الجزائر - الجزائر اليوم
توقّع خبراء المال، ارتفاع حجم التحويلات المالية للمهاجرين الجزائريين بالخارج نحو الجزائر إلى 4 ملايين دولار بعد تدشين أول وكالة بنكية بباريس قريبا، والتي يرتقب أن تكون للبنك الخارجي الجزائري، في حين طرح هؤلاء جملة من النقاط يمكن أن تؤثر على إقبال أبناء الجالية الجزائرية على البنك الجزائري بأوروبا، أهمها تقليص فارق سعر صرف العملة مقارنة مع السوق الموازية، والضمانات الممنوحة للزبائن والامتيازات والحوافز، والتي ستجعل الجزائري يفضل الوكالة الوطنية على البنك الأوروبي.
ويؤكد الدكتور عبد العزيز بوسعيد، مستشار ببورصة نيويورك كتعليق عما أعلنه وزير المال الجزائري، أيمن بن عبد الرحمان، بخصوص فتح أول فرع لبنك عمومي ببلد أوروبي قريبا، أن هذه الخطوة يجب أن تكون مدروسة جيدا، وأن تأخذ بعين الاعتبار جملة من الشروط منها سعر الصرف مقارنة مع السوق السوداء ومنافسة البنوك الأوروبية، وأيضا يجب أن يضمن جملة من التحفيزات لزبائنه لاستقطاب زبائن البنوك المنافسة.
ويقول عبد العزيز بوسعيد أن المهاجرين المقيمين بالبلد الأوروبي، يجب أن يحظوا بخدمات مميزة وتحفيزات عالية لترك التعامل مع البنوك الغربية بمستوى خدماتها الراقي وميزاتها المالية ويسعون لتحويل ودائعهم لفرع لبنك جزائري، كما دعا للتركيز على نوعية الضمانات الممنوحة للزبائن، بحكم أن المهاجرين سيتركون بنوكا بمستوى ضمانات قانونية عالية على الودائع ويلجأون للتعامل مع فرع لبنك جزائري.وطرح الخبير نفسه أيضا إشكالية سعر الصرف والفارق بين سعر العملة الصعبة ببنك الجزائر والسوق الموازية، مشدّدا على السعر الرسمي للصرف للعملة الصعبة الذي يمثل حدود 65 بالمائة من سعر السوق الموازية سيدفعهم لتحويل أموالهم مقابل خسارة 30 إلى 40 بالمائة من قيمة أموالهم بالعملة الجزائرية فضلا عن سقف سحب الأموال، متسائلا “هل سيتسنى للجزائريين سحب مبالغ كبرى، في حين يتمكن الجزائريون بالبنوك الأجنبية سحب ما يصل مليون دولار”.
وبالمقابل، يؤكد الخبير المالي والمصرفي كمال سي محمد، أن قرار فتح فرع لبنك جزائري بالخارج، ورغم ما يمكن أن يتضمنه من عراقيل، ولكنه سيساهم في رفع حجم المبالغ التي يضخها المهاجرون للجزائر سنويا، والتي تعادل اليوم ملياري دولار ويمكن أن ترتفع إلى 4 ملايير دولار.
وأوضح سي محمد أن توجه الحكومة خلال المرحلة المقبلة للرقمنة واحتواء أموال السوق السوداء سيساهم بشكل كبير في نجاح فرع بنك جزائري بالخارج، قائلا إن هذه الخطوة أصبحت اليوم حتمية وليس مجرد خيار، خاصة أن كافة دول العالم اليوم افتتحت فروعا لبنوكها بالخارج، مشددا على أن تحويلات المهاجرين بدول الجوار تصل اليوم 10 ملايير دولار بفضل الوكالات البنكية وهي مبالغ تساهم في العديد من الدول في سد عجز الميزانية.
قد يهمك ايضا
أرسل تعليقك