عدن ـ حسام الخرباش
تبرز الصين في الملف اليمني بشكل لافت على الصعيد السياسي والإنساني والاقتصادي. وهي أعلنت انها أعدت خارطة طريق لحل القضية اليمنية، عبر الحوار والحفاظ على سيادة اليمن واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه. جاء ذلك على لسان سفيرها لدى اليمن تيان تشي، الذي قال: "إن الصين أعدت خارطة طريق لحل القضايا الساخنة في المنطقة وفي مقدمتها القضية اليمنية".
وأشار تيان تشي إلى استعداد حكومة بلاده توسيع التعاون المشترك والمنفعة المتبادلة مع اليمن والعمل من أجل تعزيز بناء "الحزام والطريق" بعد الحرب، خاصة في مجالات التواصل الإنساني والبناء الاقتصادي وقدرة الإنتاج والتبادل الثقافي. لكن السفير الصيني لم يذكر تفاصيل خارطة الطريق التي اعدتها بلاده لحل القضية اليمنية في كلمته التي القاها في المؤتمر العام للحزب الشيوعي في دورته ال19 المنعقد في العاصمة بكين،
وأعفت الحكومة الصينية اليمن من ديون تصل الى مبلغ 738 مليون يوان صيني (111.8 مليون دولار). وفي أجتماع لوزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي مع السفير الصيني لدى اليمن تيان تشي قبل أيام، سلم السفير الصيني لدى اليمن وزير الخارجية اليمني مذكرة تتضمن الموافقة النهائية للحكومة الصينية على إعفاء اليمن من الديون بناء على اتفاق وزيري خارجية البلدين أثناء لقائهما في الدوحة العام الماضي طالبا تحديد موعد لتوقيع اتفاق الإعفاء من الديون رسميا .
وسلم السفير وزير الخارجية مذكرة تتضمن تقديم الجانب الصيني 120 جهازًا من معدات توليد الطاقة الشمسية الصغيرة و 10 أجهزة من معدات توليد الطاقة الشمسية الكبيرة ،وأكد السفير الصيني أن بلاده سترسل الدفعة الثانية من المساعدات الإغاثية لليمن،حيث ستصل إلى عدن بعد أن وصلت الدفعة الأولى من المساعدات الصينية. وتقدم الصين دعماً إنسانياً لليمن ، ووصلت قبل أسابيع مساعدات صينية إلى عدن التي تتخذها الحكومة مقراً لها.
وقال عبدالرقيب فتح وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة، إن الصين أرسلت 1000 طن الأرز الى العاصمة المؤقتة عدن كدفعة أولى من المساعدات التي تقدمها الصين الى اليمن بالتنسيق بين السفير الصيني باليمن تيان تشي لإيصال المساعدات الاغاثية الى العاصمة المؤقتة عدن". واضاف"ان الصين تدعم جهود الإغاثة الإنسانية بمبلغ 150 مليون يوان صيني، إضافة الى تمويل برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية بمبلغ 7 مليون دولار لتنفيذ أنشطة اغاثية في اليمن".. لافتاً الى ان هناك تنسيق بين اللجنة العليا للإغاثة والحكومة الصينية لتقديم مزيدا من المساعدات الإنسانية.
وفي يوليو/ تموز من العام الجاري ترأست الصين جلسة مجلس الأمن لمناقشة تطورات الوضع في اليمن ،وتحدث المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في إحاطته لمجلس الأمن عن وساطة صينية لاقناع الحوثيين بالقبول بمقترح بخطته بتسليم ميناء الحديدة لطرف محايد وتهدف الخطة إلى تأمين وصول المواد الأساسية والتجارية عبر الميناء، ووُضع برنامج عمل لجباية الضرائب والعائدات، واستعمالها لدفع الرواتب وتأمين الخدمات الأساسية، بدلا من تمويل الحرب. وكشف ولد الشيخ عن اتصالات أجراها مع الحوثيين، الذين كانوا قد أعلنوا عدم التعاطي معه بشكل نهائي، قبل "جهود بذلتها الصين"، ساهمت في عدولهم عن قرارهم.
