توج اللواء فارس خلف المزروعي، قائد عام شرطة أبوظبي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، الشاعر مبارك بالعود العامري بلقب وبيرق شاعر المليون في نسخته التاسعة.
وهنأ المزروعي جميع الشعراء المشاركين بالموسم التاسع والحاصلين على المراكز المتقدمة الأولى في برنامج شاعر المليون المتخصّص في الشعر النبطي، مؤكدًا أن مشاركة الشعراء الـ 48 في الموسم التاسع يُضاف إلى مسيرة نجاح البرنامج في مواسمه السابقة، الذي بات اليوم أشهر برنامج عربي على الإطلاق من جهة اهتمامه بالشعر النبطي، لتُؤكِّد أبوظبي أصالتها في الاحتفاء بالثقافة، وإبداعها العابر للحدود، والذي ساهم بشكل أساسي في نجاح البرنامج وغيره من البرامج والمشاريع الهادفة التي تحتضنها عاصمة الشعر "أبوظبي" والرامية إلى المحافظة على الموروث الثقافي وصونه ونقله للأجيال المتعاقبة.
وأكد أن دور لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي يرتكز على نهج الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويُجسِّد رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في صون الموروث الثقافي، وإيصال الرسالة الحضارية للإمارات لمختلف ثقافات وشعوب العالم، بما يُساهم في تعزيز الروابط الإنسانية والمجتمعية؛ مما جعل دولة الإمارات تصل إلى أعلى المراتب وتُحقِّق إنجازات غير مسبوقة بالأنشطة والفعاليات التراثية التي تحافظ على الموروث الشعبي بهدف تواصله بين أجيال الحاضر والمستقبل.
وأعرب عن سعادته بالتقدم الذي أحرزه المشهد والواقع التراثي والثقافي في إمارة أبوظبي، مؤكدًا مواصلة لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، من خلال مشاريعها التراثية والثقافية، تعزيز استراتيجية أبوظبي الثقافية الخمسية التي تهدف إلى تعزيز دور القطاع كمحرك تنموي واقتصادي أساسي، وترسيخ مكانة العاصمة مُلتقىً عالميًا للثقافات، وحماية تراث أبوظبي الثقافي واستدامته، وتعزيز الوعي بالتراث الثقافي والفنون، وزيادة مشاركة المجتمع المحلي.
كما أشار إلى أن اللجنة تعمل على إتاحة الفرصة أمام الأجيال لممارسة الموروث الثقافي وإشراكهم في البرامج المختلفة؛ لخلق بيئة متطورة من خلال الاستفادة المباشرة أو الاستفادة عن بعد، بالإضافة إلى تعزيز دور المجالس في تعليم الأجيال المتعاقبة وكل ما يرتبط بالأخلاق الحميدة والعادات والتقاليد في حياتنا اليومية.
من جانبه قال عيسى سيف المزروعي، نائب رئيس اللجنة، إن تتويج الشعراء للموسم التاسع يأتي بعد جهود فريق البرنامج بفرز مشاركات آلاف الشعراء، ضمن مقابلات لجنة التحكيم التي جرت في دول عربية وخليجية، وما تبعه من اختيار قائمة المائة التي ازدادت للمرة الثانية على التوالي؛ نظرًا لحجم الإقبال الكبير وقوة المستوى الشعري لدى المشاركين من الشعراء.
وأكد أن شاعر المليون منصة عالمية متخصِّصة في الشعر النبطي، حيث أن البرنامج انطلق من إمارة أبوظبي في عام 2006، بفكرة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وقد حرصت اللجنة على تطبيقها وتنفيذها بنجاح فاق التوقعات، مما ساهم في تطوير المشهد الثقافي المحلي والعربي، حيث عرّف برنامج شاعر المليون بالشعر النبطي وأبرز مواهبَ شعريةً شابّةً، تخضع قصائدهم للتحليل والنقد، مما يرتقي بالشعر كتراث ثقافي هو فخر للأفراد والمجتمعات، ويُسهم في خلق لغة الاحترام المتبادل بين الشعوب، وفي نقل القيم الإنسانية من جيل لآخر، وأظهرت تحوّلا بارزًا في إطار عملية التنمية الثقافية المُستدامة، وترجمة لتطلعات طموحة في ترسيخ أبوظبي مدينة عالمية تصون تراثها الثقافي، عبر إدراك المخاطر التي تواجه التراث الشعبي على مستوى العالم.
