حذرت اللجنة الأمنية في محافظة الأنبار من عودة الانفلات الأمنية في المحافظة الذي ساد منذ عام 2013، مشيرة إلى نية تنظيم "داعش" التمركز في المناطق الصحراوية ، بسبب عدم إعداد خطة لتحرير المناطق الغربية للمحافظة، كالقائم وراوة وعانة، في وقت أبلغ رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، أمس السبت التحالف الوطني، الذي يمثل المكون الشيعي الحاكم في العراق بأن معركة تحرير مدينة الموصل تدور حاليًا في الأمتار الأخيرة الخاضعة لسيطرة التنظيم.
وأشار عضو اللجنة الأمنية في محافظة الأنبار راجع بركات إلى أن القوات العراقية تصر على إغلاق "منفذ الصقور" أمام مواطني الأنبار الذين يحاولون الوصول إلى بغداد من أجل العلاج وقضاء احتياجاتهم، على الرغم من الوعود المتكررة بفتحه، وأكد أن هذا المنفذ يفتح لساعات قليلة عند حضور النواب والمسؤولين، قبل أن يتم إغلاقه مرة أخرى، وأضاف أنه "إذا بقي الحال على ما هو عليه، ليس لدينا حل غير إعلان إقليم الأنبار وفتح الحدود مع دول الجوار".
وتابع "لا نريد ذلك ولكن ليس لدينا غير هذا الخيار"، موضحًا أن دعوته لإعلان إقليم الأنبار لاقت استحسان كثيرين، وبدوره، حذر عضو مجلس شيوخ الفلوجة في شرق الأنبار، محمد الجميلي، من تبعات إصرار القوات العراقية ومليشيات "الحشد الشعبي" على إغلاق "منفذ الصقور" بوجه المسافرين من الأنبار إلى بغداد، وقال إن مثل هذه الإجراءات قد تؤدي إلى تكرار حادثة قتل أحد مواطني المحافظة على يد عنصر في الجيش العراقي.
وأضاف أن "الإجراءات التعسفية للقوات العراقية ومليشيات الحشد الشعبي تجاه مواطني الأنبار قد تدفع شيوخ المحافظة وسياسييها ومواطنيها للتفكير بخيار تشكيل الإقليم"، وبيّن أن الأنبار تمتلك حدودًا واسعةً مع سورية والأردن، ويمكنها أن تحصل على موارد اقتصادية كبيرة في حال إعلان الإقليم بالفعل.
والتوتر في محافظة الأنبار لا يقتصر على حدودها الشرقية التي تربطها مع العاصمة العراقية، بل إن الخطر الأكبر يداهمها من صحرائها الغربية التي لا تزال أجزاءً كبيرة منها تحت سيطرة تنظيم "داعش"، وقد حذّر رئيس بلدة الرطبة في غرب الأنبار، عماد الدليمي، من الخطر الكبير الذي يمثله تنظيم "داعش" المتمركز في الصحراء الغربية للمحافظة، وعبّر عن خشيته من تكرار سيناريو عامي 2013-2014 الذي شهد سقوط عدد من مدن الأنبار في يد التنظيم.
وأشار الدليمي إلى قيام تنظيم "داعش" بشنّ هجمات متكررة تستهدف القوات العراقية القريبة من المناطق الصحراوية، آخرها العملية التي استهدفت الجيش العراقي يوم الجمعة الماضي، وأسفرت عن سقوط 16 قتيلًا وجريحًا، وأوضح أن تهديد تنظيم "داعش" للمناطق الآمنة لا يزال قائمًا، مؤكدًا الحاجة لإسناد مستمر من قبل الطيران المروحي، من أجل ردع مسلحي التنظيم.
ويأتي ذلك في وقت تؤكد فيه مصادر عسكرية عراقية قيام تنظيم "داعش "بتجميع مقاتليه في منطقة "وادي حوران" في صحراء المحافظة، وقال ضابط في قيادة "عمليات الجزيرة والبادية"، المسؤولة عن أمن غرب الأنبار، أن تنظيم "داعش" يعمل على استجماع قواه في الصحراء الغربية للمحافظة، وتحديدًا في منطقة وادي حوران الواقعة خارج سيطرة القوات العراقية.
