بعد إغلاقها لعدة أشهر بسبب الإجراءات الوقائية ضد انتشار فيروس كورونا افتتحت بداية هذا الشهر متاحف القصبة بالجزائر العاصمة, المعالم التاريخية الرئيسية للمدينة القديمة, وهذا في إطار إعادة افتتاح المتاحف والمكتبات، وعلى الرغم من انخفاض الزوار إلا أن مسئولي قصر خداوج العمية ودار مصطفى باشا منشغلين بوضع اللمسات الأخيرة لضمان الترحيب الأمثل بهم وفقا لبروتوكولات صحية وإجراءات وقائية ضد انتشار كوفيد-19.
غير أن قصر خداوج العمية الذي يحتضن المتحف الوطني العمومي للفنون والتقاليد الشعبية ليس جاهزا تماما لإعادة استقبال الزوار بسبب أعمال الصيانة المستمرة التي أخرت إلى حد ما إعادة معارضه الدائمة.
وعلى الرغم من أن الحضور لم يعد كما كان إلا أن مديرة هذا المتحف فريدة باكوري "متفائلة" بشأن استئناف الأنشطة في مؤسستها التي اتخذت "إجراءات وقائية واعتمدت أسعارا مخفضة للزوار" مشيرة في هذا الصدد إلى أن "المعوقات المتعلقة بالنقل أثرت بشكل سلبي على تدفق الجمهور وسير عمل الصيانة المخطط إجراؤها في صالات العرض الست".
كما لفتت إلى أن إقامة المعارض الدائمة وتركيب الأثاث (صالونات وكراسي وغرف نوم ...) ووضع أشياء كبيرة الحجم كالجرار والصناديق يعتمد على "إنهاء العمل" في طلاء واجهات صالات العرض وتنظيف العناصر المعمارية.
وأشارت المديرة في سياق كلامها إلى اعتماد "بروتوكول صحي خاص لهذا المتحف من أجل التكيف مع حاجة المساحات" مضيفة أنه "لن يستقبل أكثر من 25 شخصا مقسمين على وجهتين بينما الزيارة مدتها 45 دقيقة فقط".
وتم بناء قصر خداوج العمية -الذي تبلغ مساحته 590 مترا مربعا- حوالي العام 1570 في حي "سوق الجماعة" بالقصبة السفلى من قبل ريّس يحيى قبل أن يتملكه الخزناجي حسن باشا أمين صندوق المال في عهد الداي محمد بن عثمان.
ويحتضن القصر منذ عام 1987 متحف الفنون والتقاليد الشعبية الذي يبلغ عدد زواره في المتوسط 30 ألف زائر سنويا.
وفي زقاق آخر بنفس الحي تقع دار مصطفى باشا وهي بناية من القرن الثامن عشر تشتهر ببلاطها الخزفي الكثيف الذي يصطف على الجدران, كما أنها تحتضن المتحف الوطني للزخرفة والمنمنمات والخط الذي بدوره أعاد فتح أبوابه للجمهور من خلال اتباع بروتوكول صحي.
وقال مدير هذا المتحف سامي دندن أن مؤسسته "استخدمت 50% فقط من سعة الاستقبال كما أن الدخول مشروط بارتداء الأقنعة ويقتصر على 20 شخصا فقط لكل مجموعة".
وأوضح أنه خلال فترة الحجر تم "نزع جميع التحف كإجراء أمان مما أتاح للمتحف إجراء عمليات جرد وتنظيف للأعمال والقيام أيضا بدهن وصيانة للمبنى".
وردا على سؤال عما إذا كان المتحف جاهزا لاستئناف استقبال الزوار كما كان عليه الحال سابقا أشار المسئول إلى أن حجم التردد على الدار "ينخفض بشكل عام في فترة الشتاء ويزيد في الربيع والصيف" ليصل إلى "المتوسط السنوي الذي يبلغ 12 ألف زائر من جزائريين وأجانب".
وتم الانتهاء من بناء دار مصطفى باشا في عام 1799 لصالح الداي مصطفى بن إبراهيم باشا (1789- 1805) وقد اتخذت هذه البناية كمكتبة وطنية إبان الاحتلال الفرنسي حتى عام 1948.
ويفتح قصر خداوج العمية ودار مصطفى باشا أبوابهما للجمهور كل يوم من السبت إلى الخميس من الساعة 8:30 صباحا وإلى غاية 4.30 مساء.
قد يهمك ايضا:
معرض رقمي في الإمارات احتفالاً باليوم العالمي للمتاحف
"الثقافة" الجزائرية تشرف على حملة تعقيم المتاحف والمواقع الأثرية
أرسل تعليقك