عمار الطائي يؤكّد أن آثار بابل تصارع الزمن والماء والحداثة
آخر تحديث GMT07:13:02
 الجزائر اليوم -
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

عمار الطائي يؤكّد أن "آثار بابل" تصارع الزمن والماء والحداثة

 الجزائر اليوم -

 الجزائر اليوم - عمار الطائي يؤكّد أن "آثار بابل" تصارع الزمن والماء والحداثة

دولة العراق
بغداد - الجزائر اليوم

التقط عمار الطائي، عالم آثار عراقي، لوحاً طينياً سقط من أحد جدران بابل العتيقة. وحجبت آثار مخالب كلب تجول على قطعة الطمي المجفف منذ ما يزيد عن ألفي عام ماضية جزءاً من النقش المسماري - مما يعتبر بمثابة تذكير بأن هذه الأطلال كانت ذات يوم مدينة تعج بالحياة.وقال الطائي، 29 عاماً: «هذا تراث العراق، ونحن بحاجة لإنقاذه».وباعتباره جزءاً من جيل جديد من علماء الآثار، يعمل الطائي لحساب الحكومة العراقية في مشروع يتبع «الصندوق العالمي للآثار والتراث» يرمي إلى تقليص

الأضرار التي لحقت بواحد من أشهر المواقع الأثرية على مستوى العالم ـ وأكثرها غموضاً. وبعد سنوات من الجهود العراقية، جرى تصنيف بابل منذ عامين كموقع تراث عالمي تحت مظلة «اليونيسكو»، وذلك اعترافاً بالقيمة الثقافية العالمية الاستثنائية لما يعتبر الحاضرة الأكثر إبهاراً في العالم القديم.إلا أنه يتعين عليك استخدام خيالك.منذ قرن مضى، عكف علماء آثار ألمان على نقل أهم أجزاء المدينة. واليوم، تعتبر «بوابة عشتار»، التي أعيد بناؤها باستخدام العديد من قطع الآجر المزجج الأصلي، بمثابة حجر

الزاوية في متحف بيرغامون في برلين. كما جرى بيع أجزاء أخرى من جدران بابل لمؤسسات أخرى، منها متحف الميتروبوليتان في نيويورك. اليوم، سقطت بابل، مثلما الحال مع الكثير من المواقع الأثرية في العراق، في حالة يرثى لها. وتبدو جدران بابل متداعية، في الوقت الذي تهدد جهود إعادة الإعمار وخطوط أنابيب نقل الوقود مساحات واسعة من المدينة التي لم يجر بعد استكشاف الجزء الأكبر منها.ورغم هذا، ما يزال العراقيون ـ رغم انشغالهم بالوضع الأمني غير المستقر في البلاد ومشكلات

سياسية ومالية ملحة ـ يشعرون بارتباط عميق ببابل. من جانبي، شاهدت بابل للمرة الأولى في تسعينيات القرن الماضي. في ذلك الوقت، كان العراق تحت وطأة القبضة الحديدية لصدام حسين. وكان الجزء الأكثر إثارة للبهجة في الزيارة، رؤية عائلات من سكان المنطقة يستمتعون بوقتهم وتبدو نفوسهم خالية من الهموم لبضع ساعات. وأمام إعادة تصميم لـ«بوابة عشتار» يبدو أقرب إلى أعمال «ديزني لاند»، كان باستطاعتك اختيار بطاقة بريدية من رف معدني دوار ووضعها في صندوق بريد معدني.اليوم، غطى

الصدأ هذا الصندوق البريدي الذي صار مهجوراً، في الوقت الذي استولت قوات الشرطة المكلفة بحراسة الموقع الأثري على متجر الهدايا التذكارية. وبعد سنوات من الصراع، ورغم أن البلاد لم تعد خالية تماماً من العنف، أصبح العراق الآن آمناً بما يكفي لأن يفد العراقيون الأصغر سناً الذين لم تتح لهم فرصة رؤية الجزء الأكبر من أرجاء وطنهم، إلى بابل.الآن، بمقدور زائر الموقع الذي يقع على بعد نحو 50 ميلاً إلى الجنوب من بغداد، رؤية مخطط أعيد بناؤه لجزء صغير من المدينة، يضم الجدران التي كانت