وأوضح المزروعي أن عدد الشعراء الذين منحتهم أبوظبي فرصة الظهور الإعلامي الواسع للمرّة الأولى، عبر اختيارهم في قائمة الـ 100 الأولية في برنامج شاعر المليون تجاوز أكثر من 980 شاعرًا من أصل أكثر من 14 ألف شاعرًا قابلتهم لجنة التحكيم بشكل مباشر في جولاتها التمهيدية.
كلمات ختامية
توجه أعضاء لجنة التحكيم المؤلفة من الباحث والروائي سلطان العميمي، مدير أكاديمية الشعر في أبوظبي، والدكتور غسان الحسن، والشاعر حمد السعيد، بكلمات ختامية عكست مشاعرهم وآراءهم النقدية في تقييم مجريات الموسم التاسع من البرنامج.
وقدم سلطان العميمي تحية لكل متابعي البرنامج، وللعاملين في خط الدفاع الأول لحماية الناس وتقديم خدمات الصحة والسلامة والأمن، راجيًا لكل سكان الأرض أن يحفظهم الله من كل شر، ومن هذا الوباء الذي يسهر قادة الإمارات على مكافحته، معتبرًا أن نجاح الموسم التاسع تتويج لجميع مواسم شاعر المليون ففي كل موسم أسماء شعرية جديدة تجتمع من كل الأقطار العربية لتتحدَّث بلغة واحدة هي لغة الشعر النبطي، متوجهًا بتحية شكر لصاحب فكرة البرنامج، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والقائمين على البرنامج والعاملين فيه، معبرًا عن شعوره وبقية أعضاء لجنة التحكيم بشيء من الحزن لمفارقتهم هذه الأجواء الشعرية الجميلة، مع اعتبارهم أنّ كل الشعراء فائزون بالبيرق، والأمل فيهم أن يحملوا رسالة الشعر والتميز في خدمة الأوطان والإنسان.
بينما اعتبر الدكتور غسان الحسن أن ليلة ختام الموسم التاسع تأتي تتويجًا لمسيرة سبعة شهور من التعب والجهد المتواصل من الشعراء والقائمين على البرنامج، معتبرًا أن الشعراء الستة يخطفون فيها نتائج عملهم وتميزهم، ومشيدًا بالبرنامج الذي استمر في التألُّق موسمًا تلو موسم من خلال ما أبدعه الشعراء في المراحل المتقدمة من البرنامج وفي التصفيات كذلك، قائلًا: "كانت كل ليلة من أمسيات هذا الموسم ليلة استمتاع بمجموع نصوص الشعر التي نسمعها والتي وصل الشعراء من خلالها إلى مستويات عالية"، مؤكدًا على المستوى العالي للمنافسات، والذي هو من أهداف البرنامج ومن أهداف صاحب فكرته، شاكرًا القائمين على البرنامج والشعراء وجمهور الشعر.
أما الشاعر حمد السعيد فقد توجّه بالدعاء لحفظ الأوطان من جائحة كورونا التي غيرت ملامح حياتنا وسلوكياتنا، وبالثناء والتقدير والامتنان لمواقف قادة الإمارات المُلهِمين، قائلًا: "نحن جميعًا سعيدون بما وصلنا إليه من نجاح خلال هذا الموسم التاسع من مسيرة البرنامج، ما يُثلِج صدورنا ويُسعِدنا هو هذه الكوكبة التي وصلت إلى الأمسية النهائية، إضافةً إلى زملائهم ضمن قائمة الشعراء الـ 48"، مُشيرًا إلى أنّ شاعر المليون ليس مجرد برنامج بل بات صرحًا وأكاديمية تثقيفية تعليمية غيّرت مسيرة الشعر وأبرزت تفرُّد وسيرة الشعراء، ورسّخت مكانة الشاعر العربي ودوره المجتمعي والإعلامي، فالشعراء حصن أوطانهم وحاملو أمانة حفظ الوطن وحمايته بالكلمة والقصيدة"، مرددًا من كلماته: "من يشيل الهم في ظل الفلاحي/ الوطن والشعب في أيدي أمينه".
