لندن ـ كاتيا حداد
كشف كتاب صدر حديثًا عن تصميمات منازل المجلس البريطاني والخصائص غير المرغوب فيها، بعد أن تحولت إلى منصات بواسطة جيل من المشترين يحتاجون إلى صعود سلم الإسكان.
وأكّد الكتاب أنّ تلك المنازل تعتبر جميلة خصوصًا من الداخل، وبنيت السلطات المحلية المنازل الرمادية في الخمسينات، وتبنت الدولة ازدهار الإسكان الاجتماعي فترة ما بعد الحرب، قبل بيع هذه المنازل في ظل قانون مارغريت تاتشر "الحق في الشراء" عام 1980.
وبعد مرور ستة عقود يتمتع الإسكان الاجتماعي بفرصة جيدة بعد أن أصبح خيارا جذابا لكثير من المشترين للمرة الأولى.
ولم يستطع الراغبون في امتلاك المنازل تحمل تكاليف المباني الجديدة أو حتى القديمة ممثلة في منازل المجلس باعتبارها طريقة لوضع أقدامهم على سلم الامتلاك، وعلى الرغم من محدودية فرص تحسين تلك المنازل خارجيا إلا أن منازل المجلس اتجهت إلى التحديث الداخلي من خلال الجهات الوصية الجديدة، وجرى رصد هذا التحول من قبل الصحفية سارة سامبثون في كتابها الجديد "Inspirational Interiors in Ex-Council Homes".
واشترت سارة منزل المجلس سابقا في Dorset عام 2007 وبعد أن أشادت به، قررت الاحتفال بسحره، وأكّدت أنه بسبب كون منازل المجالس أوسع بنسبة 20 إلى 30% من المنازل الحديثة وأرخص بنسبة 20% فإنها تحظى بقبول هؤلاء الذين يخضعون لميزانية محددة، ولكن نقص الأموال لا يعني نقص الذوق والنمط، ويسلط كتابها الضوء على سلسلة من المنازل التي تحولت إلى منازل فخمة بواسطة زوجين من المبدعين، فهناك 15 شقة ومنزلًا في أبراج غير مشهورة في أنحاء البلاد.
وأضافت سارة التي تبلغ من العمر 40 عامًا أنها ترغب في تغيير نظرة الكثير من البريطانيين إلى منازل المجلس في بريطانيا، وتابعت "اشتريت منزلي وهو من منازل المجلس سابقا في Bridport عام 2007، وكنت أفكر في الصورة السيئة الملتصقة به، وكنت قلقة بشأن ما يظنه أصدقائي عن منزلي، وما إن كانوا سيحكمون علي من خلاله، ثم أدركت بعدها أن هناك الكثير من الناس يششترون منازل المجلس ويقومون بتحوليها إلى منازل فخمة وحديثة".
وزعمت سارة أن منازل المجلس توفر حلا أفضل للسكن بالنسبة لمعظم الأسر الحديثة، وأبرزت "منازل المجلس كانت جزءًا من تاريخنا المحلي لفترة طويلة، ويميل معظم الناس إلى الاعتقاد بكون هذه المنازل عبارة عن صناديق خراسانية تخلو من أي ملامح، ولكنها في الحقيقة أكثر ملاءمة للحياة الحديثة من المنازل القديمة، فهي أرخص بنسبة 20% عن المنازل العادية، كما أنها مصنوعة بشكل جيد وتحظى بخطوط جميلة وبسيطة، وتعد هذه المنازل مميزة بالنسبة لبعض المشترين لأنها تعتبر مثل القماش الأبيض ويمكن للمشترين وضع لمساتهم الخاصة بها، ويمكننا الاحتفال بعلاقتنا الجديدة بمنزل المجلس المتواضع".
ويتفق المصمم الشهير Wayne Hemmingway والذي كتب مقدمة الكتاب لسارة أن الشعور يتغير تجاه هذه المنازل التي كانت مرفوضة سابقا، وتابع "كما تشاهد المنازل في هذا الكتاب، يوفر منزل المجلس سابقا حياة وقدرة على التكيف مع الحياة العصرية التي لا تتضاهي مع حياة فيكتوريا والملك إدوارد، فقد أصبح منزل المجلس دائرة مكتملة"
أرسل تعليقك