عناصر من الأمن العراقي
بغداد ـ نجلاء الطائي
أغلقت القوات الأمنية في العاصمة بغداد جميع الطرق المؤدية إلى المنطقة الخضراء المكتظة بالوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية، فيما سمحت للموظفين الحاملين هويات الدخول إلى المنطقة من المرور فقط، كما شهدت الشوارع الرئيسية المؤدية إلى المنطقة الخضراء، ومحيطها انتشارًا كثيفًا لقوات أمنية ترتدي
الزي العسكري الأخضر الغامق، والتي تعرف على أنها من قوات الاستخبارات العسكرية، ولواء بغداد المكلف بحماية مقر رئاسة الوزراء، بحسب مراسل "خندان" الذي تجول في المنطقة، هذا وأعلنت الخارجية الأميركية عن غلق سفارتها في بغداد،الأحد لأسباب أمنية، في حين نشرت مواقع الكترونية استعداد تنظيم "القاعدة" لشن هجمات مسلحة نوعية في الـ10 الايام الأخيرة من شهر رمضان المبارك.
و قال النائب عن "ائتلاف العراقية" رعد الدهلكي إن "هناك انهيارًا أمنيًا في العراق، وهو متجه الى نفق مظلم اذا لم تتم معالجة مواقع الخلل فيه".
وشهد العراق خلال الأشهر الماضية ارتفاعًا ملحوظًا في التفجيرات، كان أعنفها في شهر تموز/يوليو الماضي الذي بلغ عدد الضحايا فيه اكثر من (3) آلاف شخص، والتي حذرت منها الأمم المتحدة عبر القائم بأعمالها في العراق جورج بوستن قائلا "لم نشهد مثل هذه الأعداد منذ أكثر من خمس سنوات عندما بدأ سعير الصراع الطائفي الأعمى يخبو أخيراً، بعد أن أحدث جراحاً غائرة في جسد هذا البلد".
وقال الدهلكي لـ"العرب اليوم "إن الاوضاع الامنية هي بالأصل في نفق وتتجه اليوم الى نفق أظلم ولا يوجد هناك بصيص امل او نية حقيقية لمعالجة الملف الامني وما نراه اليوم هو اختراق امني كبير بل انهيار أمني حقيقي في هذا الملف، ولطالما طالبنا القوات الامنية والقائد العام للقوات المسلحة بمعالجة الخلل إذ توجد هناك علامة استفهام كبيرة بشان عدم تطويق هذا الملف رغم الاموال التي صرفت عليه".
وأشار الدهلكي إلى "إننا لا نستبعد أن يتكرر في العراق سيناريو الأحداث في مصر او سورية في حال بقاء الأوضاع الأمنية بهذا المنحدر الخطير، في ظل وجود أجندات خارجية تعمل في العراق".
مبينا أن "على الجميع الوقوف الى جنب لغلق هذا المجال وحماية وحدة العراق، والا فلا نستبعد ان تطبق تجربة مضطربة بالمنطقة في العراق مع استمرار هكذا تشنج".
وناشد النائب عن العراقية "المرجعية الدينية التي تتكلم عن رؤية حقيقية للبلد بإصدار فتوى او توجيه لموقف حقيقي من الحكومة للملف الامني الذي يمثل حياة المواطن ودم العراقي في الداخل".
و يعرف العراق أزمات سياسية متعددة تتعلق بالشراكة وإدارة الحكم وقوانين خلافية معطلة وتفشي الفساد في مؤسسات الدولة وخروقات بملف حقوق الإنسان ومضايقات على الحريات والإعلام، ويتزامن معها تكرار الخروقات الأمنية التي يذهب ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى.
وكانت بغداد قد شهدت اعمال عنف وتفجيرات بسيارات وعبوات ناسفة قتلت أكثر من 1000 ضحية بحسب إحصائية لوزارتي الدفاع والداخلية العراقيتين خلال شهر يوليو/ تموز المنصرم، ما يجعله أعلى معدل رسمي لقتلى أعمال العنف في شهر واحد منذ عام 2008.
وفي السياق ذاته وصف "ائتلاف دولة القانون"، الكلام عن أن العراق أصبح منطقة غير مؤمنة لوجود البعثات الدبلوماسية غير الصحيح"، وفيما شدد على ان الخروقات الامنية لا توقف العملية السياسية، اوضح ان غلق السفارة الاميركية في بغداد اجراء طبيعي.
وقال النائب عن "ائتلاف دولة القانون "سلمان الموسوي في تصريح لـ"العرب اليوم ": إن الكلام عن ان الوضع الأمني متدهور وان العراق اصبح منطقة ساخنة غير مؤهلة للجهات الدبلوماسية غير صحيح بالرغم من وجود بعض الخروقات الأمنية، داعياً القوات الامنية الى العمل بجدية والتصدي للجهات الارهابية وفلول حزب البعث المنحل.
وأعتبر الموسوي قرار غلق السفارة الأميركية في العراق اجراء اعتياديا شمل بعض دول المنطقة أيضا، مبيناً ان بين العراق والولايات المتحدة الاميركية اتفاقية استراتيجية وتعاون في مجالات متعددة منها الاقتصادية والمعلوماتية والثقافية، وان تحجيم الحركة الدبلوماسية الاميركية في العراق سيكون لمدة معينة.
وشدد النائب عن ائتلاف دولة القانون على أن الهجمات الارهابية لن توقف العملية السياسية ولا حياة الشعب العراقي، مؤكداً أن الحكومة الاتحادية والشعب لن تسمحان لتنظيم القاعدة او فلول البعث بالسيطرة على مناطق في البلاد مرة اخرى.
أرسل تعليقك