لحظة التتويج
وبعد تقرير اسْتَعَاد مُجريات الموسم التاسع من برنامج مسابقة شاعر المليون، واستعدادًا لإعلان النتيجة التي تحسم اسم حامل بيرق شاعر المليون، وزملائه الحَاصِلين على المراكز الخمسة الأخرى، اعتلى إلى جانب أعضاء لجنة تحكيم البرنامج، النجومُ الستةُ الواصلون لنهائيات البرنامج خشبةَ مسرح شاطئ الراحة، وهم الشعراء محمد الحمادي العتيبي، محمد البندر المطيري، مطرب بن دحيم العتيبي، عبد المجيد سعود الغيداني، أحمد بن عايد البلوي من السعودية، ومبارك بالعود العامري من الإمارات.
وقام اللواء فارس خلف المزروعي بتسليم الشاعر الفائز بالمركز الأول بيرق شاعر المليون، حيث جاءت النتائج بمجموع تصويت المشاهدين ودرجات لجنة التحكيم في الأمسية الماضية كالتالي: المركز السادس وجائزة 600 ألف درهم من نصيب أحمد بن عايد البلوي من السعودية الحاصل على درجة 59%، بينما احتل عبد المجيد الغيداني من السعودية بنتيجة 60% المركز الخامس والذي بلغت جائزته المليون درهم.
واحتل محمد البندر المطيري من السعودية والذي حصل على نتيجة 63% المركز الرابع وجائزته مليونا درهم، وجاء في المركز الثالث محمد الحمادي العتيبي من السعودية بنتيجة 66% وجائزة بلغت ثلاثة ملايين درهم، واحتل مطرب بن دحيم العتيبي من السعودية المركز الثاني بنتيجة 70% وجائزة قدرها أربعة ملايين درهم، أما المركز الأول ببيرق شاعر المليون وجائزة خمسة ملايين درهم فقد احتله مبارك بالعود العامري بنتيجة 73%.
انطلقت فعاليات الختام بإطلالة مقدّمي البرنامج الإعلاميّين أسمهان النقبي وحسين العامري مردِّدَين أبيات شعرية من أوبريت "أرض السلام" كلمات الشاعر عارف عمر، تعكس القيم الإماراتية الأصيلة وتحاكي المواقف الوطنية والإنسانية التي تقفها دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة على المستويين المحلي والعالمي في مواجهة التحدي الخطير الذي يفرضه انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد على البشرية جمعاء، ومنها:
" من عصور سولفت عنها السنين لين عصر سولفن الأمجاد عنه
بالرجال المخلصين الشامخين طوعوا الصعب وغدت بوظبي جنة"
592 شاعرًا من 25 دولة
وقد نجحت أبوظبي خلال عقد ونصف من الزمن في اكتشاف 592 شاعرًا من 25 دولة، تراوحت أعمارهم ما بين 18-45 سنة، تحوّلوا إلى نجوم في الأدب والشعر، عبر 9 مواسم من "شاعر المليون" و 8 مواسم من "أمير الشعراء"، وهي برامج ساهمت في تطوّر الذائقة الأدبية والارتقاء بالوعي الثقافي والإنساني في العالم العربي، وخلقت فضاءات ومنابر تعبيرية للشباب، بعيدًا عن الوقوع في فخّ المفاهيم المُتطرّفة، وهو ما ساهم في إعادة الاعتبار للشعر وفنون إلقائه بالارتكاز على قاعدة شعبية واسعة من حبّ الناس له، وبرهنت المشاركات من شعراء صغار في السن على نجاح البرنامج في تشجيع المواهب الشابة، وعلى أن الشعر ما يزال مرغوبًا ومنتشرًا كوسيلة للتعبير عند مختلف فئات المجتمع.
