ميلانو ـ لينا عاصي
تترأس مصممة الأزياء روزيتا ميسوني البالغة من العمر 84 عامًا عائلة الأزياء الايطالية الشهيرة، وتعرض اليوم شقتها الرئيسية في ميلانو والمجهزة بالكثير من الألوان التي تضفي عليها أبعادا مختلفة. ويعتبر القماش أكثر ما يميز روزيتا فهي تحب الأقمشة المطرزة بالأزهار الشرقية، والتي تبدو عصرية مثل شال قديم اشترته قبل 50 عامًا وما زالت تحتفظ فيه حتى اليوم.
وتعتبر روزيتا من النساء المتعطشات لجمع الأثاث والقطع والأزياء، ففي الستينات وأثناء رحلة لها الى لندن مع محررة الأزياء الشهيرة انا بياجي ذهبتا الى المحلات التجارية العتيقة والأسواق القديمة للبحث عن الفخار من صنع أشخاص مثل سوزي كوبر وكلاريس كليف وبالنسبة لها كانت كنوزا رخيصة السعر.
وتستوحي المصممة الايطالية تصاميمها من الطبيعة أيضا، ويقع منزلها الرئيسية ومصنع ميسوتي في بلدة صغيرة تسمى سوميراجو التي تبعد 45 دقيقة من ميلانو عند سفح جبال الألب، وتشير " قال زوجي أننا يجب أن نبني مصنعنا في مكان نود قضاء عطلة نهاية الأسبوع فيه، وهذا كان أفضل مكان عثرنا عليه". وأضافت، "فهو يتميز بإطلالته الجميلة وحديقته المليئة بالزهور التي تفتح الابداع، ودائما أطلب من البستاني الذي يهتم في المنزل ألا يكنس الأوراق في الخريف فمنظرها مثل سجادة جميلة وواقعية".
وجاء اختيار قرية سوميراجو مناسبًا لقربها من مدينة غالاراتي حيث تملك أسرة روزيتا مصنع منتجات الحمام، وتتابع "عندما تزوجنا اشترينا شقة صغيرة في غالاراتي، ووضعت أربع آلات للحياكة في الطابق السفلي وبدأت في صنع السترات والفساتين وملابس الرياضة، وفي عام 1958 كنا على موعد مع أول نجاح كبير لنا مع مجموعة من الثياب التي بيعت في متحر لا رنيسانس في ملانو".
ولاقت ملابسهما شعبية، فقام الزوجان باستئجار مساحة أكبر لبناء مصنعهما الخاص في عام 1964 لصنع المنازل، وتلته نجاحات ضخمة من تصميم الازياء، وسلمت روزيتا مقاليد مجموعة أزياء النساء الخاصة بها الى ابنتها أنجيلا في أواخر التسعينات، وبعد أن ارتاحت لبضعة أشهر لم تحب فكرة أن تتقاعد.
وبينت روزيتا، "فكرت، لا أريد أن استمر في مجال الأزياء أكثر من ذلك، ولكن بعد أن تركت العمل اكتشفت أن الانسان بعمله يمتلك شيئا ليستيقظ من أجله كل صباح، وكان هذا طريقي منذ البداية، فبدأت في التفكير، ماذا عساي أفعل بعد اليوم".
وأردفت قررت أن تبدأ بتصميم منزلها الخاص، وبعد فترة أنتجت أول مجموعة منزلية كاملة لميسوني مع وسائد وسجاد وأرائك ومناشف، وفي غضون بضعة سنوات وعندما كانت تنظر الي ما فعلته فكرت " لقد كنا أننا نقوم بشيء جيد."
ويعتبر قسم المنازل في ميسوتي المسمى "ميسوتي هوم" واحدًا من أكثر الباعة في مجاله والذي يضم مجموعة من أكثر التصاميم حيوية وخلودا بأنماط مبدعة وتباع فورا، تحاكي الطبيعة وتعتمد على الألوان والكثير من الخطوط، المناسبة لضوء الشمس في الحدائق أو في داخل المنزل.
ولا تنوي روزيتا في عمرها هذا أن تختبر التقاعد مرة أخرى، موضحة "عليهم أن يلقوا بي خارج المصنع، فانا أحب عملي واستمتع به كثيرا، فالحياكة تعطيني القدرة والابداع في التصاميم المقبلة لي والتي أستطيع انتاجها فقط في المصنع، فهو بالنسبة لي ورشة العمل التي تنتج أفكاري".
أرسل تعليقك