القاهرة ـ الجزائر اليوم
رغم أن فيلم "مولان" يدشن مرحلة بداية تجاوز توابع "كورونا" فإن المقارنة بينه وبين فيلم الأنيميشن المعروض عام 1998 تصب في صالح الأخير الذي يتميز بشخصياته المساعدة الساحرة وموسيقاه التصويرية وأغنياته وترابط أحداثه، وفي المقابل، فإن الفيلم الحالي وقع في فخ التطويل رغم تميزه في معارك الأكشن والشريرة الساحرة زيانيانج، ورغم أنه الأقرب للحكاية الواقعية المستندة على قصة «أغنية مولان».
ورغم أن الفيلمين يحكيان قصة مولان التي تشبهت بالرجال لكي تلتحق بالجيش الملكي في الصين، لكي تفتدي أباها المسن، فإن فيلم الأنيميشن كان مزيجاً من الكوميديا والموسيقى يفيض بالنكات والمواقف الطريفة، والأغنيات الرائعة.
بالمقابل، فإن الفيلم الحالي أخذ منحى مختلفاً، وعامل مولان بصورة أكثر جدية، فهو أشبه بفيلم حرب يشتمل على معارك رائعة، ولكن ذلك تشابه عابر للفيلم الأصلي.
الفيلمان يحكيان قصة مولان وهي تجد مكانها في الصين الإمبراطورية، ولكن واحداً منهما فقط نجح في ذلك.
فيلم الكرتون تميز بأغنياته القصيرة الرائعة، وألوانه ومشاهده الطبيعية وطاقم التمثيل المساعد فيه، بينما الفيلم الحالي يتعرض لانتقادات بسبب عدم دقته في تصوير الثقافة الصينية.
مولان بين فيلمين
هناك اختلافات كبيرة بين الفيلمين، تطال حتى شخصية مولان نفسها. مولان في الفيلم الكرتون كانت بصوت منج – نا وين، فتاة عادية غير مستعدة للحياة، وهي الابنة الوحيدة لوالديها، وتواجه مولان ضغوطاً عديدة لكي تتزوج، وتجلب الفخر والشرف لعائلتها. وعندما تنضم للجيش، تصبح محاربة بارعة بجانب بقية الجنود من حولها لكن مهارتها وذكاؤها هما اللذان مكّناها من البقاء.
أما في الفيلم الحالي، فإن مولان تمتلك قوى خارقة، ولكن تلك القوى سبب شقائها لأنها تعيش منبوذة. وهي أيضاً قريبة من شقيقتها، ولكن والديها لا يفهمانها. تواجه مولان في كلا الفيلمين عالماً لا يستوعبها، لا يتناسب معها، ولكن الفلاحين في الفيلم الحالي يعتقدون أو يخشون أنها يمكن أن تكون ساحرة.
وخلافاً لفيلم الأنيميشن الذي كانت مولان فاعلة في تشكيل مستقبلها وقدرها فيه، فإن مولان في الفيلم الحالي تلتحق بالجيش، وبعدها تبدأ الحبكة الدرامية لها.
في الأنيميشن، تخطط مولان لإحداث انهيار في الجليد لسحق جيش الهون لتثبت أنها تستحق أن تكون جندياً وبطلة للصين، وهي القوة الفاعلة في كل جزء من القصة.
باختصار، شخصية مولان في الأنيميشن هي الأقوى والأكثر ذكاء، وهي بالتأكيد الأفضل من النسخة الحالية.
الشخصيات المساعدة
أحد الخسائر التي يمنى بها الفيلم الحالي هو اختفاء الشخصيات المساعدة المتعددة النابضة بالحيوية والذكاء والطرافة، ورغم الاستغناء عن بعض شخصيات الأنيميشن مثل التنين الحارس موشو (إيدي مورفي) ولي شانج، إلا أن زملاءها من الجنود كان دورهم أصغر بصورة ملحوظة.
الشخصيات المساعدة في الفيلم الكرتوني ظهرت في كل أجزائه وكانت جزءاً مهماً من متعته وسحره، والعلاقة بينهم وبين البطلة تتطور بصورة طبيعية، والتي عبرت عنها أغنيات «I'll Make A Man Out Of You» أو سأجعل منك رجلاً، وأغنية A Girl Worth Fighting For أو فتاة تستحق أن تقاتل لأجلها، أما في الفيلم الحالي، فإن أدوار الجنود لم تتطور بصورة حقيقية ما عدا حبيب مولان تشين هونجهوي.
بالمقابل فإن مولان الحالية، تمتلك شريراً أفضل (الساحرة زيانيانج) رغم أن شخصيتها لم تتطور، وجاءت نهايتها غير متوقعة.
في المجمل فإن فيلم الكرتون تميز بشخصيات مساعدة رائعة تعاطف معها المشاهدون بصورة أكبر.
القصة
يروي كلا الفيلمين نسخة مختلفة من نفس القصة المبنية على قصيدة صينية بعنوان The Ballad of Mulan أو «أغنية مولان»، ولكن الفيلم الحالي كان الأكثر اقتراباً من النسخة الأصلية، بينما القصة في الأنيميشن أكثر إمتاعاً.
الخلاصة أن الفيلم الأنيميشن أفضل من الفيلم الحالي، فشخصية مولان فيه أقوى وأكثر ارتباطاً، والفيلم مليء بمجموعة من الشخصيات الداعمة التي تتطور درامياً بصورة جيد، وتشكل الموسيقى أحد أفضل الموسيقى التصويرية لشركة ديزني.
«الأنيميشن» مثال ممتاز على حقبة نهضة ديزني، ويحكي قصة أفضل وأكثر حبكة من الفيلم الحالي، الذي يتميز بمشاهد الأكشن، ولديه شرير أكثر جاذبية مثل الساحرة زيانيانج، وهو قريب من الحكاية الأصلية ولكنه وقع في فخ التطويل والمط، ويجعل من مولان شخصية ذات بعد واحد.
والحقيقة أن مولان 2020 حاول أن يستعين بفريق موهوب من الصينيين بالكامل ونهج أكثر مراعاة للثقافة الصينية، لكن السيناريو الضعيف أهدر هذه الإمكانات. ربما يجد المشاهدون شيئاً ممتعاً أو أكثر في فيلم 2020، ولكن فيلم الأنيميشن 1998 هو الأفضل.
قد يهمك ايضا:
قصة حب ونواب زومبي في البرلمان في الفيلم الخيالي "اخرج من الجحيم"
الفيلم الجزائري “سولا” يحصل على جائزة مهرجان فينيسيا للمخرج صلاح إسعاد
أرسل تعليقك