يبدو أن القتال مُرشّح مرة أخرى لمزيد من التصعيد في العاصمة الليبية طرابلس، بعدما تحدث "الجيش الوطني"، بقيادة المشير خليفة حفتر، عن تحضيرات للقوات الموالية لحكومة "الوفاق"، برئاسة فائز السراج، لشنّ ما وصفه بـ"هجوم كبير مضاد" على مواقعه في طرابلس، وسط معلومات عن وصول عدد من العسكريين الأتراك إلى مدينة مصراتة، الواقعة غرب البلاد.
وفرض حفتر حالة من السرية التامة على مواقع وتمركزات قوات الجيش في طرابلس، ومنع دخول الإعلاميين، وفقًا لما بثّته أمس وكالة الأنباء المحلية الموالية للجيش.
وقال اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم "الجيش الوطني"، في مؤتمر صحافي، مساء أول من أمس، في بنغازي (شرق)، إن "الميليشيات والمجموعات الإرهابية تحاول القيام بهجوم كبير جدًا ضد مواقع وجود قوات الجيش حول طرابلس"، لافتًا إلى أن "هذه المجموعات عززت صفوفها بعناصر إرهابية لشن هذا الهجوم المضاد".
وبعدما تحدث عن "تحشيد كبير للميليشيات في الهيرة والعزيزية"، أضاف المسماري موضحًا: "قد تكون نواياهم استهداف مواقع الجيش في سوق الخميس، جنوب العاصمة"، لافتًا إلى أن "الساعات المقبلة ستكون ساخنة جدًا في جميع مناطق عمليات المنطقة الغربية، بما فيها العاصمة طرابلس".
وأوضح المسماري أن قوات الجيش وجّهت ما وصفه بضربات استباقية لمنع العدو من الاستفادة من الهدنة، وتحشيد قواته على مدى اليومين الماضيين في العزيزية والهيرة وطرابلس، معتبرًا أن العمليات الجارية لقوات الجيش "لا تعد خرقًا للهدنة، بل تثبيتًا للهدنة، ولعدم زعزعة الاستقرار أو السماح للميليشيات باستغلال وقف إطلاق النار لشن هجمات مضادة".
وبعدما لفت إلى أن "قرار تركيا إرسال جنود إلى ليبيا يمثل (الإخوان) والإرهابيين فقط، ولا يمثل الشعب التركي"، تساءل المسماري: "هل يرضى الشعب التركي أن تُقطّع رؤوس أبنائهم من قبل الإرهابيين، الذين يدعمهم إردوغان في ليبيا وسط تركيا؟".
ولليوم الرابع على التوالي، استمر إغلاق مطار معيتيقة الدولي، الوحيد العامل غرب ليبيا، وتم تحويل جميع الرحلات إلى مطار مصراتة الدولي، الذي يبعد نحو 200 كيلومتر شرق العاصمة.
في غضون ذلك، نشرت عملية "بركان الغضب"، التي تشنها القوات الموالية لحكومة السراج، صورًا قالت إنها تظهر جانبًا من الدمار الذي تعرضت له منازل المدنيين الآمنين بالمناطق المجاورة لمطار معيتيقة الدولي، نتيجة القصف بصواريخ غراد، واتهمت قوات الجيش الوطني بإطلاقها، فيما وصفته بخرق جديد ومتكرر لوقف إطلاق النار.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن محمد قنيوه، المتحدث باسم الخطوط الجوية الليبية، قوله إن "جميع رحلات الشركة تم نقل تشغيلها إلى مطار مصراتة الدولي، بعد القصف الأخير الذي طال مطار معيتيقة"، مضيفًا أنه "لم تسجل أي إصابات في طائرات الشركة نتيجة القصف".
كما أكد المتحدث باسم شركة خطوط "البراق" إصابة إحدى طائراتها بشظايا جراء القصف، وقال: "إلى جانب إصابة الطائرة هناك طائرة ثانية قيد الصيانة المبرمجة، وبالتالي أوقفت الشركة جميع رحلاتها مؤقتًا"، مشيرًا إلى وجود تنسيق مع الشركات الطيران الأخرى لإعادة المسافرين خارج ليبيا على متن رحلاتها.
ميدانيًا، لقي أحد قادة المرتزقة الموالين لتركيا مصرعه في طرابلس، متأثرًا بإصابته خلال عملية أمنية، هي الأولى من نوعها، التي تشهد ما وصفه الجيش الوطني بتعاون عناصر تابعة لوزارة الداخلية بحكومة السراج، لكنها معارضة لوجود المرتزقة السوريين الموالين لتركيا في صفوف قواتها.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصدر بمجموعة عمليات المنطقة الغربية بالجيش الوطني أن هذا القيادي، الذي لم تكشف هويته، اعترف بتورط فتحي باشا أغا وزير الداخلية بحكومة السراج في جلب المرتزقة.
وكان الجيش الوطني قد تحدث مؤخرًا عن "تحرك عدد من الضباط الأتراك، الذين استهدف مواقعهم داخل قاعدة معيتيقة العسكرية في طرابلس، باتجاه مدينة مصراتة".
قد يهمك ايضا:
طرفا النزاع في ليبيا يعلّقان مشاركتهما في محادثات جنيف لأسباب مختلفة
تواصل مباحثات ليبيا السياسية في جنيف والكشف عن قائمة المشاركين
أرسل تعليقك