الجزائر - الجزائر اليوم
تباينت آراء ممثلي الأحزاب السياسية والقوائم الحرة التي دخلت غمار تشريعيات جوان 2021 بخصوص نسبة المشاركة الأولية على المستوى الوطني المقدمة من قبل رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد شرفي، عشية انتهاء عملية التصويت السبت والبالغة 30.20 بالمئة، ففيما اعتبرها البعض معقولة في ظل الظروف التي تمر بها الجزائر، ومنهم من قال إنها “ضعيفة” ولم تكن في المستوى المنتظر.
وفي السياق، قال القيادي في حزب التجمع الوطني الديمقراطي العربي صافي في تصريح للشروق الأحد بأن نسبة المشاركة المسجلة معقولة في ظل الظروف التي مرت بها البلاد، وكل ما هو واقع لاسيما –يضيف-الحركة الناشطة ضد الانتخابات بالقوة والتي لا علاقة لها بحرية التعبير والرأي المخالف بقدر ما هي ضغوطات وإكراهات وخاصة في بعض الولايات.
وفي إجابته على سؤال “الشروق” حول عدم قدرة الأحزاب على تعبئة المواطنين من أجل التصويت في الميدان، رد ممثل الأرندي بالقول بأن حزبه كان مجندا في الميدان والجميع شاهد التجمعات والتفاف المواطنين، إلا أن هناك ظروفا حالت -حسبه- دون الوصول للمشاركة المطلوبة يوم الاقتراع ومنها الإكراهات التي مورست ضد بعض المناضلين ومنعهم من الانتخاب في بعض الولايات، ولفت في السياق إلى أن نسبة 30.20 بالمئة مقبولة، لأنه حتى في أعرق الديمقراطيات تصل ما بين 25 حتى 35 بالمئة.
الأرندي: فوز البطاقات الملغاة بسبب النظام الانتخابي المعقد
وتوقع العربي أن يتبوأ حزب الأرندي المرتبة الأولى ضمن أربعة أو ثلاثة أحزاب وهذا وفقا للمعطيات الأولية للفرز المستقاة من بعض الولايات، مشيرا إلى أن أحزاب التيار الوطني المعروفة تفوقت وفقا للنتائج الأولية مع بعض القوائم الحرة، وأفاد ذات المصدر عن وجود بعض التجاوزات المسجلة في مراكز الاقتراع عبر عدد من الولايات، والتي ترجع للنظام الانتخابي الجديد الذي وصفه بـ”المعقد”، بالإضافة إلى أن السلطة الوطنية لمراقبة الانتخابات لا تزال غير مؤهلة لعملية بهذا الحجم، مشيرا إلى أنه تم تسجيل فوز البطاقات الملغاة في كثير من الولايات.
الأفلان: المشاركة في التشريعيات مشرفة
ومن جهته، يرى عضو المكتب السياسي، رئيس الديوان بالنيابة، في حزب جبهة التحرير الوطني، محمد صباحي، بأن نسبة المشاركة في التشريعيات المعلن عنها من قبل السلطة المستقلة للانتخابات “مشرفة”، وهذا نظرا لما يحدث في البلاد، حيث لا يخفى على أي واحد منا –يقول- وجود عزوف انتخابي للمواطنين.
أما بخصوص موقع حزب جبهة التحرير، قال صباحي بأن عمليات الفرز الأولية والأصداء التي وصلتهم من كل الولايات تبعث على التفاؤل وسيحافظ الأفلان على الريادة في انتظار تأكيد النتائج النهائية خلال الأيام المقبلة.
وأفاد ممثل الحزب بأنه تم تسجيل بعض التجاوزات البسيطة على غرار المناوشات في مكاتب الاقتراع، فضلا عن تأخر عملية الانتخاب في بعض الولايات منها المدية حتى الساعة 11 صباحا بسبب عدم وصول بطاقات الانتخاب في الوقت.
حمس: ننتظر النتائج النهائية للتعليق
وإلى ذلك، تجنب رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري في اتصال بـ”الشروق” أمس التعليق على النسبة الأولية المقدمة ليلة غلق مكاتب الاقتراع وانطلاق عملية الفرز قائلا: “ليس لنا أي رأي في الوقت الحالي.. ولما يعلن عن النتائج النهائية بشكل رسمي سنقدم تعليقنا حولها”.
