انخفض المؤشر القياسي للأسهم الأوروبية اليوم الجمعة، إذ فاقمت زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا المخاوف من الضرر الذي سيلحق باقتصاد القارة في أشهر الشتاء المقبلة، وتراجع المؤشر "ستوكس 600" للأسهم الأوروبية 0.3%، بحلول الساعة 08:05 بتوقيت غرينتش، بعد أن قفز في وقت سابق من الأسبوع بفضل تفاؤل إزاء العمل على لقاح لكوفيد-19.
وربح المؤشر نحو 12% في الأسبوعين الفائتين، إذ تلقى الدعم أيضا من الآمال إزاء مناخ تجاري عالمي أكثر هدوءا في ظل الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، وخسر المؤشر "كاك 40" الفرنسي 0.1، إذ قال رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس إنه لن يكون هناك تخفيف فوري لإجراءات عزل عام ثان لمكافحة انتشار كوفيد-19، مع ارتفاع أعداد الحالات المحجوزة بالمستشفيات حاليا عن ذروة الموجة الأولى.
وقاد مؤشر الطاقة الانخفاض، ليتراجع 1.4%، فيما انخفضت أسهم قطاعي البنوك والسفر ما يزيد عن 0.8% في التعاملات المبكرة، فيما انخفض سهم مجموعة الكهرباء الفرنسية "إي دي إف" بنسبة 0.3%، بعد أن أعلنت الشركة انخفاض الإيرادات في الربع الثالث، إذ أثرت جائحة كوفيد-19 سلبا على طلب الكهرباء، وضغطت على إنتاج الطاقة النووية في فرنسا.
وقال المحللون لدى "بنك ميزوهو"، "تعيد الأسواق تقييم الوضع في ضوء أن توفير لقاح على نطاق واسع قد يستغرق شهورا، في حين يرفع ظهور موجة ثانية - ثالثة في أوروبا والولايات المتحدة أعداد المرضى في المستشفيات ويدفع إلى إعادة فرض قيود".
وأصبحت فرنسا البلد الأكثر تضررا من الجائحة في أوروبا في حين تخطت إيطاليا المليون حالة وأصبحت من بين أكثر عشر دول تأثرا بها على مستوى العالم.
وفي السياق، أغلقت الأسهم الأميركية على تراجع حاد يوم الخميس، في ظل تنامي الإصابات الأميركية بفيروس كورونا، بينما يعكف المستثمرون على تقييم الجدول الزمني لنشر لقاح فعال.
وأصبحت نيويورك أحدث ولاية تشدد قواعد التباعد الاجتماعي يوم الأربعاء، مع تجاوز عدد الإصابات الجديدة في أنحاء البلاد المئة ألف لليوم الثامن على التوالي.
وتأثر المؤشر "داو" القيادي سلبا بالأداء الضعيف لأسهم الشركات الصناعية والمالية الحساسة للنمو الاقتصادي، حيث انخفضت أسهم بوينغ وغولدمان ساكس أكثر من 2 بالمئة.
وشملت الخسائر أسهم شركات الطيران ومنظمي الرحلات البحرية، وهي من القطاعات الأشد تضررا من الجائحة.
وبناء على بيانات غير رسمية، تراجع المؤشر داو جونز الصناعي 358.48 نقطة بما يعادل 1.22 بالمئة إلى 29039.15 نقطة، ونزل ستاندرد أند بورز 38.94 نقطة أو 1.09 بالمئة ليسجل 3533.72 نقطة، وهبط المؤشر ناسداك المجمع 84.98 نقطة أو 0.72 بالمئة إلى 11701.45 نقطة.
وحتى بعد تراجع اليوم، ارتفع "ستاندرد أند بورز 500" نحو 2 بالمئة هذا الأسبوع، مدعوما ببيانات إيجابية للقاح تجريبي عززت التوقعات لتعاف اقتصادي سريع.
واستفادت الأسهم أيضا من التوقعات بأن يحول انقسام الكونغرس دون فرض الرئيس المنتخب جو بايدن زيادات ضريبية قد تضر بأرباح الشركات.
كما أظهرت بيانات جديدة تراجع طلبات إعانة البطالة الأميركية إلى أدنى مستوياتها في سبعة أشهر الأسبوع الماضي، لكن وتيرة تعافي الوظائف تباطأت مع انحسار التحفيز المالي في حين أن الجائحة قد تحد من أي تحسن جديد.
وقال توم مارتن، مدير المحفظة لدى غلوبالت إنفستمنتس في أتلانتا: "الواقع أننا لا نعرف كيف سيكون الوضع الطبيعي الجديد، حتى بعد تعافينا من فيروس كورونا، وهو أمر مازال بعيد المنال".
وعلى الجانب الآخر، استقرت أسعار الذهب، اليوم الجمعة، مدعومة بمخاوف حيال التبعات الاقتصادية الناجمة عن تصاعد حالات الإصابة بكورنا، لكن المعدن يتجه صوب تكبد أول خسارة أسبوعية منذ سبتمبر الماضي.
وبحلول الساعة 06:01 بتوقيت غرينتش، صعد الذهب في التعاملات الفورية 0.2 بالمئة إلى 1879.11 دولار للأونصة، وفي الأسبوع انخفض الذهب 3.7 بالمئة، فيما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2 بالمئة أيضا إلى 1877.10 دولار للأونصة.
وقال إدوارد مير، المحلل لدى "إي دي آند إف كابيتال ماركتس": "هناك قدر من التحول المحدود في الحالة النفسية للسوق"، مضيفا أن الناس يدركون أن توزيع اللقاح بشكل كبير سيستغرق وقتا، بينما هناك حاجة لإشاعة حالة فورية من الارتياح.
وأظهر إحصاء لوكالة "رويترز" أن حالات الإصابة بفيروس كورونا ارتفعت بأكثر من 100 بالمئة في 13 ولاية أميركية على مدى الأسبوعين الفائتين، بينما تجاوز عدد الحالات عالميا 52.45 مليون إصابة، مما يدعم الحاجة لمزيد من التحفيز المالي.
ومن جانبها، دعت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا اليوم الخميس، دول مجموعة العشرين إلى مزامنة استثماراتها لمعالجة تداعيات جائحة كورونا.
وقالت جورجيفا التي كانت تتحدث في منتدى باريس للسلام قبل يوم من اجتماع المسؤولين الماليين لمجموعة العشرين عبر الإنترنت، إن "هذا سيعزز حصيلة النمو بتكلفة أقل"، مضيفة أن الدول بحاجة للاستفادة من القدرة الاستثمارية المعطلة والمجال المالي المتاح وأسعار الفائدة المنخفضة جدا لدعم الوظائف والنمو والحد من التفاوت الاقتصادي.
وصرحت بأنه "إذا تحركت دول مجموعة العشرين معا واستثمرت في الوقت نفسه فإنها ستنفق الأقل بمقدار الثلث لتحقيق نفس المردود المستهدف".
قد يهمك ايضا:
"كورونا" يواصل الضغط على بورصات أوروبا بأولى جلسات الربع الثاني
البورصات الأوروبية تتعافى من أسوأ أداء يومي خلال 4 أشهر
أرسل تعليقك