تظاهرة سابقة أمام السفارة الأميركية في مصر
القاهرة ـ أكرم علي
رأت مصادر صحافية أميركية أن نفوذ بلادها في مصر وصل إلى حد التوسل إلى وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي، بعدم استخدام القوة، مشيرة إلى احتمالية عدم نجاح "الربيع العربي" في جلب الديمقراطية إلى الشرق الأوسط، فيما نوهت إلى أنه إذا كان من المتوقع أن يكون للولايات المتحدة تأثيرًا على
أي مؤسسة في العالم العربي، سيكون على حكومة مصر، التي تأخذ 1.6 مليار معونة سنوية من المساعدات الأميركية و التي لم تعد تكفي لشراء ما كانت تشتريه سابقًا ،حيث ان المساعدات السنوية للجيش فقط تبلغ 1.3 مليار دولار، أما الجزء غير عسكري والذي يبلغ 250 مليون دولار، هو أقل من مجرد قطرة لاقتصاد مصر التي وصفته بـ" المترامي الأطراف، هذا و أشارت أن السيسي والمصريين يعرفون هذا جيدا، ولكن السياسيين الأميركيين غالبًا ما يبدو كما لو أنهم لم يلاحظوا ذلك.
وقالت صحيفة "لوس أنغلوس تايمز" في تعليق لها، الأحد، "إن القوات المسلحة المصرية قد استولت على السلطة ، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تستجدي وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي بالامتناع عن اتخاذ إجراءات قمع صارمة وترى الصحيفة انه من غير المرجح أن يمتثل السيسي لذلك".
ونوهت الصحيفة إلى أنه إذا كان من المتوقع أن يكون للولايات المتحدة تأثيرًا على أي مؤسسة في العالم العربي، سيكون على حكومة مصر، التي تأخذ 1.6 مليار كمعونة سنوية من المساعدات الأميركية .
وأشارت الصحيفة إلى أن 1.6 مليار دولار لم تعد تكفي لشراء ما كانت تشتريه سابقا ،حيث ان المساعدات السنوية للجيش فقط تبلغ 1.3 مليار دولار، تشتري مصر بمعظمها طائرات وصهاريج مصنوعة في مصانع الولايات المتحدة؛ أما الجزء غير عسكري والذي يبلغ 250 مليون دولار، هو أقل من مجرد قطرة لاقتصاد مصر التي وصفته بـ" المترامي الأطراف".
وأشارت الصحيفة إلى أن السيسي والمصريين يعرفون هذا جيدًا، ولكن السياسيين الأميركيين غالبًا ما يبدو كما لو أنهم لم يلاحظوا ذلك.
وأضافت الصحيفة "إن القوى الأخرى قامت سد هذه الفجوة مشيرة إلى ما أعلنته المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة والكويت ,الشهر الماضي، بإرسال 12 مليار دولار من المساعدات الاقتصادية إلى مصر لمساعدة النظام العسكري في استقرار الاقتصاد".
وأوضحت الصحيفة أن هؤلاء الدول لديهم أجندة خاصة أيضًا وهي أنهم لا يتطلعون إلى الديمقراطية ويرهبون "الإخوان" وأنهم سيسعدون إذا اتخذ السيسي خطوات قمع صارمة.
وترى الصحيفة أنه إذا كانت المساعدات الخارجية هي التي تخلق النفوذ، فإن 12 مليار دولار تتفوق على 1.6 مليار دولار بسهولة.
وأكدت الصحيفة أن هذا لا يعني أن الولايات المتحدة ليس لديها تأثيرًا على الأحداث في العالم العربي بل يعني أن نفوذها أقل مما كنا نتصور في كثير من الأحيان مشيرة إلى انه قد لا يرتبط مصدر نفوذها بحجم الشيكات التي تكتبها.
ومن جانبهم أيد سياسيون مصريون هذا الرأي، وأكدوا أن نفوذ الولايات المتحدة تضاءل بالفعل بعد سقوط جماعة "الإخوان" المسلمين.
فقال أستاذ العلوم الدولية محمد سالمان وعضو "المجلس المصري للشؤون الخارجية، "إن نفوذ الولايات المتحدة في مصر تضاءل بشكل كبير عن ما كان عليه أيام الرئيس السابق حسني مبارك والرئيس المعزول محمد مرسي".
وأضاف سالمان لـ "العرب اليوم" إن هناك قوى تريد دعم مصر والوقوف بجانبها مثل الخليج وخاصة السعودية والإمارات والكويت، وأيضا روسيا التي بدأت تظهر من جديد في دعم مصر".
فيما قال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير نبيل العرابي إن الفريق عبد الفتاح السيسي يدرك جيدًا أن المعونة الأميركية لم تعد في الحسبان ولم تصبح وسيلة للضغط عليه.
وأضاف العرابي لـ "العرب اليوم" إن النفوذ الأميركي لم يعد لها مكان في مصر الجديدة التي أسقطت الإخوان، وهناك الكثير من الدول التي تحلم بدعم مصر والوقوف بجانبها وبأضعاف المعونة الأميركية".
وكان السيناتور جون ماكين قد لوح باستخدام المعونة الأميركية لمصر كوسيلة للضغط في حالة عدم الامتثال للديمقراطية بعد أن وصف ما حدث في 30 حزيران/يونيو بـ "الانقلاب".
أرسل تعليقك