يعاني الكثير من المواطنين من عدم تمكنهم من استخراج شهادة الجنسية وهذا رغم امتلاكهم للبطاقة البيومترية، جواز السفر، رخصة السياقة، كونها دليلا كافيا على أنهم جزائريون، لكن البيروقراطية باتت تشترط الجنسية في عديد الملفات الإدارية وحتى في المسابقات، وهذا ما جعل أغلبية الضحايا في رحلة مستمرة بحثا عن الجنسية الجزائرية.
يتساءل أغلبية الجزائريين الذين يبحثون عن الجنسية الجزائرية عن سبب طلب شهادة الجنسية لمواطن مولود في بلدية جزائرية وولاية جزائرية وفي القطر الجزائري ومن أبوين جزائريين ومارس حقه الانتخابي أكثر من مرة واستخرج شهادة الجنسية لأكثر من مرة ولماذا لا يكتفون بشهادة ميلاد المعني وشهادة ميلاد الأب فقط لاستخراج شهادة الجنسية.
فكل مولود في أرض الجزائر ومن والدين جزائريين يكتسب الجنسية الجزائرية وراثيا من دون أي شك بخلاف المولود في أرض الجزائر من والدين أجنبيين أو أحدهما فهناك نصوص قانونية تحدد كيفية اكتساب الجنسية الجزائرية، لكن في الجزائر، يشترط تقديم شهادة الجنسية الجزائرية لكل من يتقدم إلى الوظيفة، أو استخراج جواز السفر أو بطاقة التعريف الوطنية.
“شجرة العائلة” لاستخراج شهادة الجنسية
ولاستخراج شهادة الجنسية يجب التقدم إلى المحكمة مرفوقا بشهادة ميلاد المعني وشهادة ميلاد الأب وشهادة ميلاد الجد، ولكن الأمر قد يكون مستعصيا لأغلبية المواطنين، وأغلبهم يعانون كثيرا في استخراج شهادة ميلاد الجد وخاصة إذا كان الجد من مواليد القرن (19) أي من مواليد سنة 1800 إلى 1899، وحتى إن وجدت شهادة ميلاد الجد فمصالح البلدية تطلب منه وثيقة تسمى بشجرة العائلة حتى يتيح لهم استخراج شهادة ميلاد الجد وخاصة في السنوات الأخيرة، وهنا يحتار المواطن ولا يستطيع الحصول على شهادة الجنسية التي قد يحتاجها لاستخراج جواز السفر أو بطاقة التعريف البيومترية أو من أجل ملف التوظيف مع العلم أن نفس المواطن كان يحمل بطاقة تعريف وطنية قديمة وسبق له أن استخرج شهادة الجنسية، ثم لماذا نطلب شهادة الجنسية لمواطن مولود في بلدية جزائرية وولاية جزائرية وفي القطر الجزائري ومن أبوين جزائريين ومارس حقه الانتخابي أكثر من مرة واستخرج شهادة الجنسية لأكثر من مرة؟
وباتت عديد البلديات خاصة في منطقة القبائل وما جاورها تطالب المواطنين بشجرة العائلة حتى يتسنى للمرء استخراج شهادة ميلاد جده أما عدا ذلك فلا يمكن له استخراج شهادة ميلاد الجد وبالتالي لا يسمح له باستخراج شهادة الجنسية ما لم يقدّم شهادة وفاة الجد إن وجدت، وأمام هذه العراقيل حدثنا السيد “ع.م” عن معاناته في استخراج شهادة الجنسية من أجل التوظيف كعون أمن بإحدى المؤسسات ولم يتسن له الحصول على شهادة ميلاد جده المولود في إقليم ولاية غرداية أما هو فقد ولد في إقليم ولاية البويرة، ما تحتم عليه السفر إلى غرداية ليجوب عديد البلديات بحثا عن شهادة ميلاد جده ولكن من دون جدوى وبقي الشاب من دون وظيفة قارة وهو حاليا ينتقل من مكان إلى آخر عاملا يوميا.
أما السيد (ي) بعد نجاحه في مسابقة للالتحاق بإحدى الوظائف ولاستكمال ملفه الوظيفي بشهادة السوابق العدلية وشهادة الجنسية وتحصل على الشهادة الأولى، أما الثانية فلم يتحصل عليها بسبب عدم وجود شهادة ميلاد جده وكان يذرف الدموع الحارة إلا أن إحدى الموظفات ساعدته في استخراج شهادة الجنسية والتحق بالوظيفة.
أما السيدة (ف) التي أرادت استخراج جواز السفر من أجل أداء العمرة وبعد عناء طويل من أجل استخراج شهادة الجنسية، طبعا المشكل مطروح في شهادة ميلاد الجد، إلا أنها توصلت إلى استخراج شهادة وفاة الجد وتحصلت على شهادة الجنسية..
أخطاء إدارية تمنع الجزائريين من شهادة الجنسية
وعادة يحرم الجزائري من استخراج شهادة الجنسية في حالة وجود أخطاء في شهادات الميلاد تحرمه من استخراج شهادة الجنسية إلا بعد التصحيح والذي يمر بعدة إجراءات أحيانا تطول، أما شجرة العائلة فتسمى في الحالة المدنية EC16، وهي بتعبير حديث سجل الحالة المدنية للمولودين قبل سنة 1895، لم تكن سجلات، بل كانت وثائق كبيرة لا توجد إلا في البلديات المنشأة في عهد الاستعمار، وقبل سنة 2010 لم يكن هذا المشكل مطروحا لكن اليوم أصبح مشكلة حقيقية للمواطنين، والسبب هو رقمنة سجلات الميلاد، الوفاة والزواج، فإضافة للأخطاء التي ارتكبها أعوان الحجز بالبلديات يطرح مشكل آخر هو ضياع جل تلك الصفحات القديمة وتلفها وبعضها أصبح غير قابل للقراءة إطلاقا.
قد يهمك ايضا:
استهداف المنشآت الطبية في إدلب يشعل مواجهة كلامية في مجلس الأمن
مجلس الأمن يؤكد أن استهداف الحوثيين منشآت نفطية في السعودية يُمثِّل تهديدًا خطيرًا
أرسل تعليقك