وكشف صعوبة القضاء على عناصر التنظيم المنتشرين في الصحراء بسبب المساحات الواسعة التي يختبئون فيها نهارًا، ليقوموا بتنفيذ هجماتهم خلال الليل، وفق تعبيره، ولفت إلى أن أمن الأنبار لن يتحقق بتحرير المدن فقط من سيطرة تنظيم "داعش"، بل من خلال تنظيف صحراء المحافظة من الخلايا التابعة للتنظيم، موضحًا أن القطعات التابعة للجيش وتجمعات العشائر المساندة لها غير قادرة على القيام بهذه المهمة وحدها.
وفي هذا السياق، أكد آمر "فوج الشهيد جلال" التابع لطوارئ الأنبار، العقيد عاشور جلو، قيام تنظيم "داعش" بشن هجوم مباغت على قطعات الجيش العراقي في منطقة نويهم، غرب الرمادي، وأكد تمكن القوات العراقية من التصدي للهجوم الذي أسفر عن سقوط عدد من الجرحى من عناصر الجيش، وعدد غير معلوم من القتلى والجرحى في صفوف تنظيم "داعش".
وشدد أن "قوة من الجيش العراقي والعشائر قامت يوم الثلاثاء بجولة تفتيش عن عناصر تنظيم داعش في منطقة الصكار غرب الأنبار"، مبيّنًا أن الحملة لم تسفر عن اعتقال عناصر في التنظيم، وحذر من وجود مسلحي "داعش" في وادي حوران، مشيرًا إلى وجود خطر على المدن المحررة التي قد تتعرض لهجمات التنظيم الذي ينتشر في المناطق التي تشهد فراغًا أمنيًا، وأكد عدم قدرة القوات العشائرية على اقتحام وادي حوران والمناطق الصحراوية الأخرى، موضحًا أن السيطرة على هذه المناطق تتطلب حملة عسكرية واسعة بغطاء جوي أميركي، علمًا أن التوتر الأمني الذي شهدته محافظة الأنبار نهاية عام 2013 تسبب لاحقًا بسقوط مدن كالفلوجة والرمادي وهيت ومناطق أخرى بيد تنظيم "داعش"، وعلى الرغم من إعلان القوات العراقية العام الماضي عن تحرير مدن الفلوجة والرمادي وهيت في محافظة الأنبار من سيطرة التنظيم، إلا أنه لا يزال يسيطر على ثلاث بلدات غرب المحافظة هي القائم وراوة وعانة، فضلًا عن وجوده في مساحات صحراوية واسعة تصل إلى الحدود مع الأردن وسورية.
وأبلغ رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، أمس السبت التحالف الوطني الذي يمثل المكون الشيعي الحاكم في العراق بأن معركة تحرير مدينة الموصل تدور حاليًا في الأمتار الأخيرة الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش"، ووفق تسريبات فإن العبادي قال خلال حضوره اجتماع الهيئة السياسية للتحالف، إن "النصر على تنظيم داعش قد أصبح قاب قوسين أو أدنى".
وأردف أنه "لم تبق سوى تحقيق التماس من جميع المحاور بين جميع القوات المحررة للمنطقة القديمة"، مردفًا بالقول إن "المعركة حاليا مع تنظيم "داعش" في أمتارها الأخيرة"، وكان بريت ماكغورك مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في العراق وسورية قد أعلن في وقت سابق من اليوم أن 250 مترًا فقط ما تبقى على إعلان تحرير مدينة الموصل بالكامل.
وتابع في مؤتمر صحافي في بغداد، "نحن الآن في المرحلة الأخيرة لتحرير الموصل"، مثمنًا دور القوات العراقية والبيشمركة في عملية استعادة المدينة من قبضة التنظيم المتشدد الذي فرض سيطرته عليها في شهر حزيران من العام 2014.
أرسل تعليقك