الحرب الأهلية في سورية تجذب المزيد من البريطانيين المسلمين
لندن ـ سليم كرم
كشف مسؤولون في الاستخبارات البريطانية أن قرابة 100 مسلم بريطاني يقاتلون الآن في سورية، وسط مخاوف من أن بعض هؤلاء قد يعود إلى بريطانيا للقيام بعمليات إرهابية. وأعلنت وزارة الداخلية البريطانية أمام أعضاء البرلمان أن مئات الأوروبيين يقاتلون الآن في سورية، مشيرين إلى أن البعض منهم على علاقة بجماعات
تنتمي إلى تنظيم القاعدة.
ويعتقد بان من يطلق عليهم اسم "الجهاديين" ممن يحملون الجنسية البريطانية قد انضموا إلى "جبهة النصرة" التي تنتمي إلى تنظيم القاعدة.
وقالت صحيفة الديلي تلغراف، إن هؤلاء المقاتلين جاءوا من أصول عرقية متنوعة من بينهم شباب آسيويين اعتنقوا الإسلام وكذلك رجال من شمال أفريقية، ويقال إن بعض هؤلاء سبق وأن حاربوا في صراعات في مناطق أخرى ، أما البعض الآخر فهو يشارك لأول مرة.
وحذّر مسؤولون في الحكومة البريطانية من المخاطر التي يشكلها هؤلاء المقاتلين الأجانب في سورية على بريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية ، وذلك بعد أن يكتسبوا خبرات عسكرية وقتالية في سورية.
واعترف مدير مكتب الأمن ومكافحة الإرهاب، تشارلز فار، أن الحرب في سورية أصبحت تمثل تحديًا بارزًا بالنسبة للحكومة البريطانية، مشيرًا إلى أن أجهزة الأمن البريطانية تقوم بمراقبة كافة الأنشطة والتطورات المتعلقة بالأزمة المتصاعدة، كما اعترف بوجود عدد كبير من المقاتلين الأجانب من بينهم بريطانيين يشاركون بنشاط في سورية.
وقال تشارلز فار الذي كان يعمل ضابطا سابقا في جهاز الاستخبارات البريطاني إم آي 6 أن ما يقرب من 70 إلى 100 فرد غادروا بريطانيا للمشاركة في القتال في سورية التي شهدت قرابة 600 هجوم إرهابي شنته جماعات سورية خلال العام الماضي ، أسفرت عن وفاة 60 في هجمات انتحارية.
وأوضح تشارلز أن السلطات الأمنية البريطانية تراقب بعناية شديدة أنشطة جبهة النصرة ومحاولتها توسيع أنشطتها خارج حدود سورية.
وجاءت تلك التصريحات وسط مخاوف من إمكانية عودة بعض المقاتلين إلى بريطانيا بهدف واحد يتمثل في القيام بأعمال إرهابية داخل بريطانيا، وفي الوقت الذي تزيد فيه شرطة سكوتلاند يارد من جهودها لمعرفة الكيفية التي تم بها تجنيد هؤلاء المقاتلين وكيفية ترتيب سفرهم إلى سورية ومصادر التمويل ، وتقول مصادر رسمية بريطانية إن عدد الأفراد الذين يدخلون ويخرجون من بريطانيا دائم التغير.
تأتي تحذيرات وزارة الداخلية البريطانية في ضوء تقديرات ومعلومات أجهزة الاستخبارات البريطانية ، كما أنها تأتي في الوقت الذي تناقش فيه الحكومة البريطانية إمكانية زيادة تسليح ودعم قوات المعارضة التي تقاتل ضد نظام بشار الأسد.
ويقول تقرير وزارة الداخلية البريطانية بشأن استراتيجية الوزارة لمكافحة الإرهاب إن الانتفاضة في سورية يشارك فيها منظمات وجماعات عديدة برؤى سياسية مختلفة وأساليب متنوعة ، وأن بعض هذه الجماعات ترتبط بتنظيم القاعدة في العراق وتتلقى منه دعمًا.
وفي إشارة إلى تزايد التهديدات القادمة من سورية وشمال أفريقيا والتأثيرات المحتملة لانسحاب القوات البريطانية من أفغانستان العام القادم ، قال تشارلز "نحن الآن نمر بلحظة ربما تكون غاية في الأهمية"، وأضاف أن التهديد قد تبعثر وتنوع ووصل إلى نقطة قد تتطلب المزيد من الموارد والمصادر لأننا بحاجة إلى نشر تلك الموارد والمصادر على مساحة جغرافية أوسع.
المعروف أن بريطانيا قامت وتقوم بتزويد القوات المناوئة لنظام الأسد بمعدات متنوعة ولكنها توقفت فجأة عن إمدادات الأسلحة، حيث إن حظر الأسلحة الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على سورية يمنع دول الاتحاد الأوروبي في الوقت الراهن من إمداد أي طرف من أطراف الصراع في سورية بأسلحة قتالية فتاكة.
وكان ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني قد أشار في مطلع هذا الشهر إلى أن بريطانيا ترغب في تحدي الحظر الأوروبي والقيام بتسليح المقاومة السورية ، إلا أن تقرير وزارة الداخلية الأخير يلقي بظلال من الشك حول إمكانية اتخاذ مثل هذا القرار.
ويؤكد التقرير الذي قدمته وزيرة الداخلية البريطانية تريزا ماي إلى البرلمان البريطاني ، على المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها بريطانيا على يد إرهابيين يقومون باستخدام أسلحة بيولوجية وآخرين يقومون بشن هجمات بالأسلحة النارية.
أرسل تعليقك