أما بخصوص نتائج الفرز الأولية والنتائج المتحصل عليها مبدئيا من قبل مترشحي حركة “حمس”، قال مقري: “قبل الساعة الخامسة صباحا وصلتنا أصداء من بعض الولايات بافتكاكنا للمرتبة الأولى، لكن المعطيات ليست ثابتة ويمكن أن تتغير بين ساعة وأخرى إلى غاية إكمال عملية الفرز النهائية”، وعبرَ في السياق عن تفاؤله بالنتائج التي تحصل عليها حزبه وفقا للمعطيات الأولية على العموم.
جيل جديد: النسبة ضعيفة والسبب تراكمات النظام السابق
وبدوره، وصف رئيس حزب جيل جديد، جيلالي سفيان، في حديثه لـ”الشروق” نسبة المشاركة في تشريعيات جوان بـ”الضعيفة”، قائلا: ” من الواضح أن المشاركة لم تكن في المستوى المنتظر”.
ويرى المتحدث بأن هناك عوامل موضوعية لتفسير هذه النسبة الضعيفة، منها عدم الثقة في العمل السياسي كأكبر عامل، وتراكم كل المشاكل ونتائج النظام السابق، وهو ما أثر – حسبه – في نفسية المواطن الذي أصبح لا يؤمن بقدرته على التغيير عن طريق الانتخابات، والتي أضحت للأسف لصيقة بتهمة “التزوير”.
وعبر في السياق عن أمله لاستدراك هذه الفجوة بين السياسي والمواطن حتى يسترجع ثقته في آلية الانتخاب المعمول بها في كل الدول الديمقراطية.
وقال جيلالي سفيان بأن حزبه تحصل على نتائج متفاوتة لحد اللحظة في العديد من البلديات، فيما لم يتسلم بعد المحاضر النهائية لمعرفة النتائج بدقة، إلا أنه –يضيف- متفائل بالأصوات التي تمكن من افتكاكها باعتباره كان ممثلا بقوة، ولفت إلى تسجيل بعض التجاوزات منها محاولة التأثير على الناخبين وشراء أصواتهم .
أحرار دزاير: استرجاع الثقة لا يمكن أن يكون بين ليلة وضحاها
أما ممثل القائمة الحرة “أحرار دزاير”، أحمد دهيم، فأكد في حديثه لـ”الشروق” بأن نسبة المشاركة في الانتخابات هي نتيجة لتراكمات سياسية قديمة جعلت المواطن يفقد ثقته في المنتخبين، ولفت إلى أنهم كشباب أحرار خاضوا التجربة بكل ثقة وأمل، لكنهم في ذات الوقت ليسوا مسؤولين –يقول- عن التركة السياسية الصعبة، ولا يمكنهم تحمل الوعود الكاذبة للسياسيين السابقين الفاشلين.
وأضاف أنّ “استرجاع الثقة لا يمكن أن يكون بين ليلة وضحاها”، وتابع “في رأيي أنّ نسبة المشاركة يمكن أن تفسر بأن أغلب الشعب لا يرى حل الأزمة حاليا بالانتخابات فقط، لأنها تعتبر جزء من الحل وليس الحل كله”.
وأفاد دهيم بأن فترة التسجيل في القوائم الانتخابية لم تكن كافية للكل من أجل التسجيل وحرمت الكثيرين من الإدلاء بأصواتهم، ليصرح “لا نستطيع تكوين ذهنيات سياسية جديدة بوعاء انتخابي قديم”، مشيرا إلى أنّه لو تم تبسيط عملية الانتخاب والتسجيل ببطاقة التعريف فقط لكانت هناك شريحة كبيرة قد أدلت بصوتها، وخاصة الشباب، ليقول “من غير الممكن بوعاء انتخابي قديم نبني جزائر جديدة”.
ولفت إلى أن العزوف على الانتخابات ظاهرة عالمية وليست في الجزائر فقط، لأن المواطن يهتم بالأمور الاقتصادية الاجتماعية أكثر من السياسية.
أما بخصوص النظام الانتخابي الجديد، فأكد ممثل القائمة الحرة “أحرار دزاير” على وجود أخطاء في الفرز، نظرا لكون التجربة جديدة وغير مفهومة للجميع، واصفا العملية الانتخابية بالصعبة والمعقدة.
قد يهمك ايضاً
تفكيك شبكة دولية وحجز 19 سلاحاً محظوراً في تبسة الجزائر
الدرك الوطني في الجزائر يضع مخططاً أمنياً لعيد الفطر
أرسل تعليقك