الشابندر ذاكرة العراق الثقافية تتجسد في مقهى مرّ قرن على افتتاحه
آخر تحديث GMT07:13:02
 الجزائر اليوم -
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

شهد خلاله ثورات وانقلابات وتفجيرات مختلفة في أرجاء البلاد

"الشابندر" ذاكرة العراق الثقافية تتجسد في "مقهى" مرّ قرن على افتتاحه

 الجزائر اليوم -

 الجزائر اليوم - "الشابندر" ذاكرة العراق الثقافية تتجسد في "مقهى" مرّ قرن على افتتاحه

مقهى الشابندر
بغداد – نجلاء الطائي

الذي يجلس في مقهى الشابندر، الكائن في شارع المتنبي ببغداد، لا يشعر أنه يأتي لقضاء الوقت أو للتسلية وشرب الشاي، فأغلب رواد المقهى الشهير، يأتون ليتزودوا من الثقافة والأدب من خلال ما تجري من محاورات وأحاديث في هذا المجال، فضلاً عن كونه ملتقى للأدباء الوافدين من المحافظات الأخرى، لغرض زيارة شارع المتنبي، لذا فهو برأي الكثيرين، حلقة أدبية وخيمة بغدادية لكل مثقفي العراق.

في قلب شارع المتنبي في وسط بغداد، أمضى عبدالفتاح النعيمي معظم سنوات عمره على طاولات مقهى الشابندر الذي مر قرن على افتتاحه شهد خلاله ثورات وانقلابات وتفجيراً واستحال "قِبلة المثقفين"، ويقول النعيمي، وهو باحث وأحد الرواد المواظبين في المقهى التاريخي "آتي إلى هنا منذ أكثر من 60 عاما ، منذ كان عمري 17 عامًا".
ويضيف بابتسامة ونبرة افتخار "أجلس هنا من الساعة التاسعة حتى الثانية أو الثالثة بعد الظهر، إلى أن يغادر الجميع".

يعود تأسيس مقهى الشابندر إلى العام 1917، وسمي باسمه الحالي الذي يعني كبير التجار باللغة التركية العثمانية، نسبة إلى صاحب المطبعة التي كانت في المكان عبدالمجيد الشابندر، ليصبح بذلك أول المقاهي التي تفتتح في المنطقة.

المبنى الواقع على إحدى زوايا شارع المتنبي، مصمم على الطراز المعماري البغدادي القديم الذي يستخدم فيه الطوب والجص، وتشهد هذه الفخامة العمرانية القديمة على التاريخ الذي عايشه هذا المكان.

الشابندر ذاكرة العراق الثقافية تتجسد في مقهى مرّ قرن على افتتاحه

يقول صاحب المقهى منذ العام 1963 الحاج محمد الخشالي، الذي يرتدي دشداشة بيضاء تكسرها ألوان أحجار الخواتم في يده اليمنى، "اليوم صار عمر المقهى مئة عام. أنت تجلس في كتاب تاريخ"، ويرجع الخشالي بذاكرته إلى السنوات الأولى من استلامه لإدارة المقهى ويقول "قررت حينها منع كل أنواع التسالي، من دومينو وأوراق لعب".

ويضيف "تعهدت على نفسي أن يكون هذا المكان منتدى أدبيا، وهذا ما حصل".
منذ مطلع التسعينيات، وفي ظل الحصار الدولي الذي فرض على العراق، تحول شارع المتنبي ومقهى الشابندر خصوصا إلى ملتقى للمثقفين، ليصبح بعدها يوم الجمعة موعدا لكرنفال ثقافي أسبوعي.

واكب الشابندر ثورات مفصلية في العراق، بدءً من "ثورة العشرين"، مرورا بـ"ثورة 14 تموز" 1958 و"حركة 8 شباط/فبراير" 1963، وصولا إلى الغزو الأميركي للعراق في العام 2003، إضافة إلى اجتياح تنظيم "داعش" للبلاد في العام 2014. لكن هذا التاريخ، أبى إلا أن يسجل اسم المقهى فيه بالدم.

ففي آذار العام 2007، استهدف شارع المتنبي التاريخي بما فيه المقهى بسيارة مفخخة، أودت بحياة العشرات، ودمرت أشهر المكتبات التي التهمتها النيران، وفي ذلك اليوم، تحول الشارع إلى ركام وأنقاض، قضى تحتها حفيد وأربعة من أبناء الخشالي.

