صورة من الارشيف لتظاهرة تطالب الافراج عن الاسير أكرم الريخاوي
غزة ـ محمد حبيب
وصل الأسير الفلسطيني المحرر أكرم الريخاوي إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون "ايرز" وسط استقبال جماهيري وفصائلي حاشد بعد مضي 9 أعوام في سجون الاحتلال الإسرائيلي وإضراب عن الطعام لمدة 120 يومًا، ولم يستطع الريخاوي، عقد مؤتمر صحافي، وفق مراسم الاستقبال التي حددتها "جمعية واعد
للأسرى والمحررين"، غير أنه استطاع التقاط بعض أنفاسه، قائلاً: "والله إنها وقفات عز وافتخار، نحمد الله على الإفراج والنصر، وأدعوكم إلى دعم الأسرى المرضى، والمضربين عن الطعام"، فيما وتم نقل الريخاوي في سيارة إسعاف إلى مجمع دار الشفاء لمتابعة حالته المتدهورة في السجون الإسرائيلية.
هذا و يعاني الريخاوي أوضاعًا صحية صعبة نتيجة الأمراض التي إصابته كالسكر والضغط وضعف في النظر وبالإضافة إلى الجلطة التي ألمت به أخيرًا نتيجة الإضراب ومشاكل في الكلى وهشاشة في العظام وضمور في القلب.
من جهتها قالت وزارة الصحة بالحكومة المقالة "إنها استقبلت الأسير المحرر أكرم الريخاوي من محافظة رفح بعد سنوات من التغييب في السجون الإسرائيلية".
وأضاف الناطق باسم الوزارة الدكتور اشرف القدرة : "نقول لأهلنا الصابرين والصامدين في كافة ربوع فلسطين أن الأسير المحرر أكرم الريخاوي والذي قاس مع إخوانه من سياسة الإهمال الطبي طيلة فترة اعتقاله وما زال يعاني منها أسرانا في السجون والتي أثرت عليه بشكل مباشر بعد خوضه للإضراب المفتوح لانتزاع حريته فهو يعاني من بعض الأمراض المزمنة والالتهابات الرئوية وضعف البنية الجسدية وتقوم طواقمنا الطبية بمراقبة حالته الصحية بشكل مركز وأجريت له الفحوصات الأولية اللازمة وصور الأشعة ورسم القلب وفحص الجهد وإجراء الفحص السريري لأمراض الباطنة والقلب".
و تبين أنه ومن خلال تلك الفحوصات أن وضعه الصحي مطمئن وأن الوزارة ستستمر بمتابعة حالته الصحية كما تعاملت مع الأسرى المحريين.
وقررت محكمة ثلث المدة الإسرائيلية "الشليش"، الأربعاء الماضي، الإفراج عن الريخاوي (39 عامًا)، نظرًا لتردي حالته الصحية، بعد تجاوز إضرابه المفتوح عن الطعام الـ100 يوم، وقضائه غالبية محكوميته البالغة 9 سنوات.
وكانت مجموعة فلسطينية متضامنة، قد انطلقت منذ صباح الخميس من مدينة غزة، سيرًا على الأقدام، متجهةً إلى معبر بيت حانون لاستقبال المحرر الريخاوي.
ورفع المشاركون الذين تقدمهم الأسير المحرر محمود السرسك، شعارات تضامنية مع الأسرى المضربين، والأعلام الفلسطينية، وألواحًا من نبات الصبار، في إشارة إلى مدى المعاناة التي يواجهها الأسرى في سجون الاحتلال.
وانتزع المحرر السرسك، في العاشر من تموز/ يوليو الماضي، حريته، بعد 96 يومًا من الإضراب المفتوح عن الطعام والذي يشابه الإضراب الذي خاضه المحرر الريخاوي.
وأوضح السرسك أن المسيرة المحمولة تهدف إلى لفت أنظار المواطنين المنتشرين في شوارع القطاع، لمعاناة الأسرى المضربين عن الطعام، عبر اجتياز مسافة طويلة مشيًا على الأقدام، وتذكيرهم بقضية الأسرى المضربين.
وتمنى أن يحتفل الشعب الفلسطيني، بانتصار الأسرى المضربين، سامر العيساوي، وأيمن الشراونة، وطارق قعدان، وجعفر عز الدين، ويوسف شعبان، وأن يمّن الله عليهم بالنصر.
وبالإفراج عن الريخاوي، يصبح عدد الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال 5 أسرى، اختلفوا في مواعيد خوض الإضراب، لكنهم توحدوا في هدفهم المتمثل في نيل الحرية.
و على جانب آخر انتابت الفرحة العارمة أبناء الريخاوي، الذين وصلوا إلى معبر بيت حانون منذ ساعات الصباح الأولى، لاستقبال والدهم بعد غياب طويل.وعبر أنس (9 أعوام) عن فرحته وسعادته بلقاء والده، بعد حرمان دام طوال فترة عمره، إذ اعتقل والده وهو في "الكفولة" لم يتجاوز 7 أشهر.
وعلى بعد أمتار من أنس، وتحديداً أمام السياج الحديدي المقام على معبر بيت حانون، وقف مروان الريخاوي (18 عاماً)، ليحدق النظر بأبيه.
وعبر مروان عن فرحته وسعادته العارمة، بهذه اللحظات التي تجمعه مع والده، الذي تركه وهو في العاشرة من عمره.
بدوره، اعتبر رئيس رابطة الأسرى والمحررين توفيق أبو نعيم، خروج الأسير أكرم الريخاوي، من الأسر، بمثابة انتصار جديد للحركة الأسيرة.وقال أبو نعيم لـ"فلسطين": "نحتفل اليوم جميعًا بالإفراج عن الريخاوي، الذي يسجل أبناؤه الأسرى انتصاراً تلو الآخر".
وأضاف: "إن انتصار الريخاوي، دليل على مدى الإرادة والعزيمة الفلسطينية، ومدى الانتهاك القانوني والحقوقي بحقهم من جهة أخرى، داعياً المؤسسات الدولية والحقوقية إلى الوقوف عند مسئولياتها تجاه الأسرى في سجون الاحتلال".
الجدير بالذكر أن المحرر الريخاوي، يعاني من أمراض عدة، دفعته تكرارًا ومرارًا لطلب استئناف حكمه، إلا أن محكمة الاحتلال كانت ترفض ذلك، رغم تدهور حالته الصحية.
من جهته، هنأ رئيس جمعية واعد للأسرى والمحررين صابر أبو كرش، في تصريح صحفي الريخاوي بمناسبة انتزاع حريته من السجان الإسرائيلي، معتبرًا انتصاره نصرا جديدا لأبناء الشعب الفلسطيني عامة، والحركة الأسيرة خاصة، والتي تستخدم سلاح الإضراب بين الحين والآخر.
وخاض الأسرى في سجون الاحتلال، إضراباً مفتوحاً عن الطعام، في السابع عشر من أبريل/ نيسان الثاني 2011م، استغرقت مدته ثمانية وعشرين يوماً، حققوا خلالها عدّة انجازات وانتصارات لحركتهم الأسيرة ، وفق ما يرى مختصون بقضية الأسرى.
أرسل تعليقك