الجزائر - سميرة عوام
يعتبر الاستثمار في تربية الأسماك داخل الأحواض في الجزائر مهنة جديدة، وجدت طريقها لقلوب الشباب العاطل الباحث عن فرصة عمل يسترزق منها، و تأويه من التشرد و العراء، حيث يستغلها الشباب العاطل في مختلف المناطق الجزائرية الشرقية منها، و الجنوبية و حتى المدن الساحلية، ويزيد الإقبال عليها، خاصة من طرف الفنانين و العائلات الميسورة الحال و التي تفكر كثيرا في تحويل أحواض الأسماك إلى منازلها وذلك لبناء جسر تواصل و ألفة بين السمكة و العائلة.
ويقول المستثمر شعيب 28 عاما "إن مهنة تربية الأسماك أخذها عن صديق له ينحدر من تونس الشقيقة، حيث أخذ عليه الحرفة و طريقة تربية السمك و كيفية العناية بها".
وأضاف "إن تجسيد الفكرة في بداية الأمر كانت صعبة لكن، رغبته كانت قوية في تحويل منزله البسيط والصغير إلى فضاء مفتوح على تربية الأسماك في أحواض زجاجية، و ذلك في منطقة بن مهيدي المتواجدة في حدود ولاية الطارف الواقعة شرق البلاد وهي أول منطقة في الجزائر تعرف مشروع الاستثمار في تربية الأسماك في الأحواض".
فرغم صعوبة التضاريس و قساوة الطبيعة، إلا أن ذلك لم يقف حاجز أمام المبدع شعيب و الذي بدأت حكايته عند حافة النهر في قريته الصغيرة ،حيث كان يصطاد الأسماك من مختلف الأنواع و الأشكال، و بعد استحداثه لزاوية خاصة لتربية السمك في الأحواض الزجاجية ، أكد لنا شعيب أنه يقضي جل وقته مع الأسماك و الذي أصبح يفهم جيدا على لغتها و احتياجاتها للماء و للأكل .
وفي سياق متصل خلال زيارتنا إلى محل شعيب وجدنا إقبالا واسعا من طرف العائلات الجزائرية و السواح الأجانب وحتى المستثمرين من تونس الشقيقة و الباحثين عن تربية السمك في الأحواض حيث كان صاحب هذه الأحواض يعرف زبائنه بالأنواع المتواجدة لدية من سمك أبيض و سمك القرش الأليف و كذلك أسماك جابونار، و يصل سعر الحوض الواحد للسمكة من 8آلاف دينار إلى 20ألف دينار جزائري ، وذلك حسب حجم و نوع الأسماك المتواجدة .
وعن ارتفاع سعر الأسماك التي تعيش في الأحواض الزجاجية ،يقول شعيب الغلاء مرتبط بندرة المستلزمات و الأدوات التي تستعمل في تربيته باهظة ،حتى إن مثل هذه الأسماك تعيش في المياه المعدنية ،إلى جانب ارتفاع الطعام الذي يقدم لها و هو عبارة عن سمك مطحون ،يصل سعر الكيلو غرام الواحد إلى 6آلاف دينار جزائري ،إلى جانب قضاء ساعات طويلة في تربيته و ضمان معيشته من خلال توفير الضوء و تهوية الأحواض الزجاجية لإعادة وضع الأسماك من أجل الاستمرارية و التعايش مع البيئة الجديدة لها ، قصة غريبة رواها لنا صاحب محل تربية الأسماك ، هو أن السمكة تعيش 6سنوات، و بعد أن تتخلص من حراشفها تموت ، يقول محدثنا أنه يبكي لفراقها ،ليضيف أن مهنة تربية الأسماك يسترزق منها و هي تدر عليه أرباحا كبيرة ، منذ 16سنة.
ويفكر شعيب أن يدرب بعض الشباب المستثمر على تربية الأسماك ،لأن مثل هذه النشاط في الجزائر مازال قليلا و ينتشر بقوة في المدن الكبرى في الجزائر .
أرسل تعليقك