تدعم فيما مضى «بوابة عشتار». يذكر أنه على مدار مئات السنوات حتى منتصف تسعينيات القرن الماضي، عانت بابل من مأساة إقدام سكان المناطق المحيطة إلى تفكيك جدرانها لنقل قطع الطوب القديمة لمشروعات البناء الخاصة بهم.جدير بالذكر في هذا الصدد أن المدينة التي يقدر عمرها بـ4 آلاف عاماً، وورد ذكرها مئات المرات في الكتاب المقدس، أصبحت عاصمة الإمبراطورية البابلية وكانت تعد المدينة الكبرى على مستوى العالم. وجاءت «شريعة حامورابي»، أحد أقدم القوانين والعقوبات المسجلة، من بابل،

وكذلك الحال مع تطورات كبرى بمجال الفلك وعلوم أخرى. تاريخياً، سقطت الإمبراطورية البابلية عام 539 قبل الميلاد أمام الإمبراطورية الفارسية، وبعد قرنين توفي الإسكندر الأكبر بها. وانهارت الإمبراطورية التي شيدها وتعرضت بابل نهاية الأمر للهجران والإهمال.وما تزال بعض الجدران، بما تحمله من نقوش طينية يقدر عمرها بـ2500 عام تحمل صور تنانين وثيران مرتبطة بالآلهة، قائمة إلى يومنا هذا. إلا أن الكثير من قطع الآجر تتداعى، ومع ارتفاع منسوب المياه تواجه جدران بأكملها خطر

الانهيار. ويقدر أنصار الحفاظ على المناطق الأثرية أن تركيب نظام لمنع المياه من التسرب إلى الموقع الأثري سيكلف عشرات الملايين من الدولارات. من جهته، قال جيف ألين، الخبير المعني بالحفاظ على الآثار التاريخية والذي تولى قيادة مشروع «الصندوق العالمي للآثار والتراث» منذ عام 2009: «يتعرض الطوب في هذه المنطقة على نحو متكرر للمياه والجفاف وارتفاع نسبة الأملاح، وبعد ذلك تنهار».وبسبب تآكلها بفعل الملح الجاف من الماء، تنهار بعض قطع الطوب حرفياً بمجرد اللمس.إلا أنه مثلما كان

الحال في أغلب الأحيان داخل بابل على مر السنين، تبقى أكبر التهديدات التي تواجه الموقع من صنع الإنسان. على سبيل المثال، داخل أسوار مدينة بابل الخارجية تعكف وزارة النفط العراقية على بناء محطة قياس لواحد من ثلاثة خطوط أنابيب جرى بناؤها في السنوات الأخيرة، في الوقت الذي تزداد أعداد المنازل باطراد داخل محيط الموقع. وبينما بذل المسؤولون العراقيون قصارى جهدهم لحماية الموقع أثناء السعي للفوز بتصنيفه كموقع للتراث العالمي، تراجعت هذه الجهود على نحو بالغ منذ ذلك

الحين.تجدر الإشارة إلى أنه بعد غزو العراق عام 2003. بنى مقاولون عسكريون أميركيون قاعدة في الموقع، وحفروا خنادق وقاد الأميركيون مركبات مدرعة عبر شوارع بابل الهشة، وملأوا أكياس الرمل بالتراب الممزوج بالفخار وشظايا العظام. وتسبب هذا كله في أضرار فادحة في الموقع، حسبما خلص تقرير صدر عن المتحف البريطاني. إلا أن هذا لم يكن الانتهاك الأول للموقع.على سبيل المثال، في عشرينيات القرن الماضي بنى البريطانيون مسارات للقطارات عبر الموقع الأثري في إطار خط السكك

الحديدية الرابط بين بغداد والبصرة. وفي وقت لاحق، بنت الحكومة العراقية طريقاً سريعاً متاخماً لخط السكك الحديدية.من جانبه، بنى صدام حسين، الذي رأى نفسه خليفة نبوخذ نصر، في ثمانينيات القرن الماضي قصراً ضخماً يطل على الآثار التي جرى استكشافها. كما أمر بإعادة بناء أجزاء من بابل، مما أدى إلى معظم المشكلات التي تواجهها جهود الحفاظ على أثار الموقع اليوم. خلال تلك الجهود، جرى تثبيت طوب حديث أثقل فوق الطوب الأصلي القديم، واحتجزت الأرضيات الإسمنتية المياه بينما دفع

