قبور الدولمن توثق حضارة الأرض السورية في عصور ما قبل التاريخ
آخر تحديث GMT07:13:02
 الجزائر اليوم -
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

مدافن صندوقية من الحجارة الكبيرة تنتشر في الكثير من دول العام

قبور "الدولمن" توثق حضارة الأرض السورية في عصور ما قبل التاريخ

 الجزائر اليوم -

 الجزائر اليوم - قبور "الدولمن" توثق حضارة الأرض السورية في عصور ما قبل التاريخ

قبور الدولمن
دمشق - العرب اليوم

تمتلك مدافن "الدولمن" التي تنتشر في الكثير من دول العالم ويوجد المئات منها في سورية، أهمية تاريخية كونها تعود إلى عصور ما قبل التاريخ وتحديدًا إلى عصر البرونز، واستمر استخدامها في العصور اللاحقة لتروي طريقة الحياة التي كانت سائدة في تلك العصور، وعادة ما تكون هذه المدافن حسب خالية من محتوياتها ومن الأثاث الجنائزي بما في ذلك العظام، لكن القليل منها وجد فيه بعض الهياكل العظمية وبعض اللقى التي قادت الباحثين للتأكد من وظيفة هذه الأبنية كمدافن، ويعيد مدير آثار ريف دمشق الدكتور محمود حمود ظهور هذا النوع من المدافن إلى العصر الحجري النحاسي في الألف الرابع قبل الميلاد مشيرًا إلى أنه ازداد انتشاره خلال العصور البرونزية في الألف الثالث والثاني قبل الميلاد كما استمر استخدام الكثير من هذه المدافن خلال العصور اللاحقة الرومانية والبيزنطية والإسلامية في منطقة شرق المتوسط.
و"الدولمن" مدفن صندوقي الشكل مبني من الحجارة الكبيرة اسمه مستوحى من الطاولة الحجرية في اللغة البريتانية القديمة (جزيرة في غرب فرنسا) ويتكون عادة من حجرين كبيرين تغطيه من الأعلى حجر ثالثة يصل وزنها لعدة أطنان وتوجد مدافن أخرى مبنية بعدد أكثر من الحجارة ذات حجوم أصغر.
ويعيد مدير آثار ريف دمشق الدكتور محمود حمود ظهور هذا النوع من المدافن إلى العصر الحجري النحاسي في الألف الرابع قبل الميلاد مشيرا إلى أنه ازداد انتشاره خلال العصور البرونزية في الألف الثالث والثاني قبل الميلاد كما استمر استخدام الكثير من هذه المدافن خلال العصور اللاحقة الرومانية والبيزنطية والإسلامية في منطقة شرق المتوسط.
وعادة ما تكون هذه المدافن حسب حمود خالية من محتوياتها ومن الأثاث الجنائزي بما في ذلك العظام لكنه أشار إلى أن القليل منها وجد فيه بعض الهياكل العظمية وبعض اللقى التي قادت الباحثين للتأكد من وظيفة هذه الأبنية كمدافن فيما قاد افتقار بعض الدولمن للعظام في داخلها للاعتقاد أنها أبنية كانت معدة لدفن مؤقت قبل أن تنقل الجثث لأمكنة أخرى لتدفن ثانية بشكل نهائي.
وأضاف "إن لهذه المدافن أهمية اجتماعية ولاسيما المناطق الرعوية النائية من حيث أنها كانت ترمز لقوة الشخصية المدفونة وقيمتها وأهمية من ينتمي إليها من الأفراد ومن المجموعات العشائرية والقبلية".
وأوضح مدير آثار الريف أن أغلب هذه المدافن توجد على شكل مجموعات في المناطق الوعرة على الهضاب الواسعة وسفوح الجبال التي يصعب فيها حفر القبور والتي تتوفر فيها الحجارة التي تلائم هذا النوع من الأبنية الجنائزية وبالعموم يتركز وجودها في المناطق الرعوية الأقل قابلية للزراعة ولهذا ربطها البعض مع السكان البدو.
وتنتشر هذه المدافن المقدسة في كثير من بلدان العالم بدءًا من شمال أفريقيا "الجزائر وتونس" إلى أوروبا "إيطالية وفرنسا والسويد والدنمارك وبريطانية" إلى بلدان أسيا "شرق المتوسط ومنطقة الخليج في شرق السعودية والبحرين وإيران وافغانستا وأبخازيا وكوريا وفي منطقة شرق المتوسط ويتركز عدد كبير منها في منطقة الصدع السوري "الأفريقي حتى جنوب تركيا وشرقا حتى معان في الأردن والوعرات البازلتية في الجنوب السوري وبعض مناطق الجولان وامتداداته وصولا حتى منطقة اللجاة وسيس ومنطقة سعسع وزاكية والهيجانة في جنوب وشرق دمشق.".
وأشار الدكتور حمود إلى أن الاهتمام بهذا النوع من المدافن بدأ منذ نهاية القرن التاسع عشر عندما قام الباحث شوماخر ما يقرب من  1884م برصد عدد كبير منها في المنطقة ثم جرت بعض أعمال البحث والتحري التي شملت الأردن وفلسطين وجنوب سورية ومنطقة الهيجانة ومحيطها في ريف دمشق خلال منتصف القرن العشرين.
ولفت إلى أن الباحثين كلير ايبستن عام 1985 ومتانيه زوهار عام 1992 استطاعا تمييز ستة نماذج رئيسية من هذه المدافن منطلقين من الشكل والحجم والعمق علاوة على ملامح أخرى مثل حجارة الغطاء والجدران والحلقات التي تطوق المدافن ولعل أبسط أشكال الدولمن وأكثرها شيوعا هي التومولوس التي يعلوها ركام أو رجم من الحجارة وتحيط بها جدران حلقية الشكل.
وبين حمود انه عثر في منطقة الجولان على مئات مدافن الدولمن لعل أهمها وأضخمها موقع " رجم الهري " الواقع إلى الشرق من بحيرة طبريا بحوالي 16 كم والذي حيرت وظيفته الباحثين فاعتبروه مرصدا فلكيا أو حصنا أو مجمعا جنائزيا لملك منطقة باشان وهو بناء دائري يتألف من مدفن وعليه رجم من الحجارة في المركز يحيط بها أربعة جدران حلقية الشكل قطر أكبرها 150مترا وعرض الجدار 5ر3م وبقي من ارتفاعه بحدود 5ر2 متر مشيرا إلى أن آخر استخدام له كان في عصر البرونز الحديث ما يقرب من  1500-1200ق.م.
وأضاف "ربما كانت التنقيبات التي أجريناها في دائرة آثار ريف دمشق منذ عدة سنوات أحدث الأبحاث المتعلقة بالدولمن حيث جرى مسح منطقة واسعة غرب وجنوب دمشق تم من خلالها الكشف عن مئات من هذه المدافن شملت وعرات سعسع /30كم غرب دمشق/ وقرى منطقة الكسوة /25كيلو متر جنوب دمشق/ في الطيبة وخربة السعادة والديرخبية وزاكية التي جرى تنقيب عدد منها عام 2008 وقد ظهر أن أغلب هذه المدافن كانت ترتفع عن سطح الأرض المجاورة حوالي5ر2متر وقد يصل  إلى أمتار".
وتحيط بغرفة الدفن مجموعة من الجدران من 3 إلى 5 شبه دائرية الشكل يتراوح قطرها بين 7 و16مترا وهي مبنية من الحجارة البازلتية مصاطب دائرية ترتفع الواحدة عن الأخرى من الخارج باتجاه المركز بحدود 70سم ويتقاطع مع هذه الجدران جدران أخرى على شكل شعاعي.
وأوضح حمود أن وجود مساحة محددة بجدران مستقيمة الشكل أمام بعض هذه المدافن خارج الجدران الدائرية وبشكل متعامد عليها ربما كانت مخصصة مع الجدران الشعاعية لممارسة بعض الشعائر الجنائزية والدينية التي كانت تقام بشكل دوري لافتا إلى أن غرفة الدفن تقع في المركز وتتألف من قبر واحد وأحيانا قليلة من قبرين متلاصقين وتم حفر جزء من القبر أحيانا بالأرض وبناء جزئه الأعلى بالحجارة في حين أن أغلب المدافن بنيت بكاملها من الحجارة فوق الأرض.
ولفت إلى أن شكل القبر مستطيل واتجاهه غرب شرق طوله 200- 250 سم وعرضه 80 -100سم وارتفاعه 90 -110سم مبني من حجارة بازلتية متوسطة الحجم وتعلوه مجموعة من الحجارة لا يقل ارتفاعها عن المترين ويصل أحيانا لعدة أمتار.
وتابع  "إنه لم يتم العثور داخل القبور على هياكل عظمية أو أثاث جنائزي ما عدا أحدها الذي احتوى على أجزاء من جمجمتين لبالغين توضعتا في الجهة الغربية من القبر مع بعض العظام الأخرى وعثر على كسرة فخارية لقاعدة إناء كبير الحجم تبين من خلال تحليله في هيئة الطاقة الذرية بطريقة التألق الحراري أن تاريخه يعود لمنتصف الألف الرابع قبل الميلاد".
كما وجدت لقى من بينها فأس معدنية كنعانية بجوار أحد المدافن يعود تاريخها لعصر البرونز الوسيط الأول حوالي 1800قبل الميلاد ووجدت في مدافن أخرى كسر فخارية تعود للعصور الرومانية والبيزنطية.
وقال مدير آثار الريف: "إنه من المعتقد أن هذه المدافن تعكس عبادة تقديس الأسلاف وهي العقيدة التي عرفت منذ عصر النيوليت /الألف السابع/ في منطقتنا كما عرفتها الكثير من شعوب العالم".
وقد تطورت مع تعاقب الزمن لتأخذ أبنيتها شكل الدولمن الذي يعبر عن عقيدة مجتمع أقرب للحالة الرعوية منه للزراعية ومن المعتقد أن شكل المبنى يدل على ممارسة أشكال مختلفة من الطقوس والزيارات التعبدية للأسلاف الراحلين وكان يتم خلالها تقديم الكثير من القرابين والأضاحي المقدسة فيما يعرف في بلاد الرافدين بولائم الكيسبو.
وأشار إلى أن كبر وصغر حجم المبنى الجنائزي له علاقة بالأهمية الشخصية المدفونة فيه في المجتمع فكلما كبر حجم الدولمن وازداد الاهتمام به وبنوعية حجارته وكبر حجمها كلما دل على أهمية المدفون فيها.
وأضاف "إن الانتشار الواسع لهذه المدافن في سورية وفلسطين والأردن والبحرين خلال العصور البرونزية يدل بوضوح على أن استخدام هذا المدافن لم يعد يقتصر على النخبة من أفراد المجتمع بل شمل كل أفراد المجتمع ولكن مدافن النخبة ظلت تتميز بحجمها وتقنية بناء الجدران وضخامتها".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قبور الدولمن توثق حضارة الأرض السورية في عصور ما قبل التاريخ قبور الدولمن توثق حضارة الأرض السورية في عصور ما قبل التاريخ



GMT 11:20 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

موديلات متنوعة من أحذية الشاطئ هذا الصيف
 الجزائر اليوم - موديلات متنوعة من أحذية الشاطئ هذا الصيف

GMT 10:56 2020 الجمعة ,28 شباط / فبراير

يسود الوفاق أجواء الأسبوع الاول من الشهر

GMT 01:10 2016 الجمعة ,30 كانون الأول / ديسمبر

ريهام إبراهيم سعيدة بمسيرتها المهنية في الإعلام

GMT 13:09 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يُعرب عن أمله في تحقيق بطولة رفقة "ليفربول"

GMT 09:18 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أمير منطقة جازان يتبرع بمليون ريال لجائزة جازان للتفوق

GMT 22:51 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمير الكويت يؤكد علي أهمية الاقتصاد وتنويع الدخل

GMT 16:38 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

بروسيا دورتموند يستعيد جهود ريوس قبل مواجهة شتوتجارت

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

استوحي إطلالتك السواريه بالدانتيل من وحي مدونات الخليج

GMT 09:59 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

طرق الحصول على مكياج عيون برونزي مع الأيلاينر

GMT 09:18 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

بن عبدالعزيز يعزي أسرة القواسمة بمحافظة أبو عريش

GMT 19:18 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

الإسباني إيسكو يرُد على اتهامه بزيادة الوزن
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria