بقلم ـ نداء عادل
فتحت نافذتها المطلة على البحيرة..
منذ زمن لم تره يقف هناك، منذ زمن لم تتفائل بنظرته النقية، ما كان لها إلا أن تبحث عنه، رأت اليمام يرقص رقصة الغروب في كبد السماء الصافية، جالت على أطراف البحيرة بعينيها بحثًا عنه، لم تجده.
تأملت الأشجار الواقفة على كتف البحيرة معانقة أغصانها الماء، تمنت لو أنها تجده خلف أحدها يختبئ، كي لا ترى انتظاره، جالت بعينها السماء بحثًا عنه، لم تجد إلا الخوف من الغياب.
ارتعدت أوصالها..
كان بها من العشق أن لا تحتمل انتظارًا، لم تفكر للحظة كم غابت هي عنه، لكنها لم تحتمل فكرة غيابه هو عنها، انتفضت روحها على خصر البحيرة، لمحت طيفًا تهتز له أغصان الشجر، مسحت دمعها، وتحققت من المشهد.
رأته يخفق بجناحيه هابطًا إلى شاطئه، عائداً من رحلته البعيدة إلى بلاد الشمس.
غادرت نافذتها سعيًا إلى خارج المنزل، ركضت إليه متدثرة بضوء الشمس الغاربة والحنين.
كان طائرها الرمادي، الذي طالما تفائلت به.. طائر اللّقلق بجناحيه الذين طالما تمنت أن يحتضنها بهما لكنه لم يعي رغبة البشر...
عاد
لينتظرها.. أو لتتنتظره
أرسل تعليقك