قائد الجيش الجزائري يتنقل بشكل مفاجئ إلى مسرح العملية العسكرية ضد معاقل الإرهابيين بمرتفعات تيبازة ويدعو القوات المسلحة للحيطة والحذر وصف، الأحد، قائد أركان الجيش الجزائري الفريق السعيد شنقريحة، النتائج التي حققتها القوات المسلحة ضد معاقل الإرهابيين بمرتفعات "تيبازة" بـ"النصر والعملية الناجحة".وعلى غير العادة، زار قائد الجيش الجزائري الوحدات العسكرية المتمركزة في منطقة "مسلمون" الواقعة في مرتفعات "قوراية" بولاية تيبازة القريبة من العاصمة، برفقة قائد الناحية العسكرية الأولى اللواء علي سيدان.
ونشرت وزارة الدفاع الجزائرية صورا للفريق السعيد شنقريحة القوة العسكرية التي تشرف على أكبر عملية عسكرية ضد معاقل الإرهابيين بالمنطقة منذ أكثر من 5 أعوام، دعاهم خلالها إلى "المزيد من الحيطة والحذر ومواصلة مكافحة فلول الإرهاب بصرامة وعزيمة".واعتبر مراقبون أن أهمية العملية العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة أجبرت قائد الجيش على التنقل إلى "مكان المعركة" ضد مجموعة إرهابية وُصفت بـ"الخطرة"، فيما لم تقدم وزارة الدفاع الجزائرية أي تفاصيل أخرى عن عدد عناصر الجماعة الإرهابية أو مدى خطورتها في تنفيذ عمليات إجرامية في العمق الجزائري.
قائد الجيش الجزائري مع الجنود المشرفين على العملية العسكرية بتيبازة
ويُعرف عن قائد الجيش الجزائري بأنه "خبير دبابات وقائد ميداني" يملك خبرة في الحرب على الإرهاب خصوصاً في التضاريس الصعبة مثل المرتفعات الجبلية التي يتحصن بها عادة الإرهابيون في الجزائر، وكان ضمن قادة القوات البرية الذين خاضوا الحرب على الإرهاب منذ تسعينيات القرن الماضي. وجه الفريق شنقريحة كلمة "تشجيعية" للجنود المرابطين في مرتفعات "قوراية"، وصف عملهم بـ"البطولي"، وأبلغهم تحيات الرئيس عبد المجيد تبون بصفته أيضا القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع الجزائري.
ودعا المسؤول العسكري الجزائري القوات إلى "التحلي بأعلى درجات اليقظة والحذر، ومواصلة مكافحة فلول الإرهاب بصرامة وعزيمة، وبذل المزيد من الجهود المخلصة والمضنية، من أجل الحفاظ على المكتسبات العملياتية المحققة، بفضل التضحيات الجسام التي قدمها ويقدمها أفراد الجيش الوطني الشعبي ومصالح الأمن، وأن تدركوا جيدا أن الحفاظ على هذه المكاسب يعد واجبا مقدسا، يتعين عليكم القيام به بكل شرف وعزة".
صيد ثلاثي الأبعاد
كشف خبراء أمنيون جزائريون لـ"العين الإخبارية" بأن الضربات الاستباقية الأخيرة للجيش الجزائري ضد معاقل فلول الجماعات الإرهابية المنضوية تحت لواء تنظيم القاعدة الإرهابي في منطقتي "جيجل" و"تيبازة" جاء بناء على عدة معطيات أمنية أجمعوا على وصفها بـ"الخطرة والمفصلية".وأشار الخبراء إلى أن تحرك الجيش الجزائري بعمليات عسكرية واسعة وضخمة تزامنت مع حدثين أمنيين بارزين شهدتهما منطقة الساحل، وهما مبايعة أمير جديد للتنظيم الإرهابي المسمى "القاعدة ببلاد المغرب" وهو "أبو عبيدة يوسف العنابي" من أصول جزائرية.
وكذا صفقة تبادل الأسرى بين الحكومة المالية والتنظيم الإرهابي "نصرة الإسلام" حيث تم الإفراج عن أكثر من 200 إرهابي خطر غالبيتهم من أصول جزائرية ومحل بحث من قبل الأجهزة الأمنية الجزائرية منذ عدة سنوات لارتكابهم أعمالاً إرهابية في البلاد، وهي الصفقة التي انتقدتها الجزائر وأدت إلى توتر جديد في العلاقات مع باريس.
وأكد الخبراء الأمنيون بأن توقيف الجيش الجزائري 3 إرهابيين خطرين في الفترة الماضية شكل الضربة القاضية لمحاولة تنظيم القاعدة الإرهابي إعادة نشاطه في الجزائر، وتنفيذ عمليات إرهابية استعراضية تستهدف مقار حساسة.
اثنان من الإرهابيين الذين تم توقيفهم من المفرج عنهم في صفقة مالي، وهما الإرهابي المسمى "الحسين ولد عمار ولد مغنية" المكنى بـ"مايس" واعتقل في 18 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بمحافظة تمنراست على الحدود مع مالي.
وكذا الإرهابي "مصطفى درار" الذي اصطاده الجيش الجزائري في 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بمحافظة تلمسان الواقعة غربي البلاد.
بالإضافة إلى الإرهابي الخطر المدعو "أحسن زروقان" المكنى "أبو الدحداح" الذي اعتقله الجيش الجزائري خلال عملية عسكرية بمرتفعات جيجل في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
واعتبر الخبراء الأمنيون بأن الإرهابيين الثلاثة كانوا "صيدا ثميناً" للجيش الجزائري، قدموا اعترافات مثيرة عن مخطط تنظيم القاعدة الإرهابي لاستهداف الجزائر، مستفيدا من عائدات صفقة مالي المالية.
وسارع الجيش الجزائري لتنفيذ عمليات عسكرية استباقية وضخمة ضد معاقل فلول الجماعات الإرهابية التي تبايع تنظيم القاعدة الإرهابي، وتمكن، نهاية الشهر الماضي، من تدمير 5 مخابئ لإرهابيين بمنطقة جيجل واسترجاع مبلغ مالي قدره 80 ألف يورو "مثل الدفعة الأولى من عائدات الفدية" التي كانت محط الصفقة في مالي، وفق ما أكدته وزارة الدفاع الجزائرية.
وهي العملية التي تهدف لشل تحركات فلول الجماعات الإرهابية وقطع الطريق أمام تنظيم القاعدة الإرهابي لتنفيذ عمليات استعراضية، سبق لأميرها الجديد "العنابي" وأن قام بها في الجزائر بين سنتي 2005 و2007 بينها محاولة اغتيال الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة وسط تجمع شعبي بمحافظة باتنة (شرق)، و3 تفجيرات انتحارية استهدفت محيط قصر الحكومة ومقرين أمنيين بالعاصمة.
قد يهمك ايضا:
رئيس أركان الجيش الجزائري يُعلن سعي بلاده إلى تصدير منتجاتها العسكرية
الفريق شنقريحة يؤكد أن الدفاع الوطني يتطلب "تضافر جهود الجميع
أرسل تعليقك