التقى المهندس المعماري تريفور سوترز، زوجته شتيفي لأول مرة عن طريق الصدفة منذ 30 عامًا في حانة "كوفنت غاردن"، ولكن عندما تعلق الأمر بتصميم منزل أحلامهم لم يترك الزوجان شيئًا للصدفة، فالتخطيط الدقيق وعشق التصميم إضافة إلى المهارات الإبداعية اجتمعت كلها في بناء منزل أنيق وصديق للبيئة لا يستطيعون البقاء بعيدًا عنه.
- جولة داخل المنزل
عندما التقى الزوجان كان تريفور يمارس مهامه في الهندسة المعمارية، بينما كانت شتيفي تعمل لصالح إحدى المجلات، وبعد أول لقاء بينهما في الحانة ظل كلاهما في صدام، ولكنهما بعد عامين تزوجا ولديهما الآن اثنان من الأطفال هما شارلوت و توبي، وانتقلا إلى بوتني في عام 2000.
واستغل كل منهما مهاراته وموهبته في بناء المنزل بحيث، استخدمت شتيفي مهارات الكتابة لصياغة مقترحات التصميم، ثم تعلمت بعد ذلك التخطيط وإدارة المشروع، وطالت مدة بحثهما عن منزل لتصل إلى عشرة أعوام، حتى عرض عليهم أحد الأصدقاء منزلًا في بوتني، كان تقريبًا يحتاج إلى إعادة بناء من جديد وكانت تملكه أرملة عجوز.
واستغرقت عملية شراء المنزل ثمانية أشهر، وحينما سمع البعض بحسب ما أفادت شتيفي، أن مهندسًا معماريًا يهتم بشراء المنزل، اعتقدوا حينها بأنه مجنون، حتى حصلا أخيرًا على المنزل في آب / أغسطس عام 2012.
وكانت البداية من نقطة الصفر للوصول إلى منزل جديد كليًا مع الرغبة في تجنب الأخطاء المكلفة للغاية، ومع الموافقة على التخطيط المبدئي لإعادة البناء قدموا تخطيطًا كاملًا بعد إتمام عملية البيع، ولم يكن الأمر هينًا في ظل وجود 60 اعتراضًا من جانب السكان المجاورين بما في ذلك المزاعم بأن هناك خفافيش في العوارض الخشبية، وهو الأمر الذي كان كفيلًا بتأجيل إعادة البناء لموسم واحد، بحيث بدأ العمل في أواخر نيسان / أبريل عام 2013.
وامتدت أعمال الهدم إلى نحو ستة أسابيع في حين استغرق التأسيس نحو أربعة أشهر، وبعدها ذهبت أعمال البناء بسرعة الصاروخ بحيث اكتملت في تشرين الأول / أكتوبر عام 2013.
واستطاع الزوجان تريفور وشتيفي، استئجار منزلهما القديم حتى ينتهيا من أعمال الإنشاء لمنزلهم الجديد، وهو الأمر الذي استمر لمدة سبعة أشهر، وعلى الرغم من المشقة وحالة الضغط التي واجهها الزوجان في هذه المدة إلا أنهما يبديان استعدادهما لإعادة ذلك مرة أخرى.
وجاء المنزل الجديد ليعزز من كفاءة الطاقة ويحد من البصمة البيئية، وفق ما أراد الزوجان بأن يكون المنزل مستدامًا بشكل كامل بحسب ما أفاد تريفور، كما أنه يتمتع بتكنولوجيا فائقة صديقة للبيئة، وهناك غرفة تحكم تدار منها هذه العناصر بينما توجد تدفئة تحت البلاط في جميع أرجاء المنزل، فضلًا عن نظام صوتي متكامل، وتم تزويد المنزل بزجاج مزدوج بتكلفة قدرها 67 ألف جنيه إسترليني، إلى جانب نظام للتهوية وإعادة تدوير لمياه الأمطار.
ويتكون التصميم الداخلي للمنزل من خمس غرف للنوم مشرقة وحديثة مع الأخذ في الاعتبار عدم المبالغة في تكاليف البناء وفقًا لما أفادت به شتيفي، في الوقت الذي كلف المطبخ على الطراز الإيطالي 28 ألف جنيه إسترليني بما في ذلك الأجهزة.
وينتهي الطابق الأرضي إلى حديقة صممها تريفور الذي يعشق جميع تفاصيل الرصف والزراعة، وتحتوي على أشجار فريدة وتضفي مزيدًا من السحر، وفي الجناح الرئيسي هناك غرفة نوم متوسطة الحجم تؤدي إلى شرفة وتتصل على الجانب الآخر لها بحمام وغرفة لتغيير الملابس، وتأتي أرضية الحمام من الحجر الجيري الأزرق الذي يزيده بريقًا ولكنه ليس فاخرًا.
وأحب الزوجان منزلهما بعد الانتهاء من بنائه في الوقت الذي يقر فيه تريفور، بأنها أينما يكونا لا يستطيعان الانتظار حتى العودة إلى منزلهما.
- التكلفة الإجمالية للمنزل
بلغ سعر المنزل عند شرائه في آب / أغسطس من عام 2012: 962 ألف جنيه إسترليني.
الأموال التي تم إنفاقها: 730 ألف جنيه إسترليني، ولا يشتمل ذلك المبلغ على رسوم إدارية أو إنشائية.
قيمة المنزل الحالية: تقدر بنحو 3.1 مليون جنيه إسترليني.
أرسل تعليقك