السقف الإسمنتي فوق أحد المعابد القديمة إلى دفع المعبد بأكمله نحو الأسفل.عن هذا الأمر، قالت جوزفين دلاريو، الخبيرة الإيطالية بمجال العمارة الترابية والتي تعمل في الموقع: «خلال السبعينيات والثمانينيات، كان من المعتاد استخدام الإسمنت. اليوم وبعد مرور عقود، رأينا أن الإسمنت يضر بالأشياء». وبعد تأخير دام لعام بسبب ظروف الجائحة، عاد فريق «الصندوق العالمي للآثار والتراث» إلى بابل ليقرر السبيل الأمثل لعلاج الأضرار بالأماكن التي يمكن أن تتسبب فيها محاولة حفر الخرسانة إلى وقوع

المزيد من الضرر.من ناحيته، تولى مشروع «مستقبل بابل»، صندوق غير هادف للربح، والذي يتلقى تمويلاً جزئياً من وزارة الخارجية الأميركية، دعم جدران كانت معرضة لخطر السقوط وحقق استقراراً في وضع تمثال أسد بابل الشهير. كما يتولى المشروع تدريب فنيين عراقيين بمجال الحفاظ على الآثار وصيانتها، بجانب تقديمه المشورة بخصوص السبيل الأمثل لإدارة الموقع. من ناحية أخرى، وبالنسبة لمدينة استحوذت على جزء كبير من خيال العالم، لا يعرف على وجه اليقين سوى القليل للغاية عن

بابل.وحتى يومنا هذا، لم يعثر على أي دليل عن حدائق بابل المعلقة، التي اشتهرت بكونها واحدة من العجائب السبع للعالم القديم. كما لم يتم تحديد موقع برج بابل الموصوف في العهد القديم.ويكمن الجزء الأكبر من المشكلة في أن معظم المدينة التي تبلغ مساحتها أربعة أميال مربعة لم يجر التنقيب فيها أو حتى مسحها. من ناحيته، قال أولوف بيدرسن، الأستاذ الفخري في علم الآشوريات بجامعة أوبسالا في السويد ويعمل مستشاراً لدى «الصندوق العالمي للآثار والتراث»: «لم يجر التنقيب عن الآثار سوى في بعض المباني الضخمة والمشهورة، بينما لا نعرف سوى القليل عن باقي أرجاء المدينة».

قد يهمك ايضا:

منظّمة "اليونسكو" تجتمع لتحديد الإجراءات الواجب اتخاذها لحفظ التراث العراقي
"الخارجية" الروسية تأمل بمشاركة "اليونيسكو" في إعمار آثار سورية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عمار الطائي يؤكّد أن آثار بابل تصارع الزمن والماء والحداثة عمار الطائي يؤكّد أن آثار بابل تصارع الزمن والماء والحداثة



GMT 13:28 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 11:37 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 21

GMT 06:44 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

نجاح محمد الصيعري مع فريق "هجر" يحرج إدارة "الاتحاد"

GMT 18:15 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

دينا الشربيني تتحدث عن حياتها الشخصية مع غادة عادل

GMT 06:33 2016 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

تحديثات كبيرة على "تويوتا" راف 4 الهجين

GMT 01:21 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يتفقان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 02:39 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أبو الدنين يكشف عن إكسسوارات مميّزة في أستديو "الخزانة"

GMT 10:29 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومانسية سمية الخشاب وأحمد سعد في جلسة تصوير الزفاف

GMT 02:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية تمنع حفلة شيرين عبدالوهاب في الرياض

GMT 08:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تقييم لأرجوحة سوبرفلكس التي عُرضت في متحف تايت مودرن

GMT 05:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تجديد سجن الفنان السوري مصطفى الخاني في دمشق

GMT 03:51 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

"فرزاتشي Versaci" تطلق مجموعتها الجديدة لعام 2017

GMT 23:41 2014 الثلاثاء ,23 أيلول / سبتمبر

"بن عمار" تشارك في مهرجان الربيع العربي بـ"سنديانة"

GMT 01:54 2017 الأحد ,22 كانون الثاني / يناير

كاتلين جينر تتألّق في فستان أزرق طويل بكتف واحد

GMT 09:28 2015 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب التركي لكرة القدم يلاقي المنتخب القطري وديًا

GMT 06:11 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمطار تنعش الحركة الزراعية في المدينة المنورة

GMT 23:02 2015 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

تعلمي كيف تختارين لون حمرة الشفاة أو الروج

GMT 00:52 2017 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

محمد القرالة يؤكد أن الصورة الصحافية تؤثر على المجتمع

GMT 14:57 2013 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

"عارية الصدر" التونسية تخشى على حياتها
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria