أكد رئيس “حزب الفجر الجديد”، الطاهر بن بعيبش، إن نسبة المشاركة في الاستفتاء الشعبي حول الدستور كانت متوقعة، بالنظر للظرف العام الذي تمر به البلاد، ودعا بن بعيبش خلال مروره على “منتدى الشروق”، الجميع إلى عدم عرقلة برنامج الرئيس لما في ذلك من مصلحة للبلاد، كما تحدث عن لقاء مرتقب لقادة المبادرة الوطنية لقوى الإصلاح قريبا، من أجل تقييم الوضع الذي أفرزته نتائج الاستفتاء. واعتبر بن بعيبش الحرائق التي اجتاحت بعض مناطق البلاد في الأيام القليلة الأخيرة، مؤامرة مكتملة الأركان داعيا الجميع إلى اليقظة لمواجهة التحديات والمخاطر التي تحدق بالبلاد.
وأوضح رئيس “حزب الفجر الجديد”، الطاهر بن بعيبش، إن الانتهاء من الدستور الجديد، يفتح المجال أمام الانتقال إلى مرحلة جديدة، تبدأ بسن قوانين عضوية، ومن ثم الانتقال إلى المحطة الثانية من وعود الرئيس، والمتمثلة في إجراء انتخابات تشريعية ومحلية مسبقة.
وتوقع بن بعيبش الذي حلّ ضيفا على “منتدى الشروق”، أن تجرى الانتخابات التشريعية المسبقة في الثلاثي الأول من العام المقبل، وذلك بعد أن يتم الفراغ من القانون العضوي المتعلق بكل من الانتخابات، والأحزاب والإعلام، وهي مشاريع قوانين لا تستهلك الكثير من الوقت، ولا سيما في ظل وجود إرادة سياسية تريد تجسيد الأجندة الرئاسية.
وأوضح الرجل الأول في “حزب الفجر الجديد”، أنه وحزبه كان منذ البداية من الداعين إلى تسبيق الانتخابات التشريعية والمحلية المسبقة، على مشروع الدستور، غير أن رؤية الرئيس عبد المجيد تبون، كانت تفضل تسبيق الدستور على غيره، حتى لا يسقط مشروعه ومؤسسات الدولة التي تنبثق عنه، في أزمة التشكيك في شرعيتها، كما هو حاصل اليوم مع المؤسسات القائمة الموروثة من فترة حكم الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة، وشدّد على أنه لا يزال يرى بضرورة أن يشمل التغيير مجلس الأمة، بثلثيها المنتخبين والثلث الرئاسي، باعتبارها غرفة برلمانية نافذة، فضلا عن أن الكثير من أعضاء هذه الغرفة اشتروا مقاعدهم بالمال الفاسد، وفق اعترافات البعض.
ويقول بن بعيبش، إن وتيرة تجسيد الوعود التي أطلقها رئيس الجمهورية قبل وبعد انتخابه، يطبعها شيء من البطء، لكنه أرجع ذلك إلى أسباب طارئة أخلطت حسابات الجميع، وعلى رأسها فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، الذي ساهم بقسط كبير في تأخير موعد الاستفتاء حول الدستور على الفاتح من نوفمبر الجاري، في حين أنه كان مبرمجا أن يكون في بداية الدخول الاجتماعي، على حد تعبيره.
وبرأي “ضيف المنتدى”، فإن الدستور الحالي، وعلى الرغم من محدودية نسبة المشاركة التي طبعت الاستفتاء عليه والتي جلبت له بعض الانتقادات المعهودة، إلا أن تجسيده على أرض الواقع من قبل الحكومة، سيخلق لدى الجزائريين قناعة بفاعليته وسيرفع من نسبة المقتنعين به أضعافا مضاعفة مع مرور الوقت.
المتحدث أشار إلى أن السرعة في استكمال بناء مؤسسات الدولة بعد الفراغ من الدستور، يشعر المواطن بوجود إرادة من قبل السلطة في التغيير، كما أن تأسيس مجلس نواب بعيدا عن الاتهامات بالتزوير، التي تلاحق المجلس الحالي، من شأنه أن يبدد مخاوف الجزائريين بشأن الإصلاحات السياسية التي خرج من أجلها الملايين من الجزائريين الآن.
وبالنسبة لـ “بن بعيبش”، فإن برلمانا قويا يعني من بين ما يعنيه، حكومة تسهر على الوفاء بالتزاماتها تجاه الجزائريين وتؤدي مهامها بكل صرامة، لأن البرلمان المنبثق عن إرادة شعبية حقيقية، لا يمكن أن يجامل الجهاز التنفيذي، ويحاسب الوزراء على كل صغيرة وكبيرة على أدائهم في قطاعاتهم المختلفة.
قال الطاهر بن بعيبش إن الكثير من المشاكل التي يواجهها الجزائريون اليوم، نابعة من تعسف بعض الإداريين في تطبيق القانون، وذلك بالرغم من وجود نصوص قانونية واضحة، مرت وفق الإجراءات القانونية والتشريعية اللازمة.
وقال رئيس حزب الفجر الجديد: “كفانا من المراسيم التنفيذية التي تعرقل تطبيق القوانين”، وهو الإجراء الذي اعتبره المتحدث، حيلة من الإدارة لعرقلة تنفيذ القانون، ودعا المتحدث السلطات المعنية إلى الإقلاع عن مثل هذه الممارسات التي تزيد من معاناة المواطن، وتجلب الغضب لمؤسسات الدولة.
وذكر بن بعيبش: “يمكنك وأنت أمام موظف في إدارة ما، ملاحظة قصاصات ملصقة أمامه، وعندما يجد نفسه أمام احتجاج من قبل مواطن لرفضه التجاوب مع مطلبه، يحيله مباشرة إلى تلك القصاصة لرفع الحرج عنه”.
قد يهمك ايضا:
الطاهر بن بعيبش يطالب بتغليب المصلحة الوطنية يوم الاستفتاء على الدستور
حزب الفجر الجديد يدعو للتصويت بـ"نعم" على مشروع التعديل الدستوري الجزائري
أرسل تعليقك