظرة الأخيرة. فهو لن يراها بعد اليوم. اكتشف كم كان غبيا. فلا أحد من رجال الأهالي يهتم بها أو يعتريه شوق اتجاهها. فهي تأسر فقط الغرباء لأنهم مغفلون مثله. أما رجال الأهالي فهم يدركون أنها نار تحرق من يريدها لنفسه.

كان قد حظي بثقة أبيها، و كلفه بإدارة مزرعته الكبيرة منذ سنتين. كان يشتغل كالبغل و هو يحاول رفع إنتاج المزرعة بشتى الطرق ليثبت جدارته بالمنصب. وقتها كان يهتم فقط بعمله و لا يشعر بوجودها. فهو لم يكن يفكر مطلقا في أن يتطاول على سيده الذي منحه المال و المكانة بين الأهالي.

يتذكر جيدا يوم دخلت عليه في أحد الأيام و هو منهمك في مراجعة الاوراق بمكتبه. شدها إليه رائحة عطرها. كان عطرا جذابا هو مزيج من رائحة الأزهار المنعشة و الأخشاب الناعمة مع القليل من الليلاك و المسك. رفع عينيه لا إراديا ليتأمل صاحبة العطر. كانت مرتدية فستانا قصيرا من جلد النمر البني و حذاء أحمر بكعب عال. و حزاما أسودا خفيفا. بدت له أنثى خارقة بساقيها الطويلتين الناعمتين و شعرها الاسود المتموج فوق كتفيها و شفتيها الممتلئتين المرسومتين بأحمر شفاه لامع.

وقف ليصافحها. خطت ببطء و دلال نحوه، و هي تتعمد أن تترك جسمها يتمايل كأنها ترقص. عينيها في عينيه، تركت يده ممدودة دون أن تصافحه. و أخذت تعبث قليلا بربطة عنقه ثم جرتها نحوها. اقتربت شفاههما و تعمدت أن تقترب أنفاسها من أنفاسه دون أن تلتمس شفتيهما. شعر بالدوران و التلعثم. حاول أن يتمالك أعصابه. جرته إليها بلطف فاستسلم لها و قبلته قبلة طويلة على شفتيه.

أشارت له بأصبعها بأن يتبعها. مشدوها و فاقدا للسيطرة مشى خلفها و شفتيه ترتجفان. ادخلته إلى حظيرة مليئة بالعلف و برائحة مخلفات الماشية. اغلقت الباب و نامت على القش فنام بجانبها و الأبقار تنظر إليهما.

لم يستطع نسيانها. و كان متأكدا من حبها له. فما من أنثى تفعل ما فعلته معه إذا كانت لا تحب. قرر أن يطلب يدها من أبيها.

لم يعرف هل سيناديه عمي أم سيدي ؟ بدا متلعثما و هو يطلب يدها. أبوها كان باردا و متعجرفا. لم يكمل طلبه ليتفاجأ بأبيها يقاطعه بازدراء: " اسمع يا هذا. لقد تطاولت على أسيادك. كيف تخيلت أنك قد تصبح يوما ما واحدا منا؟ "

شعر بالإهانة، فحاول أن يبرأ طلبه بأن ابنته تريده فنظر إليه أبيها بكراهية مقيتة و أجابه باحتقار: " إذا كنت أسمح لحيوانات مزرعتي بمباشرة بعضهم البعض فلماذا لا أسمح لابنتي الوحيدة بالاكتفاء مع بغل مثلك؟"

تمنى لحظتها لو ابتلعته الأرض و خاصة عندما رأى فتاة المزرعة تلتف حول خصر أبيها بدلال و تعانقه و هي تضحك و تستهزأ من طلبه الوقح.

شعر بالوهن و الانكسار. كان يجر قدميه جرا ليصل إلى منزله ليمد رأسه فوق الفراش عله يبكي أو يصرخ أو يتألم وحيدا. عندما وصل إلى منزله وجد الشرطة بانتظاره تتهمه بالاختلاس. قادته إلى مخفر الشرطة و هو مصدوم لا يصدق كيف تتغير الأمور في لحظة. شهد جميع الأهالي ضده بأدوار محبوكة. شعر بالإحباط و الانهيار التام.

بعد أسبوع من الإهانات في مخفر الشرطة، جاء أب الفتاة و سيد المزرعة يزوره و السيجار في فمه. اقترح عليه ببرود أو بالأحرى أمره بأن يتنازل على جميع أملاكه لصالحه و بأن يغادر القرية غدا و إلا فالسجن مصيره. لم يكن له خيار غير الإذعان. وقع على الأوراق المطلوبة و هو يفكر بانكسار كيف اشتغل عبدا بدون مقابل لسيد المزرعة و بدون ان يفطن إلى ذلك.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حياة من دخان حياة من دخان



GMT 23:32 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

صاحبة الجلالة

GMT 23:30 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

ضجيج

GMT 23:29 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

"أحن إليك"

GMT 13:11 2021 الأربعاء ,02 حزيران / يونيو

خانه الظن

GMT 15:35 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

تراتيل

GMT 15:20 2021 الثلاثاء ,18 أيار / مايو

"أحبك أكثر"

GMT 15:16 2021 الثلاثاء ,18 أيار / مايو

القدس

GMT 14:18 2021 الثلاثاء ,11 أيار / مايو

عربيٌّ أنتَ

GMT 11:20 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

موديلات متنوعة من أحذية الشاطئ هذا الصيف
 الجزائر اليوم - موديلات متنوعة من أحذية الشاطئ هذا الصيف

GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria