عناصر من تنظيم القاعدة
واشنطن ـ يوسف مكي
نسبت صحيفة نيويورك تايمز إلى مسؤولين أميركيين قولهم ،الجمعة، أن السلطات الأميركية استطاعت أن تلتقط هذا الأسبوع عدد من الاتصالات الإلكترونية المتبادلة بين عدد من كبار قادة تنظيم القاعدة تناولت القيام بهجمات تستهدف المصالح الأميركية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.وأدت تلك المعلومات
والتحليلات التي قامت بها أجهزة الاستخبارات الأميركية بشأنها إلى إصدار السلطات الأميركية إنذار غير معتاد خاص بالسفر والتنقل إلى كافة مواطنيها في العالم، تحذر فيه من احتمال قيام تنظيم القاعدة والجماعات التابعة له بشن هجمات إرهابية محتملة اعتباراً من الأحد، وحتى نهاية شهر أغسطس/آب الحالي. وقال مسؤولون في الاستخبارات الأميركية أن التهديد يتركز في تنظيم القاعدة باليمن الذي ارتبط بخطط نسف طائرات شحن وركاب تكون متوجهة إلى الولايات المتحدة الأميركية.
وجاء التحذير الذي أصدرته وزارة الخارجية الأميركية قبل أقل من يوم من إعلان الوزارة اعتزامها إغلاق ما يقرب من عشرين سفارة أميركية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بما فيها سفاراتها في مصر والعراق واليمن والكويت والسعودية. وقالت بريطانيا أنها ستغلق سفارتها في اليمن يومي الاثنين والثلاثاء بسبب ما أسمته "مخاوف أمنية متزايدة".
وتقول الصحيفة أنه من غير المعتاد أن تقوم الولايات المتحدة باعتراض المناقشات المتبادلة بين كبار قادة القاعدة حول الخطط العملية من خلال معلومات العملاء أو اعتراض رسائل البريد الإلكتروني أو التصنت على المكالمات الهاتفية على الهواتف النقالة. ويقول كبار المسؤولين بالسي آي إيه والخارجية الأميركية والبيت الأبيض أن المعلومات التي تم تجميعها من خلال الاتصالات رفيعة المستوي والتحليلات التي تمت بشأنها هذا الأسبوع قد لفتت انتباه الجميع وقالوا أيضا أنه تم إطلاع أعضاء بالكونغرس بملخص تلك المعلومات.
وقال أحد كبار المسؤولين "الحوارات التي تم التقاطها كانت أكثر من مجرد ثرثرة" و رفض المتحدث الرسمي باسم الخارجية أو السي آي إيه التعليق على تلك الاتصالات التي تم التقاطها.
وتأكدت أهمية تلك المعلومات بخطاب أيمن الظواهري زعيم القاعدة الذي نشرته المنتديات المعروفة باسم المنتديات الجهادية يوم الثلاثاء الماضي، والذي دعا فيه إلى شن هجمات على المصالح الأميركية ردا على تدخلاتها العسكرية في العالم الإسلامي ورداً على غارات طائرات الدرون الأميركية في كل من باكستان واليمن.
وقال محللون في شؤون الأمن ،الجمعة، إنه في أعقاب الانفعال على ردود أفعال إدارة أوباما تجاه الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأميركية في بنغازي، بات من المرجح أن تقوم وزارة الخارجية الآن بنشر وتعميم التحذيرات الأمنية عندما تعتمد على معلومات ذات مصداقية وأنها تنطوي على مخاطر حقيقة وشيكة.
ويأتي إغلاق السفارات الأميركية مع قرب إجازات عيد الفطر واقتراب موعد ذكري هجوم الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول على القنصلية الأميركية في بنغازي الذي أسفر عن مقتل السفير الأميركي هناك.
وأعربت وزارة الخارجية البريطانية عن مخاوفها إزاء الأوضاع الأمنية قرب نهاية شهر رمضان وعيد الفطر.
ويرفض المسؤولون في إدارة أوباما مناقشة طبيعة المعلومات التي كانت وراء التحذيرات، وذلك بهدف حماية المصادر والأساليب السرية لتلك المعلومات.
ووفقا للوثائق التي كشف عنها إدوارد سنودين العميل السابق بوكالة الأمن القومي الأميركي أن أحد مهام الوكالة الرئيسية هو التجسس على الاتصالات الإلكترونية، وقد تأكد ذلك مؤخرا. وقد اضطرت الصحيفة أن بناء على طلب من المسؤولين في الاستخبارات الأميركية أن تحجب بعض التفاصيل الخاصة بالتجسس على الاتصالات الالكترونية.
ويرى بعض المحللين وأعضاء بالكونغرس أن التحذيرات الأخيرة بهجوم إرهابي وشيك إنما الهدف منه تحويل الانتباه عن الغضب واللغط المثار حاليا حول أساليب وكالة الأمن القومي وبرامجها في تجميع المعلومات وأنها لم تخطئ وهي تقوم بتلك الأساليب باعتبار أن ذلك أفضل.
ولم ينصح التحذير بعدم السفر إلى أي دولة بعينها ولكنه حذر المواطن الأميركي من أخذ الحيطة والحذر فيما يجري حوله وخاصة في الأماكن السياحية واقترح عليه أن يرتب خطط تنقلاته مع وزارة الخارجية، كما نبه التحذير من احتمالات وقوع هجمات على وسائل المواصلات بكافة أنواعها.
وكانت الخارجية الأميركية قد أصدرت تحذيرات مماثلة في الماضي وكان آخرها بعد مقتل بن لادن في مايو/أيار عام 2011.
وقال مسؤولون في البنتاغون بأنه لا يوجد أي تحركات للقوات الأميركية أو أي من وحداتها، ردا على إغلاق السفارات الأميركية.
أرسل تعليقك