يستذكر الحاج الثمانيني تلك الحادثة بغصّة، ويرفض الحديث عنها قائلا "الحمدلله على كل شيء"، صار للمكان اسم ثان هو "مقهى الشهداء"، كتب بخط صغير على اللافتة المعلقة عند مدخله، في الداخل، تحكي جدران القهوة الشعبية تاريخا طويلا من الحياة البغدادية والعراقية عموما، بعشرات الصور المعلقة التي تعود لأكثر من مئة عام شهد عليها ملوك وأمراء وزعماء من العراق وخارجه.
من الملك فيصل، ورئيس الوزراء العراقي في العهد الملكي نوري السعيد، وصولا إلى عبدالكريم قاسم أول حاكم للعراق بعد انهيار الملكية، كان المقهى منطلقا للعديد من التظاهرات التي مرت بها البلاد في القرن العشرين، وخصوصا تلك التي ندد بها العراقيون بمعاهدة بورتسموث في العام 1948.

يقول النعيمي المتأنق ببزة رسمية بنية وربطة عنق منتقاة وشعر أبيض مصفف بدقة، "هذه مدرسة متنوعة (...) أنظر هنا، لا يوجد أحد من الموجودين ليست لديه بصمة على الحركة الوطنية، من نساء ورجال".

ويضيف "كنت أتردد إلى هذا المقهى، المختص بالثقافات المتعددة. لم يقتصر على جهة معينة أو مذهب معين أو ثقافة معينة، كان يضم الكل"، وبين المقاعد الخشبية التي يتسع كل منها لثلاثة أشخاص، تعلو أصوات النقاشات السياسية والثقافية وحتى الفنية، تخرقها ندهات الزبائن "شايات اثنين آغاتي".

فيتنقل نُدل المقهى رافعين الصواني التي تحمل أقداح الشاي، فيحركونها على أكفهم بفن وخفة كأنهم يقدمون لوحة راقصة، وفي وسط هذا الازدحام، يجلس الشاب رماح عبدالأمير وفي يده كتاب عن التاريخ الحديث للسياسة.

يقول ابن الأعوام السبعة عشر إن المقهى "بات يشكل معلما تراثيا من بغداد القديمة. إرث لا يمكن التخلي عنه"، ويضيف "هذا المكان صار قِبلة للمثقفين، ومدرسة تتناقلها الأجيال".
ولهذا، يعتبر النعيمي أن "هذا المكان أنتج مدارس فكرية"، ويضيف "هنا الجميع يحترم أفكار الجميع، وأنا أدافع عن فكرك ولو أختلف معك، حتى الموت".
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشابندر ذاكرة العراق الثقافية تتجسد في مقهى مرّ قرن على افتتاحه الشابندر ذاكرة العراق الثقافية تتجسد في مقهى مرّ قرن على افتتاحه



GMT 22:23 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

"ألفا روميو جوليا" تفوز بلقب سيارة العام 2018

GMT 04:38 2019 الإثنين ,25 شباط / فبراير

جيمي سونغ يحوِّل منزله غابة تحوي نباتات نادرة

GMT 00:35 2018 الإثنين ,30 إبريل / نيسان

نور درويش يكشف ثبات أسعار السيارات

GMT 15:16 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

صلاح يفوز بجائزة لاعب الشهر في ليفربول للمرة الرابعة

GMT 20:42 2014 الجمعة ,26 أيلول / سبتمبر

"أرميل" تطرح أحذية رجالية راقية لشتاء 2015

GMT 06:01 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

أبرزالتوقعات الفلكية عن كل برج في سنة 2018 تعرف عليها

GMT 00:02 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طرق متنوعة لارتداء اللون الأبيض مع الحجاب لإطلالة مثالية

GMT 09:55 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

حريق هائل استدعى تدخّل جماعي لفرق الدفاع المدني في جازان

GMT 01:45 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

الجيش التركي يمهّد لشن عملية عسكرية في عفرين

GMT 06:12 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

سميرة الكيلاني تعطي نصائحها للحصول على بشرة نضرة

GMT 07:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن مميّزات سيارة "فولكس فاغن GTI" الجديدة

GMT 05:58 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

صِدام عنيف في نيروبي بعد العثور على 4 جثث داخل حي عشوائي

GMT 09:37 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

بريشة شروق بشناق

GMT 00:37 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

الهباش يُؤكّد أنّ الانقسام الفلسطيني لم يكن داخليًّا

GMT 20:36 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

تفكيك خلية متطرّفة مرتبطة بتنظيم "داعش" في الرياض

GMT 19:37 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

5 طرق طبيعية لتنظيف الرحم بعد الدورة الشهرية
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria