لندن ـ كارين إليان
أدخل الدنماركيون في البداية الراحة إلى البيوت البريطانية، عن طريق تعديل الطقس داخل البيت، بينما يقدم السويديون لنا الآن الاعتدال، فقد روجوا إلى دعوتهم بعبارة "الاعتدال أفضل" وهو التوازن بين عدم التضحية بما تحب، وعدم أخذ أكثر مما تحتاج من الكوكب.
وقال جوانا يارو، رئيس إيكيا للاستدامة: "هذه هي طريقة للحياة بالنسبة إلى معظم الأسر في السويد، الدول الإسكندنافية هي أكثر استدامة من البريطانيين بسبب شعورهم بمسؤولية العمل الجماعي حيث يؤدي الجميع واجبهم"، ويحاول عملاق الأثاث السويدي الآن، إدخال هذه الثقافة إلى بريطانيا.
ومع ذلك، في ظل نمو السكان في العالم أصبحت الموارد الطبيعية نادرة، ومن الممكن للتغييرات الصغيرة أن تحدث فارقًا كبيرًا لهذا الكوكب، فعلى سبيل المثال، من الممكن أن تساعد عملية إعادة تدوير لوحدة ألومونيوم واحدة في إمداد جهاز تلفزيون بالطاقة لمدة ثلاث ساعات، ومن الممكن لكل أسرة في المملكة المتحدة أن تحد من النفايات المنزلية التي يمكن تجنبها- مثل الغذاء- سيكون بمثابة استخدام ربع السيارة الموجودة على الطريق.
شرعت إيكيا في عمل مشروع مدته ثلاث سنوات بعنوان "عيش الاعتدال"، يهدف إلى مساعدة الأسر على استكشاف مزايا العيش الأكثر استدامة، ومنحت إيكيا، بمساعدة جامعة سري ومؤسسة الاستدامة الخيرية هوباب، العام الماضي 125 أسرة، قسائم بقيمة 500 يورو لمساعدتهم على شراء المصابيح الليد، والتي تستخدم طاقة أقل بنسبة 85 في المائة من العادية، وحاويات المواد الغذائية للحد من النفايات، وسيتلقى 150 شخصًا، هذا العام قسائم بقيمة 300 يورو.
وستكون ثقافة العيش أكثر استدامة بسيطة مع زيادة الوعي حول رمي الطعام وأوقات الاستحمام، حيث من الممكن استخدام ما يتوفر من هذه للاستثمار في مصابيح الليد، للحفاظ على قيمة الفواتير، وإذا تمكن جميع من في المملكة المتحدة الاستحمام خلال ثلاث دقائق سنحافظ على ما يكفي من المياه تكفي لمليون منزل في اليوم الواحد.
وحضر متطوعين لنظام إيكيا ورشة عمل، وتشاركوا الأفكار حول الزيارات المنزلية التي أجروها، وردود الفعل التي تلقوها عبر استبيانات أجروها في وسائل التواصل الاجتماعي، وأطلق المشاركون على نفسها اسم "المعتدلون" ووجدوا صدى جيد لأفكارهم حيث بدأ العديد من الناس العيش بطريقة أكثر استدامة، وقالوا إنهم يريدون أن يعملوا الكثير ومشاركة ما فعلوه.
جدير بالذكر أنه في نهاية العام، وافق 92 في المائة من الأسر على المشروع الذي ساعدهم على العيش بطريقة أكثر استدامة، واكدوا اعتزامهم جميعًا على الاستمرار في العيش بهذه الطريقة.
وأوضح مشارك يدعي روزي ماكورماك: "إنها مجرد بداية رحلة اعتدالنا". وأضاف أنه لم يتخيل الحياة بأي طريقة أخرى، قالها وهو يعطيني أواني ذاتية السقي، وحزمة من البذور. والسؤال هو، مع توقع أسعار الوقود والمواد الغذائية، هذا الشتاء، هل تستطيع أن تتحمل عدم العيش بنظام الأكثر استدامة؟
أرسل تعليقك