دورية للجيش اللبناني على طريق المطار بعد حادثة خطلف طيارين من الخطوط التركية الجمعة
بيروت ـ جورج شاهين
أعلنت مجموعة تُطلق على نفسها اسم "زوار الإمام الرضا"، مسؤوليتها عن عملية خطف طيار التركي ومساعده، على طريق مطار بيروت الدولي، عند الثالثة من فجر الجمعة، فيما أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجب ميقاتي، أن جميع الأجهزة الأمنية مستنفرة للبحث عن المخطوفين وإطلاق سراحهما
، وأن أعمال الخطف مرفوضة أيًا كانت تبريراتها، تزامنًأ مع دعوة أنقرة الرعايا الأتراك إلى مغادرة لبنان.
ولا تستبعد المصادر الأمنية اللبنانية، أن تُطلق المجموعة، التي تكشف عن نفسها للمرة الأولى بعدما اتخذت من الحملات النظامية لزوار العتبات المقدسة في إيران والعراق شعارًا لها، نداءً آخر إلى الأتراك لترهن مصير الطيار التركي ومساعده بمخطوفي إعزاز اللبنانيين الشيعة التسعة، فيما أكدت أن عملية خطف الطيار التركي، نفذتها أكثر من مجموعة.
وأكد وزير الدالخلية العميد مروان شربل، في تصريحات خاصة إلى "العرب اليوم"، أنه "يرفض حتى الساعة الربط بين العملية وقضية المخطوفين الشيعة اللبنانيين التسعة في إعزاز، في انتظار المعلومات التي تُثبت هوية الخاطفين وأهدافهم التي لم نفهمها حتى اللحظة"، مضيفًا "لا تستعجلوا التفاصيل، فإن التحقيقات جارية، واستعجال الكشف عن المعلومات القليلة المتوافرة إلى الآن قد يُسيء إلى العملية، التي جنّدت لها الدولة اللبنانية أجهزتها المختلفة، وأن العملية متقنة، والخاطفون ليسوا هواة ليدلونا على خططهم وطريق سيرهم"، متعهدًا العمل من أجل كشف مصير المخطوفين، بالسرعة التي تخدم لبنان في مثل هذه العمليات.
وتابع رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي حادثة خطف المواطنين التركيين على طريق المطار مع كل من وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، ومدعي عام التمييز بالوكالة القاضي سمير حمود، وقادة الاجهزة الأمنية وسفير تركيا لدى لبنان اينان اوزيلديز، فيما تلقى ميقاتي اتصالاً من وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو، أبلغه فيه أن وزارته دعت الرعايا الأتراك إلى مغادرة لبنان بعد خطف الطيارين التركيين.
وأكد ميقاتي، أن "جميع الأجهزة الأمنية اللبنانية مستنفرة للبحث عن المخطوفين وإطلاق سراحهما، وأن أعمال الخطف مرفوضة أيًا كانت تبريراتها، وأن معالجة أية قضية إنسانية محقة لا يمكن أن تتم على حساب النيل من هيبة الدولة وسلطة القانون وكرامة الإنسان"، مشددًا على "وجوب تضافر كل الجهود لإنهاء هذه القضية ومعالجة مسبباتها".
وحذرت الأمانة العامة لقوى "14 آذار" من تداعيات حادث اختطاف المواطنين التركيين العاملين في الخطوط الجوية التركية، فجر الجمعة، على طريق مطار بيروت الدولي، معتبرة أن "هذا الحادث يهدف أولاً وآخرًا إلى ضرب ما تبقى من مصداقية الدولة اللبنانية في الحفاظ على أمن لبنان وعلاقاته مع الدول العربية والأجنبية، وأن الأمانة العامة تضع هذا الحادث في خانة (بالغ الخطورة)، لأنه يُعرّض مطار بيروت وما يمثله من شريان حيوي ورئيس للبنان، لتصنيفه على لائحة المطارات الخطرة وغير الآمنة، مع ما يستتبع ذلك من تداعيات على جميع المواطنين اللبنانيين المقيمين والمغتربين".
وطلبت الأمانة العامة من الدولة اللبنانية الاستنفار الفوري على كل المستويات من أجل وضع حد لهذا التمادي، والعمل على كشف من دبر عملية الاختطاف وتسليم المواطنين الاأراك إلى سفارتهم في بيروت فورًا.
وحطّت طائرة تابعة للخطوط التركية رقم رحلتها 824 آتية من إسطنبول، بعد ظهر الجمعة، وقد حضر على متنها طاقم طيران إضافي، بالاضافة إلى 154 راكبًا، والطاقم الإضافي الذي حضر على متنها قد حضر لقيادة طائرة أخرى تابعة للشركة المذكورة، كانت جاثمة على أرض المطار منذ ليل الخميس.
وقد أقلعت هذه الطائرة أيضًا متوجهة إلى إسطنبول برقم رحلة 825، وغادر على متنها 182 راكبًا، أما الطائرة الثانية التي كانت قد وصلت ليل الخميس الى بيروت فقد أقلعت بدورها من المطار بعد ظهر الجمعة على الرحلة رقم 827، وقد غادر على متنها 122 راكبًا، وقد أقلّت على متنها أيضًا طاقم الطائرة التي تم خطف قائدها ومساعده فجرًا، وبلغ عدد الطاقم المُغادر على هذه الطائرة 4 أشخاص هم 3 مضيفات ومضيف، فيما قالت مصادر ملاحية، "إن طائرة أخرى تابعة للشركة التركية ستصل إلى بيروت الليلة آتية من إسطنبول أيضًا.
وتبنّت مجموعة مجهولة تُطلق على نفسها اسم مجموعة "زوار الإمام الرضا"، عملية خطف الطيار التركي ومساعده، عند جسر الكوكودي على طريق المطار فجر الجمعة، حيث قالت المجموعة في رسالة إلى الأتراك، "أمان ربي أمان.. بيرجع زوار بيطلع قبطان"، موضحة أن عملية الخطف الطيّار التركي ومساعده، مرتبطة بقضية المخطوفين اللبنانيين في أعزاز.
وفور إعلان المجموعة تبنيها العملية، قال المتحدث باسم اهالي مخطوفي أعزاز دانيال شعيب، "إن هذا النبأ هو بمثابة مفاجأة كبيرة بالنسبة لنا، لكنها مفاجأة حلوة ونعتبرها عيدية العيد"، فيما شكر شعيب المجموعة، مضيفًا "الله يعطيهم العافية، نحن ضد عمليات الخطف، ولكن أهلنا المظلومين لم يكن لديهم غير هذا الخيار لإعادة أهاليهم، ولذلك نشكر هذه المجموعة ونتمنى عليهم المحافظة على المخطوفين ومعاملتهم معاملة حسنة، كما يوصي الدين والاخلاق"، فيما نفى أن يكون لديه اي علم بشأن من يقف وراء هذه المجموعة.
وقال المكلف من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى متابعة قضية مخطوفي اعزاز الشيخ عباس زغيب، "سننتظر لنرى أهداف الخاطفين، ولا نريد لهذا الموضوع أن يُستغل"، مشيرًا إلى أن اسم المجموعة تردد سابقًا في عمليات عسكرية.
أرسل تعليقك