طرابلس - الجزائر اليوم
أنهى أكثر من 100 عضو في مجلس النواب الليبي مساء أمس لقاء طنجة التشاوري، الذي انطلق في 23 من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بمنتجع “هلتون هوارة” بضواحي مدينة طنجة المغربية، بهدف تذويب الجليد بين مختلف مكوناته السياسية بعد مدة طويلة من التباعد، ووضع حد لحالة الانقسام التي يعاني منها.وأقر النواب الليبيون سبعة نقاط أساسية تضمنها بيان صدر أمس، وألقاه النائب مصعب العابد، جرى فيه التأكيد على أن المقر الدستوري لانعقاد مجلس النواب هو مدينة بنغازي (شرق)، وأنه جرى الاتفاق على عقد جلسة لمجلس النواب بمدينة غدامس، الواقعة عند الحدود التونسية - الجزائرية، مباشرة بعد عودة النواب إلى ليبيا، بهدف إقرار كل ما من شأنه إنهاء الانقسام بمجلس النواب، وبما يمكنه من أداء استحقاقاته على أكمل وجه.
وأعلن النواب في البيان عزمهم على المضي قدما نحو الوصول إلى إنهاء حالة الصراع والانقسام بالمؤسسات كافة، والحفاظ على وحدة وكيان الدولة وسيادتها على كامل أراضيها. معبرين عن استعدادهم التام للتعاطي بإيجابية مع جميع مخرجات مسارات الحوار، بما يتفق مع الإعلان الدستوري وتعديلاته والاتفاق السياسي الليبي، وثمنوا ما جرى إنجازه عبر لجنة (5+5) من خطوات إيجابية.
كما أشار البيان إلى التزام النواب بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وفق إطار دستوري، وإنهاء المرحلة الانتقالية في أقرب وقت ممكن، على ألا تتجاوز العام من تاريخ التئام مجلس النواب.
في سياق ذلك، أكد النواب ضرورة احترام الإعلان الدستوري، وشرعية الأجسام المنبثقة عنه، وعلى أهمية الالتزام بما جاء في الفقرات 25 - 28 من الصيغة التنفيذية لقرار مجلس الأمن بشأن دور مجلس النواب، وعدم خلق جسم مواز يساهم في إرباك المشهد.
وخلص البيان إلى نبذ الكراهية، ودعوة جميع المنابر الإعلامية إلى إعلاء خطاب التصالح والتسامح، مشددا على ضرورة الدفع بمسار المصالحة الوطنية، والعودة الآمنة للنازحين والمهجرين قصرا، وجبر الضرر.
من جهته، قال ناصر بوريطة، وزير خارجية المغرب، إن نجاح اللقاء التشاوري في طنجة “واضح أولا من خلال الحضور الكبير، وهو في حد ذاته نجاح كبير لأن مجلس النواب الليبي لم يلتئم منذ سنوات بهذه الأغلبية وبهذا العدد المهم. وهذا في حد ذاته يعتبر نجاحا مهما”.
وهنأ بوريطة النواب الليبيين على الجو الذي تمت فيه هذه المشاورات، وعده “جوا من المسؤولية والروح الوطنية، والوعي بأهمية المرحلة وما تتطلبه من الليبيين، وخاصة من مجلس النواب لمواكبة هذه المرحلة الدقيقة التي يمر منها المسار السياسي في ليبيا”. كما هنأ بوريطة النواب على مخرجات لقاء طنجة المهمة، مشيرا إلى أن اللجان الأربع “اشتغلت كلها، وتقدمت بشكل كبير في الأمور التي عهدتم إليها بها”. كما أوضح أن هذه المخرجات، وخاصة الانعقاد المقبل لدورة المجلس فوق الأرض الليبية، ستكون نقطة تحول مهمة، ولها تأثير كبير في المسار السياسي.
وتمنى وزير خارجية المغرب أن يكون لقاء طنجة التشاوري نقطة انطلاقة لمجلس النواب حتى يلعب دوره كاملا، مشيرا إلى أن الجميع ينتظر من المجلس أن يلعب الدور المحدد له في الاتفاق السياسي، وهو دور مهم في مجال التعيين والتشريع والمراقبة. مذكرا بأن المرحلة السياسية الراهنة تحتاج لمجلس نواب فيه وئام، وتنتهي فيه الانقسامات الجغرافية والسياسية أو غيرها، ويشتغل كجسم واحد لخدمة ليبيا والليبيين.
قد يهمك ايضا:
الحكومة الليبية المؤقتة تسعى لاستلهام التجربة المغربية للمصالحة وحلّ الأزماتإ
يطاليا تعتقل قبطان سفينة للاشتباه بتهريبه أسلحة بين أنقرة وطرابلس
أرسل تعليقك