استقبل وزير المالية أمين بن عبد الرحمن، يوم الخميس، بمقر دائرته الوزارية مساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا، ديفيد شينكر، الذي تطرق معه إلى واقع التعاون الاقتصادي والمالي بين البلدين حسب ما أفاد بيان للوزارة.
وخلال هذا الاجتماع، اطلع وزير المالية ضيفه شينكر على العناصر الرئيسية للسياسة الاقتصادية التي تنتهجها الحكومة الجزائرية بهدف ضمان توازن واستمرارية إطار الاقتصاد الكلي العام للبلد، حسب ما أكد ذات المصدر.
وأضاف المصدر أن الطرفين تبادلا أيضا وجهات النظر حول الورشات الرئيسية للإصلاحات المُعتزمة، لاسيما في مجالي الميزانية والجباية، فضلا عن تحسين مناخ الأعمال لتشجيع الاستثمار والنمو.
كما شكل هذا اللقاء فرصة لاستعراض التعاون بين وزارة المالية والطرف الأمريكي وإمكانيات الاستفادة من برامج الدعم التقني لتدعيم الإصلاحات التي تم الشروع فيها في قطاع المالية.
وأعرب بن عبد الرحمن أيضا عن رغبته في رؤية الشركات الأمريكية “تستقر أكثر في بلادنا”، لاسيما في “القطاعات الإنتاجية”، للمساهمة في إبراز إمكاناتها وتنويع اقتصادها. وقال إن الفرص في هذا السياق تبقى “كبيرة”.
من جانبه، رحب شينكر بالأعمال المتخذة لدعم الإصلاحات وانفتاح الجزائر على الشراكة والاستثمار الأجنبي، مبديا استعداد الطرف الأمريكي لتوسيع التعاون بين البلدين الى كافة المجالات، حسب ما خلص ذات البيان.
وخلال ندوة صحفية نشطها شينكر، بمقر السفارة الأمريكية في الجزائر، أوضح انه خلال محادثاته مع وزيري المالية أيمن بن عبد الرحمن والشؤون الخارجية صبري بوقدوم، “تم التطرق إلى مجالات ترقية التجارة، وكذا المساعدة التقنية وطرق زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر الأمريكي في الجزائر”.
وأشار المسؤول الأمريكي، إلى أن هناك “تطورات مذهلة في مجال الإصلاحات التشريعية التي تتغير بطريقة مثمرة تجعل الجزائر وجهة أكثر جاذبية للمستثمرين”، وعليه تتطلع الولايات المتحدة “للقيام بالمزيد من الاستثمارات التي تصب في مصلحة البلدين”.
ومن شأن هذه الإصلاحات، يضيف شينكر، “أن تؤدي دورا إيجابيا في مجال التجارة وبالتالي ولوج كل من إفريقيا وأوروبا”، وهو ما اعتبره “معيارا مهما في الطريقة التي تنظر بها الولايات المتحدة إلى التجارة والتنمية في المنطقة”.
كما جدد المسؤول الأمريكي “التزام بلاده بعلاقاتها مع الجزائر، وهي علاقات غنية ومتعددة الجوانب، لا تتضمن فقط بعدا أمنيا ولكن أيضا اقتصاديا”، وهما البعدين اللذين “تتطلع الولايات المتحدة لتنميتهما مستقبلا”.
وذكر بالمناسبة بعمق العلاقات التاريخية بين البلدين التي ترجع إلى الخمسينيات من القرن الماضي، حين ألقى السناتور جون كينيدي خطابا في مجلس الشيوخ عام 1957 دعا فيه إلى استقلال الجزائر، مضيفا أنه منذ ذلك الحين تعاقبت العديد من الإدارات سواء جمهورية أو ديمقراطية وقمنا ببناء التعاون الاستراتيجي والشراكة الاقتصادية” التي “كانت مثمرة للغاية لكلا الجانبين”.
قد يهمك ايضا:
ملف الصحراء الغربية في قلب محادثات مساعد بومبيو بالجزائر
مساعد وزير الخارجية الأمريكي في زيارة إلى الجزائر
أرسل تعليقك