رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي
بيروت ـ جورج شاهين
كشفت مصادر لبنانية واسعة الاطلاع لـ "العرب اليوم" أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان توافق ورئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي على عقد جلسة لمجلس الوزراء المستقيل قبل منتصف أيلول/ سيبتمبر المقبل للبحث في قضايا أمنية واقتصادية ومالية ونفطية، ومع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة البحث في حكومة
حيادية أو من أصدقاء لمختلف الأطراف بعد عيد الفطر السعيد.
وتركّز البحث في القصر الجمهوري، الإثنين، بشأن عدد من الملفات السياسية والحكومية والأمنية شكّلت محور متابعة من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع زواره في القصر الجمهوري في بعبدا، الإثنين.
وعرض الرئيس سليمان مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي للأوضاع السائدة راهنًا على الساحة الداخلية وعمل الحكومة في هذه المرحلة.
وعلم "العرب اليوم" أن البحث تناول السعي لعقد جلسة وزارية للحكومة المستقيلة تتناول بعض القضايا السياسية والأمنية الاقتصادية، ولا سيما المراسيم الخاصة بقطاع النفط والغاز وشؤون مالية محددة تحتاج إلى قرارات وزارية، وعلم أن تفاهمًا مبدئيًا تمّ للبحث في صيغة ما بعد عيد الفطر السعيد، وفي موعد لا يتجاوز منتصف أيلول/ سبتمبر المقبل.
وقالت مصادر القصر لـ "العرب اليوم": إن الاجتماع بين سليمان وميقاتي خُصّص في جانب منه للبحث في قضايا مالية وإدارية واقتصادية تتصل بتصريف الأعمال ومقتضيات تسيير أمور الدولة في هذه المرحلة.
وعُلم أن توافقًا جرى على البحث جديًا في عقد جلسة لمجلس الوزراء في مرحلة تلي شهر آب/ أغسطس، باعتبار أن الأمر سيكون ملحًّا مالم تتشكل حكومة جديدة لمواجهة بعض الاستحقاقات المالية والاقتصادية في أيلول/ سبتمبر المقبل.
وفي اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية والرئيس الملكف تشكيل الحكومة تمام سلام فقد تحدثت المصادر أن الموعد كان محددًا منذ فترة سبقت توجه رئيس الجمهورية إلى طهران من أجل إجراء تقييم للمواقف والاتصالات التي يجريها سلام من أجل تشكيل الحكومة الجديدة، وما يعيق سلسلة المشاريع الحكومية التي نوقشت في مناسبات عدّة.
وقالت المصادر لـ " العرب اليوم": إن الرئيس سلام بدا مُستعجلاً لطرح تشكيلة حكومية بعد عيد الفطر السعيد، في ضوء المواقف التي جدّدت إحياء التكليف الذي ناله، وعلى خلفية أنه لن يُفرط بـ "123 نعم" من النواب الذين سموه لتكليفه تشكيل الحكومة الجديدة، وإنه مصر على حكومة ( الـ 8 + 8 + 8*) تتوفر لها صفة المصلحة الوطنية، من دون الخروج على سلسلة الملاحظات التي يتمسك بها.
وقالت المصادر إن رئيس الجمهورية دعا سلام إلى استكمال الاتصالات إلى ما بعد العيد ليبني على النتائج التي يمكن أن يصل إليها ما يمكن القيام به، مؤكدًا أنه لن تبقى البلد بلا حكومة إذا ما طالت المهل التي لم يبُتّ بها أحد موقفه من حكومة تمثل الجميع.
وقالت المصادر لـ "العرب اليوم" إن الرئيس سلام لم يحمل معه أي تشكيلة حكومية من أيّ نوع كان ولا حتى فكرة معينة لأن الوضع لم يتبدّل بعدُ. لكنّ توافقًا مبدئيًا جرى التفاهم بشأنه وهو يدعو إلى "ضرورة الانتظار إلى ما بعد العيد بأسبوع أو أسبوعين ليُبنَى على الشيء مقتضاه"، والتي يمكن من بعدها أن يُصار إلى تشكيل حكومة من صيغتين واحدة تقول بـ"حكومة حيادية" خالية من أي تمثيل مباشر للأطراف كافة، وثانية تقول بـ "حكومة أصدقاء" للجميع.
وختمت المصادر لتقول: إن الرئيس المكلّف بدا منتعشًا في ضوء المواقف التي تلاحقت في الفترة الأخيرة، والتي جدّدت دعمه لهذه المهمة.
وليل الأحد، قالت مصادر الرئيس المكلّف لـ "العرب اليوم" إن الرئيس سلام لن ينتظر طويلاً، وهو يُعِد العُدّة لخطوة ما بعد عيد الفطر.
وحرصت على التأكيد على أن ما بعد العيد غير ما قبله، وأنه لن يكون على استعداد للتفريط بما ناله من ثقة نيابية عارمة، ولا سيما أنها تجدّدت بالمواقف الأخيرة لكل من رئيس الجمهورية في خطاب عيد الجيش والرئيس سعد الحريري في إفطار البيال المركزي، وآخرها موقف النائب وليد جنبلاط، الأحد.
وأكّدت المصادر أن الرئيس سلام سيعطي موعدًا ما بعد العيد لتكون له مبادرة متكاملة وحكومة كاملة الأوصاف من أسماء وتوزيعة حقائب؛ لأنه يسعى لسلوك الكثير من الخيارات المفتوحة أمامه ما عدا الاعتذار، فهو امر غير وارد تحت أيّ ظرف من الظروف، ومن ينتظر منه هذا الموقف لن يحصل عليه أيًا كانت الظروف، لافتة إلى أن الاتصالات من الأحد وإلى ما بعد عطلة العيد ستتخذ أشكالاً مختلفة ومضمونًا مختلفًا.
وبحث الرئيس سليمان مع وزير المال في حكومة تصريف الأعمال محمد الصفدي في وضع المالية العامة للدولة، وأهمية تسهيل الأمور العائدة للوزارات والإدارات والمؤسسات خصوصًا في هذه الفترة.
واطّلع رئيس الجمهورية من وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل على الوضع الأمنيّ بشكل عام، وما توافر من معلومات عن حادثة داريا، الأحد، ووجوب تكثيف التحقيقات لكشف الجهات التي تقف وراء المجموعة التي كانت تُحضّر متفجرات.
كذلك اطّلع الرئيس سليمان من المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة على ما تقوم به المديرية لمنع التجاوزات وضبطها.
زار بعبدا نقيبا محامي بيروت نهاد جبر والشمال ميشال خوري، وتناول البحث الأوضاع المتعلّقة بالعدالة وحسن سير عمل المحاكم.
أرسل تعليقك