نيودلهي ـ علي صيام
تميّزت سلاسة مور مدينة أودايبور، عندما أُسست في القرن السادس عشر، بمجموعة من البحيرات جعلتها واحة مثالية تقبع وسط صحراء راجستان في الهند، ومن أشهر الأسماء التي أطُلقت عليها هي "فينيسيا الشرق" و"مدينة البجيرة"، وهي تشتهر بكونها الوجهة الأكثر رومانسية في العالم، فعلى مر القرون، شيّد حكام المدينة قصورًا شتى على ضفاف بحيرة بيكولا، وعلى الرغم من أن فندق "ذا أوبروي أوديفيلاس أوديبور" قد تم بناؤه حديثًا، إلا أنه مستوحى من قصور راجاستان ويعتبر أحد أكثر المنتجعات الفاخرة والجميلة في الهند.
وقُسّم الفندق الفاخر إلى أجنحة عدة، متصلة بواسطة القباب والممرات التي تغمرها أشعة الشمس، كما أن الأرض التي بني عليها تعتبر ملجئًا طبيعيًا يضم الكثير من الغزلان والخنازير البرية، التي تتجول في المكان بحرية، واشتهر القصر الملكي بمجموعة ثريات الكريستال الباهرة والتجهيزات الفخمة، ومازال محافظًا على هذا التقليد، إضافة إلى أن جدران وأعمدة الفندق مزخرفة يدويًا على شكل اللؤلؤ باستخدام خليط قديم من الجص والجير والرخام ويعرف باسم "جوتاي". ويوجد منحوتتان رائعتان لرؤوس أحصنة والتي تعيد إلينا ذكريات فروسية حكام المور، فيما عُلقت على الجدران صورًا مرسومة على الطراز التقليدي الموري، والتي تكشف مشاهد من أوقات التسلية الملكية.
وسُمّي جناح كوهينور تيمنًا باسم ماسة اسطورية، وهو يهدف إلى إعادة نمط الحياة الفخمة التي تمتع بها حكام سلاسة مور لعدة قرون، وكل شيء يعكس أفضل ما في التصميم الهندي التقليدي، بداية من البوابات الأمامية المهيبة والمزخرفة بالنحاس، حتى فسيفساء ثيركي الزجاجية الخلابة، والتي تعكس الضوء من ثريات الكريستال.
ويحتوي الحمام الرئيسي الرخامي المترف، على ساونا وحوض استحمام ضخم ومستقل بذاته، وهو مثالي للغطس الطويل في فقاعات الاستحمام المعطرة برائحة الزهور، أما السرير الضخم فهو من خشب الماهوجني، فهو يضم وسائد ناعمة الملمس وأغطية خفيفة للغاية، المكان الذي تستيقظ فيه على زقزقة الهدهد في الحديقة المجاورة بينما يأتيك الخادم بشاي ماسالا وأنت على السرير، في لمسات مدروسة تخلق شعورًا بالألفة والحميمية.
هناك أريكة مجاورة لنافذة يحدّها من الأعلى سقف على هيئة أقواس ثلاثية مزخرفة، ومكتب فخم، وطاولة استقرت عليها زهور الزنبق الشرقية المنعشة. أما على طاولة القهوة فهناك كتب عن فن العمارة الهندي، في حين تضفي ألوان الزهور المنعشة جوًا مفعمًا بالبهجة والحياة على الغرفة. وهناك موقدان من الرخام للأمسيات الدافئة، ولا شيء هنا مبتذل، أو مبالغ فيه، فكل شيء هنا يكمن جماله في بساطته، وعند الحديث عن الديكور الداخلي، لا يخفى علينا أنه قد أضاف عنصر الراحة للمكان، إلا أن الديكور الخارجي هو ما أعطى لجناح كوهينور تفرده وجماله. حيث تبلغ مساحته 246 متر مربع، ويمكن للمستأجرين الوصول إليه من خلال مدخل خاص يمر عبر ممرات مزينة بالرخام ومغطاة بسقف من الذهب، ويضم الجناح شرفة ومنطقة خارجية تضم بركة سباحة.
ويضم الفندق 3 مطاعم تقدم مجموعة من الأطعمة الهندية التقليدية بما في ذلك الأطباق الراجاستانية والهندية الشمالية، بالإضافة إلى الأطباق العالمية، كما يمكن تناوُل الطعام في الهواء الطلق مع عروض الرقص والموسيقى التقليدية المسائية في “فريسكو”، وإلى جانب مطاعم الفندق، يعدُّ مطعم “ديفي غار” واحد من أفضل المطاعم في أودايبور، كذلك مطعم "تربيوت" الشهير، حيث يمكنك الاستمتاع بتناول وجبة العشاء، وسط جو مفعم بالهدوء والرومانسية، تحيط بك أجواء فضائية على ضفاف النهر.
أرسل تعليقك