يزور نحو 100 مليون شخص كل شهر موقع "رايت موف" بحثا عن منزل جديد، سواء كانوا سيقدمون على شراء منزل لأول مرة أو يبحثون عن منزل جديد بعد أن قضوا عقودا في منزلهم، وبالرغم من أن البعض لديه الكثير من الأحلام، ويبحثون عن بيوت تشبه القصور تكلف بضع ملايين في مواقع نائية، فإن الغالبية تفكر في الانتقال إلى بيت مدفوعة بمجموعة من الأسباب، منها اختيار المدرسة وتغيير مكان العمل والبحث عن منزل أكبر في منطقة أرخص.
وبالنسبة لبعض الأزواج مثل أيان وكلير بيري، فإن انسجامهم في القرية التي يقيمون فيها دفعهم إلى إعادة البناء في نفس المكان الذي يقطنون فيه، وهم على وشك الانتقال إلى منزلهم الثاني في قرية "كويكر" في باكينجهامشير.
ويعمل أيان في مجال تكنولوجيا المعلومات، وهو شغوف بالتصميم، ويسافر في رحلات يومية إلى لندن من سير غرين وجوردانز، وهي محطة صغيرة تبعد ثماني دقائق سيرا على الأقدام من منزلهما، وتعمل كلير محامية من المنزل، وانتقلا ببطء من لندن باتجاه الغرب ليسكنوا في مجموعة مناطق قبل الوصول لقرية كويكر، ولديهما ثلاث أطفال، هم: كاميرون وألكسيس وجنسن، تتراوح أعمارهم بين 16 و15 و11.
تؤكد كلير "لقد اكتشفنا هذه المنطقة بينما كنا في جيرادرس كروس، وكنا نحب أن نعيش في مكان مماثل، في مكان مليء بالحقول، فيمكنك المشي لأميال، ويستطيع الأطفال اللعب بحرية في الخارج"، واشترى الزوجان "أوخوارست"، وهو مبنى من طابق واحد يعود للثمانينات، مكون من ثلاث غرف، في كانون الثاني/يناير 2008، إضافة للقطعة المجاورة للمنزل.
تضيف كلير "لم نكن نعلم أو متأكدين ماذا سنفعل بملكيتنا الجديدة، وإن كنا سنحب العيش في القرية، لكنها بدت فكرة جيدة في ذلك الوقت، وانتقلنا إلى المنزل وعقدنا العزم على بناء منزل جديد في قطعة الأرض المجاورة".
أصبح العيش في منزلهما الأصلي خطرا، نظرا لأن الأبواب كانت تسقط والمصابيح الكهربائية تنفجر لتهالكه، وبوجود ثلاث أطفال صغار، فأدرك الزوجان أن شيئا ما يجب أن يفعل، فبدأوا بتحويل المنزل، فمصمم إيان غرفة نوم أخرى بطريقة معاصرة، لكنهم أدركوا أن المنزل لن يكفي لأسرتهم الكبيرة، ووالديهما المسنين الذين سيأتيان عما قريب للعيش معهما.
وعلى أثر ذلك، قرر الزوجان إعادة كل شيء من جديد، وبناء منزل آخر في القطعة المجاورة،بعد أن حصلا على إذن للتخطيط، وتتابع كلير "نحب العيش في القرية ولا نريد الانتقال لأي مكان، فهي مكان اجتماعي للغاية ومليء بالأحداث الرياضية، والناس فيها مزيج من جميع الأعمار".
وبدأ إيان بالعمل على تصميم المنزل بمساعدة مهندس معماري محلي في عام 2014، وتأمل العائلة الانتقال إليه في الشهر المقبل، وكان عليهما أن يبينا قبوا للحصول على المساحة الإضافية التي يريدانها، ويعتبر المنزل الجديد أكثر إثارة بسبب استخدام مواد مثل الزنك والزجاج والأبواب والنوافذ الضخمة، والجدران الداخلية المكسوة بالخشب، وعرضا منزلهما القديم للبيع في السوق بسعر 1.25 مليون جنيه إسترليني.
ويعيش نيك ولو براون في قريبة بروك الجميلة على جزيرة وايت لمدة 36 عاما، واشتريا منزلهما المكون من أربع غرف نوم في عام 1979، وكان المنزل متداعيا جدا ولكنه، مبنى على قطعة أرض مثلثة، وأنجب الزوجان أبنائهما الثلاثة في المنزل، وقاما بتجديده بإخلاص وبطء على مدى سنوات، وكانا مضطران لتجديد إذن التخطيط كل أربع سنوات.
وقبل عقد من الزمن، أبلغهما المخططون أن حدود القرية تغيرت وأنها فرصتهما الأخيرة كي يفعلا شيئا قبل أن تعود الأرض للاستخدام الزراعي، وقررا بناء بيت جديد في نفس المكان، لأن الزوجان أحبا القرية ولم يكونا قادرين على البحث عن مكان آخر مثالي بالنسبة لهما.
وقام الزوجان ببناء منزل عصري مع إطار من البلوط الأخضر ومنحنى في إحدى النهايات لتخفيف الارتفاع، وإطلالة بزاوية 180 درجة، وحدث نفس الشيء مع شريك في وكالة بارتون وايت للعقارات جيمس وايت، للبقاء في نفس المنطقة في فرجيينيا واترز.
ويوضح جيمس "لقد انتقلنا أربع مرات على مدى السنوات الـ 28 الماضية، وضاعفنا حجم البيت في كل مرة انتقلنا فيها، وبنيت منزلي الخاص مرتين، ولكننا أحببنا فرجينيا واترز كثيرا فهي صغيرة، وجميلة خصوصا بسبب وجود البحيرة، ويمكننا التمتع برياضة المشي ولدينا الكثير من الأصدقاء هنا".
ويعمل حيمس في مكتب كان بالأصل غرفة نومه عندما كان طفلا، ويقول "بدأ جدي العمل في مجال العقارات، وعاش والدي في شقة من غرفتين فوق المكتب، ونحن لم ننتقل بعيدا جدا، ولسنا بحاجة لذلك".
أرسل تعليقك