وقد أتاح هذا البرنامج فرصة التعرف على شعراء متميزين، إضافة إلى ترسيخ معرفة الأوزان والقوافي والمدارس الشعرية المختلفة. لتصل إلى الملايين في الدول العربية، وجميع الناطقين بلغة الضاد في أنحاء العالم، حتى أطلقت هذه المسابقات بشهادة الجميع حركة شعرية أدبية مهمة في المشهد الثقافي العربي.
وبدأت مع نهاية العام 2019 فعاليات الموسم التاسع من برنامج "شاعر المليون" للشعر النبطي الأصيل، وذلك بمشاركة 48 شاعرًا كما بات معروفًا في كل موسم. وقد تمكن البرنامج من تقديم (432) شاعرًا على مدى 9 مواسم خلال الفترة ما بين 2016 و2020 منهم 21 شاعرة، وصلت منهن 3 شاعرات من السعودية والإمارات لغاية اليوم للمرحلة الأخيرة من البرنامج، وقدّم الشعراء الـ 432 ما يزيد عن (1250) قصيدة خلال البث المُباشر على مسرح شاطئ الراحة، ما بين قصيدة رئيسية أو قصيدة مُجاراة، وذلك عبر نحو 140 حلقة بث مباشر على مدى 9 مواسم.
ووصل عدد الحضور لحلقات "شاعر المليون" على مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي (225 ألفًا)، كما تابع البرنامج على الهواء مباشرة عشرات الملايين من عُشّاق الشعر النبطي في ظاهرة لم تشهد لها الساحة الثقافية العربية مثيلًا، حتى إنّ الباحثين والأكاديميين باتوا يؤرخون اليوم للشعر النبطي في مرحلتين أساسيتين، المرحلة الأولى عمرها 1000 عام، أما المرحلة الثانية فعمرها 15 عامًا فقط، هي عمر مُسابقة شاعر المليون في 9 مواسم شعرية قد تكون الأهم في تاريخ الشعر العربي.
وتُقدِّم أكاديمية الشعر التابعة لـ اللجنة العديد من البرامج التي تخدم الساحة الأدبية والثقافية، وتحافظ على التراث المعنوي لدولة الإمارات، وقد تزامن تأسيس الأكاديمية مع برنامجي شاعر المليون وأمير الشعراء، حيث تقوم بالإشراف عليهما، وقد أصدرت الأكاديمية أكثر من 200 إصدار متخصص في الشعر "النبطي والفصيح"، تنوعت بين الأعمال التوثيقية والدراسات النقدية والبحوث والتحليل، إلى جانب مجلة شاعر المليون الشهرية التي تهتم بالشعر والثقافة والأدب.
كما تنظم الأكاديمية في كل عام الموسم الدراسي الأكاديمي، والذي يأتي بهدف تطوير مستوى المواهب الشعرية، وتأهيل من لديهم موهبة البحث في الأدب الشعبي كي يكونوا على المستوى المطلوب، وخلال شهر فبراير الجاري انطلق الموسم الدراسي الـ 12 والذي يقدم للطلبة عددًا من المحاضرات حول التسلسل التاريخي للشعر العربي الفصيح بدءًا من العصر الجاهلي إلى العصر الحديث، وبدايات الشعر الفصيح في الإمارات بدءًا من القرن السابع عشر الميلادي إلى يومنا هذا، بالإضافة إلى الأوزان وعلم العروض النبطي، والبناء الفني للقصيدة النبطية، ومدخل إلى الثقافة الشعبية ومفرداتها، وجمع الشعر النبطي وتوثيقه، والإعلام والشعر النبطي، وفن الإلقاء الشعري.
قد يهمك ايضا :
الكشف عن أسماء الشعراء المتأهلين لمرحلة الـ24 بفعالية "ديوان الأدعم"
"25 يناير في عيون الشعراء" أمسية أدبية في ثقافة الدقهلية
أرسل تعليقك