الجزائر - الجزائر اليوم
دخل الحراك الشعبي بالجزائر العاصمة ومختلف ولايات قطر الوطن، أمس، عاما كاملا من النشاط، معلنا بذلك حلول ذكراه الأولى منذ بدايته يوم 22 فيفري من السنة الفارطة 2019، حيث كان المواطنون عبر ولايات الوطن في موعد هذا الحدث في التاريخ السياسي للبلاد، الذي قرر رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، اعتباره يوما وطنيا للأخوة والتلاحم بين الشعب وجيشه من أجل الديمقراطية، وخرجوا في مسيرات شعبية، مجددين بذلك العهد على التمسك بمطلب التغيير الشامل في إطار السّلمية، ومنادين بمزيد من المكاسب السياسية وبناء جمهورية ديمقراطية بمؤسسات دولة قوية نابعة من الشعب. كما شدّدوا على ضرورة إطلاق جميع المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي.
بالعاصمة، خرج الآلاف من المواطنين من مختلف الشرائح، أمس، في إطار الجمعة الـ53 من عمر الحراك الشعبي، والذي كان متميّزا واستثنائيا، لتزامنه مع حلول ذكراه الأولى، في مسيرات شعبية كبيرة، ضرب من خلالها المتظاهرون، مثالا قويا في الحفاظ على طابع السلمية واللحمة الوطنية والتضامن بين أفراد الشعب، والاتفاق على ضرورة بناء دولة قوية تضمن حقوق كل الأفراد دون إقصاء أو تهميش.
وعرفت ساحتا البريد المركزي و"أودان” بقلب الجزائر الوسطى وضواحيها، منذ صبيحة أمس، توافدا شعبيا كبيرا للمواطنين من مختلف الفئات العمرية، ومن شتى الولايات المجاورة، كالبويرة، وبومرداس، وتيزي وزو، وسطيف، وبرج بوعريريج...، لتجديد العهد مع مطلب التغيير السياسي الشامل، والتمسّك بالمطالب التي تم رفعها يوم بداية هذا الحراك في 22 فيفري 2019، كبناء دولة مدنية بمؤسسات قوية، نابعة من سلطة الشعب، ومواصلة الحرب المفتوحة على الفساد والمفسدين، والتعجيل في اطلاق سراح المعتقلين السياسيين الآخرين الذيم لم يشملهم الافراج.
وسار هؤلاء المتظاهرون، بعد انقضاء صلاة الجمعة مباشرة، في مسيرات كانت شوارع قلب العاصمة مسرحا لها، على غرار ”عسلة حسين، وزيغود يوسف، وحسيبة بن بوعلي، وديدوش مراد، وسط تعزيزات أمنية كثيفة لعناصر الشرطة وقوات مكافحة الشغب، التي حضرت بقوة لتأمين ومرافقة المتظاهرين، لمنع أي انزلاقات أو محاولات التشويش على الحراك، خاصة في هذا الظرف الاستثنائي. حيث ردّدوا شعارات تدعو لبناء دولة مدنية، وتطالب بمواصلة محاسبة المسؤولين الفاسدين، واستعادة الأموال المنهوبة... وغيرها من الشعارات، كما حملوا رايات تنادي بالافراج عن الموقوفين ككريم طابو، وفضيل بومالة، ... وغيرهم من النشطاء السياسيين الذين اعتبروهم جزء هاما من هذا الحراك.
وأكد العديد من المتظاهرين، خاصة الشباب في هذا الإطار، أن خروجهم للجمعة الـ53 من عمر هذا الحراك الشعبي، الذي تزامن مع الذكرىالأولى لميلاده، لم يكن احتفالا محضا به، بقدر ما هو محطة هامة، لتجديد العهد مع المطالب المرفوعة، والتمسّك بمبدأ التغيير الشامل، مؤكدين أن مسيرات الحراك لن تتوقف، الى غاية الاستجابة لكل المطالب التي رفعها الشعب. واعتبروا أن النتائج والمطالب التي تم تحقيقها لحد الآن، غير كافية حسبهم. ومن جهتها، كانت قوات الشرطة في مستوى هذا الموعد، حيث رافقته بكل سلمية وحكمة، وحالت دون وقوع أمور قد تؤثر عن مجرى هذه المسيرات، وهذا رغم بعض المحاولات التي تسعى بكل ما أوتيت من قوى وامكانيات لتوشيه ذلك. كما حرصت على الحفاظ عن اللحمة والوحدة بين أفراد الشعب.
قد يهمك ايضا :
مصيطفى يؤكّد أن مشروع "نظرة الجزائر 2035" طور الاستكمال
تنظيم ورشة لمناقشة تطوير الصحافة الالكترونية في الجزائر الخميس
أرسل تعليقك