قام رئيس «المجلس الأوروبي»، شارل ميشال، الأحد، بزيارة إلى ليبيا حيث تبذل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد دبيبة جهوداً لإخراج البلاد من حالة الفوضى وانعدام الاستقرار التي تشهدها منذ 10 سنوات.
وتأتي الزيارة في توقيت تشهد فيه البلاد حلحلة سياسية بعد سنوات من انعدام الاستقرار أعقبت إطاحة نظام العقيد الراحل معمّر القذافي في عام 2011، طبعها خصوصاً وجود سلطتين متنازعتين.
وقال شارل ميشال إثر مقابلته دبيبة، «سنعمل مع الحكومة الجديدة وندعمها»، مشدداً على أن «الاتحاد الأوروبي يدعم بنشاط عملية المصالحة الوطنية».
وتابع أن «التعافي الاقتصادي والانتخابات ومكافحة الهجرة غير الشرعية (...) هي المجالات التي يمكن أن يساعد فيها الاتحاد الأوروبي ليبيا».
كما أعلن رئيس المجلس الأوروبي عودة سفير الاتحاد الأوروبي إلى العاصمة الليبية في الأسابيع المقبلة.
وكانت فرنسا أعادت فتح سفارتها في طرابلس الاثنين الماضي، ومن المنتظر أن تستأنف سفارات أوروبية أخرى حضورها في ليبيا خلال الأسابيع المقبلة.
وأكد شارل ميشال من جهة أخرى أن الهجرة «موضوع أساسي» في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وليبيا، وهذه الأخيرة طريق رئيسي يمر عبره عشرات آلاف المهاجرين القادمين أساسا من دول إفريقيا جنوب الصحراء في رحلتهم نحو السواحل الإيطالية.
وأعلن المسؤول الأوروبي أنه سيتم تقديم هبة بـ«50 ألف جرعة لقاح» مضاد لكوفيد إلى ليبيا التي تسلمت صباح الأحد أول شحنة تحوي 100 ألف جرعة من لقاح سبوتنيك-في الروسي.
وحثّ رئيس المجلس الأوروبي «جميع المرتزقة والعسكريين الأجانب على الخروج سريعا» من البلاد.
ومن أهم أسباب تفاقم النزاع الليبي هو تدخل قوى خارجية، وتتزايد منذ أسابيع الدعوات لإخراج العسكريين والمرتزقة الأجانب الذين قدرت الأمم المتحدة عددهم بعشرين ألفا في كانون الأول/ديسمبر.
من جهتها، كررت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش الأحد دعوتها لمغادرة هؤلاء المقاتلين.
ومؤخراً بموجب مسار رعته الأمم المتحدة، شُكلت حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا البالغ عدد سكانها نحو 7 ملايين نسمة، وهي مكلفة إدارة البلاد وصولاً إلى انتخابات عامة من المقرر أن تجرى في نهاية ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وفي 25 مارس (آذار) الماضي أجرى وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا زيارة إلى طرابلس في إطار مبادرة دعم أوروبية للحلحلة السياسية التي تشهدها ليبيا مؤخراً.
وأعلنت الحكومة اليونانية أن رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس سيزور ليبيا الثلاثاء ويعيد فتح السفارة اليونانية المغلقة منذ 6 أعوام في طرابلس.
وتتزامن زيارة رئيس الوزراء اليوناني إلى ليبيا مع زيارة مرتقبة للرئيس الجديد للحكومة الإيطالية ماريو دراغي.
وسيكون ميتسوتاكيس ودراغي أول رئيسي حكومتين أوروبيتين يزوران ليبيا منذ تشكيل حكومة دبيبة المدعومة دولياً.
لكن رغم تحسن الأوضاع السياسية، فإن ليبيا تبقى من أبرز نقاط انطلاق آلاف المهاجرين، وغالبيتهم من أفريقيا جنوب الصحراء، الساعين للوصول إلى إيطاليا بحراً.
قد يهمك ايضاً
لزهاري" الإستعانة بفرق سونلغاز في ليبيا والعراق للتدخل في محطات الكهرباء
حفتر والمبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا يتفقان على أهمية التزام جميع الأطراف الليبية بإجراء الانتخابات في موعدها
أرسل تعليقك