موسكو _ العرب اليوم
تسعى شركة "روسنفت" الروسية لتنفيذ استثمارات في خطوط أنابيب الغاز في إقليم كردستان العراق شبه المستقل بهدف التوسع في أنشطتها هناك قبيل استفتاء على الاستقلال بما سيساعدها على أن تصبح مصدرا رئيسيا للغاز إلى تركيا وأوروبا. ووافق برلمان الإقليم على خطة يوم الجمعة لإجراء استفتاء بشأن الانفصال في الخامس والعشرين من سبتمبر/أيلول متجاهلا معارضة بغداد والمنطقة عموما والمخاوف الغربية من أن الاستفتاء ربما يؤدي إلى تنامي التوترات في المنطقة. ويصدر إقليم كردستان النفط بشكل منفصل عن الحكومة المركزية في بغداد منذ 2014، وانضمت روسنفت التي يسيطر عليها الكرملين إلى قائمة المشترين هذا العام، حيث أقرضت الإقليم مئات الملايين من الدولارات بضمان مبيعات نفط في المستقبل.
وقالت "روسنفت" وحكومة كردستان العراق في بيان إن الشركة الروسية تتوسع الآن في الاستثمارات لتشمل الغاز من خلال الاتفاق على تمويل خط أنابيب للغاز الطبيعي في الإقليم. وقال مصدران قريبان من الصفقة إن الاستثمارات ستتجاوز المليار دولار. وتحتاج أربيل، مقر حكومة كردستان في شمال العراق، إلى الأموال لتمويل الحرب على تنظيم داعش وتخفيف أزمة الميزانية الناجمة عن انخفاض أسعار النفط. واعتمد الإقليم على صفقات نفط ممولة مسبقا لتحسين وضعه المالي لكنه يواجه صعوبات في تطوير احتياطياته الكبيرة من الغاز.
وبالنسبة لروسنفت، أكبر شركة نفط مدرجة في العالم من حيث الإنتاج، تعطي الصفقة دفعة قوية لطموحاتها في سوق الغاز العالمية. وتسعى "روسنفت" منذ فترة طويلة لمنافسة "غازبروم"، التي تحتكر صادرات الغاز الروسية، في إمداد أوروبا بالغاز. وبالنسبة لتركيا، يعني ذلك وصول إمدادات جديدة لاقتصادها المتعطش للطاقة وإمكانية أن تصبح مركزا رئيسيا لإمدادات الغاز إلى أوروبا.
ومن المتوقع أن تصل طاقة خط الأنابيب إلى 30 مليار متر مكعب من صادرات الغاز سنويا بالإضافة إلى إمداد المستخدمين المحليين. ولدى كردستان بعض أكبر احتياطيات الغاز غير المستغلة على مقربة من أوروبا. والكميات التي تريدها روسنفت لمساعدة كردستان على إمداد أسواق التصدير تعادل ستة في المائة من إجمالي الطلب على الغاز في أوروبا ونحو سدس حجم صادرات الغاز الحالية من روسيا أكبر مورد للغاز إلى أوروبا حتى الآن بفارق كبير.
وسيجري مد الخط في عام 2019 لخدمة إقليم كردستان ومن المقرر أن يبدأ التصدير في 2020. وقالت روسنفت: سيُمَكن نجاح تنفيذ المشروع... روسنفت من الاضطلاع بدور ريادي في بناء وتطوير البنية التحتية لنقل الغاز في إقليم كردستان وتدعيم المشروعات القائمة لتطوير موارد النفط والغاز في المناطق الخمس التي فازت بها الشركة.
وأبرمت روسنفت اتفاقا لتطوير خمسة حقول واتفقت أيضا على مساعدة الإقليم في توسعة البنية التحتية لخطوط الأنابيب التي تنقل الخام عبر تركيا إلى الأسواق العالمية. ويسعى الإقليم لزيادة صادراته من النفط إلى مليون برميل يوميا بنهاية العقد الحالي من 650 ألف برميل يوميا حاليا. وقال البيان إن روسنفت وحكومة إقليم كردستان أتمتا فحص خطوط أنابيب تصدير الخام في الإقليم وإن روسنفت ستستكمل قريبا الوثائق النهائية لمشروع التوسعة.
وقادت شركات نفطية متوسطة الحجم، مثل جينل ودي إن أو بشكل رئيسي إنتاج النفط بالإقليم في السنوات الماضية بينما لا تزال شركات كبرى مثل إكسون موبيل وشيفرون تعمل في مرحلة التنقيب.
أرسل تعليقك