صنعاء - العرب اليوم
أسفر تدخل قوّات الأمن اليمنيّة، لتفريق متظاهرين نفّذوا عصيانًا لتأكيد مطلبهم الانفصال عن شمال اليمن في مدينة عتق مركز محافظة شبوة، عن مقتل ناشط في "الحراك الجنوبي"، وجرح آخرين، الإثنين، فيما أكّد الرئيس عبد ربه منصور هادي أنَّ سير عملية التغيير السياسي في اليمن، بكل شروطها وبنودها، مسألة يضمنها المجتمع الدولي والأمم المتحدة، ولا يستطيع أحد عرقلتها.
وشمل العصيان مدنًا أخرى في الجنوب، في حين أكد الرئيس عبد ربه منصور هادي أن المسودة الأولية للدستور اليمني الجديد ستكون جاهزة في غضون أيام.
وباشرت جماعة الحوثيين في صنعاء، الإثنين، إخلاء معسكر ما كان يعرف بالفرقة الأولى المدرعة، الذي سيطرت عليه أثناء اجتياح العاصمة، في 21 أيلول/سبتمبر الماضي، وذلك بعدما دعوا السلطات قبل يومين إلى تسلّم المعسكر وتحويله حديقة عامة يحمل اسمها تاريخ الاجتياح.
وأكّدت مصادر في مدينة رداع (جنوب صنعاء) سقوط 15 من جماعة الحوثيين، في هجومين لتنظيم "القاعدة"، على مواقع للجماعة، التي باتت تتحكم بالقرار السياسي والأمني للبلاد، وتمهد الطريق أمام أنصارها للاستحواذ على أهم المناصب في أجهزة الدولة ومؤسساتها.
وأشارت إلى أنَّ أنصار "الحراك الجنوبي"، المطالب بالانفصال عن الشمال، نفّذوا عصيانًا في مدن جنوبية، في سياق التصعيد لتلبية مطالبهم، وأحرقوا إطارات وأغلقوا شوارع رئيسية.
وأبرزت أنَّ "أحد الناشطين الجنوبيين قُتِل برصاص قوات أمن، وآخرين جُرحوا في مدينة عتق، مركز محافظة شبوة، أثناء فض هذه القوات تظاهرة أقدم المشاركون فيها على إغلاق الشوارع بالحجارة وإجبار مالكي المحال على إقفالها".
في سياق آخر، أعلن الرئيس هادي، أثناء لقائه عددًا من النواب الجنوبيين، الإثنين، أنَّ "مسودة الدستور الجديد التي تعكف لجنة الصياغة على مراجعتها في أبو ظبي، ستكون جاهزة في غضون أيام".
وبيّن أنَّ "المجتمع الدولي، لاسيما الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن ودول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، ساعدت اليمن على ألا يذهب إلى الحرب الأهلية"، لافتًا إلى أنَّ "سير عملية التغيير السياسي في اليمن بكل شروطها وبنودها، مسألة يضمنها المجتمع الدولي والأمم المتحدة، ولا يستطيع أحد عرقلتها".
ويشكك مراقبون في قدرة الرئيس اليمني على إكمال مسار التغيير، في ضوء سيطرة جماعة الحوثيين المسلحة، التي باتت سلطاتها أعلى من سلطة الرئيس والجهات الحكومية، لاسيما بعد إقحام المجموعات المسلّحة في الرقابة على أداء المؤسسات وتعيين الموالين لها في أهم مفاصل الدولة.
إلى ذلك، أكّدت وحدة "نكسين"، التابعة لشركة "سي. أن. أو. أو. سي." الصينية أنها ستوقف نشاطها في حقل نفطي، ومنشأة تكرير في اليمن، بسبب تهديد أمني.
وأبدى مسؤول في وزارة النفط اليمنية دهشته لتبرير "نكسين" قرارها، كاشفًا أنه "لم يكن هناك تصعيد للتهديدات الأمنية أخيرًا، بل ربما تراجعت". ملمّحًا إلى أنَّ "انخفاض الأسعار العالمية للنفط ربما يكون سببًا للقرار".
أرسل تعليقك