وأعلنت الصين في يوليو/ تموز عن تقديم مساعدات إنسانية لليمن عبر الأمم المتحدة .وقال السفير الصيني لدى اليمن تيان تشي "إن الجانب الصيني يشارك الشعب اليمني في معاناته"، معلنًا عن تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة قدرها 150 مليون يوان صيني، وبالإضافة إلى ذلك، قدمت الصين 5 ملايين دولار لبرنامج الغذائي العالمي ومليونين دولار لمنظمة الصحة العالمية. وأضاف " أن الجانب الصيني على استعداد للتواصل والتنسيق مع الجانب اليمني والأمم المتحدة لتنفيذ هذه المساعدات بشكل جيد لكي يستفيد كل الشعب اليمني منها وتخفيف الأزمة الإنسانية وتفشي وباء الكوليرا.
وأشار السفير تيان تشي إلى أن الجانب الصيني ظل يدعم بثبات سيادة اليمن واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه ويدعم الحل السياسي للقضية اليمنية ووساطة الأمم المتحدة، كما أن الجانب الصيني يلعب دورها الإيجابي للنصح بالتصالح والحث بالتفاوض .وأعرب السفير الصيني عن امل بلاده في أن يعيد السلام والاستقرار الى اليمن وعلى استعداد للتعاون مع الجانب اليمني لبناء "الحزام والطريق"، بما يعود بالخير على الشعبين.
وفي مايو/ايار من العام الجاري،أبدت الصين، استعدادها لمساعدة اليمن في بناء اقتصاده المنهار جراء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين. وقال السفير الصيني تيان تشي إن" بلاده مستعدة للمساعدة في إعادة بناء الاقتصاد اليمني وتعزيز التواصل مع الجانب اليمني".وأشاد بعمق علاقات الصداقة اليمنية الصينية ، التي تتمتع بتاريخ طويل يمتد إلى ما قبل 2000 سنة.
وأضاف أن " الصين تدعم وقف الحرب في اليمن، التي أثرت على التطور الاجتماعي والاقتصادي، مشيرا إلى أن بكين مستعده لتعزيز التعاون في مجال السكك الحديدية والطرق العامة والموانئ وغيرها من البنية التحتية، وتعزيز التعاون في القدرات الإنتاجية لمساعدة اليمن على تسريع عملية التحديث ورفع القدرة للتنمية الذاتية، إضافة الى تعزيز التعاون في المجال الثقافي والإنساني ".
وقال المحلل السياسي أحمد العريقي أن الصين لها علاقات تاريخية مع اليمن وحجم إستيراد اليمن من السلع الصينية كبير بسبب ثمنها المناسب للوضع المعيشي لليمنيين. وحسب الأغبري فإن الصين تسجل حضورًا في اليمن بعيداً عن الاحتكاك مع القوى العالمية او الإقليمية وتظهر بشكل دبلوماسي بالمحافل الدولية حول اليمن بشكل يجنبها الصدام ،وتسعى الصين إلى تحقيق وجود إقتصادي في الساحل اليمن لتعزز وجودها الأقتصادي في القرن الافريقي المقابل لسواحل اليمن، حيث أن الصين أصبحت لها وجود أقتصادي في موانئ القرن الافريقي، وأصبح الساحل اليمني الغربي محل اهتمام لها لكن ليس بوضع اليمن الحالي .
ويرى العريقي ان الصين كانت تحاول إصلاح ميناء "المخا" قبل الحرب، وزار المنطقة السفير الصيني وكان المشروع على وشك التنفيذ لكن الحرب منعت ذلك . ويشير الى أن الدول الافريقية التي تستثمر بها الصين حققت نموًا أقتصاديًا لافتًا، وساعدتها الصين في تأهيل بنيتها التحتية وتعافى أقتصادها.. ويبقى الأهم أن اليمن ستفوت عليه كل الفرص الاستثمارية والأقتصادية في حال لم يصل الى حالة الأستقرار الكامل والأمن الدائم الذي يجعل أي استثمارات ممكنة باليمن وتنعكس إيجاباً على المستثمر واليمن.
أرسل تعليقك