لقطة من فيديو لجندي بريطاني يعتدي على معتقل عراقي
لندن ـ سليم كرم
عادت إلى الأذهان مرة أخرى ذكريات فضيحة سجن أبو غريب المشينة التي تورطت فيها القوات الأميركية داخل المعتقل الأميركي في بغداد والتي أذهلت بصورها الفاضحة العالم العام 2004، وذلك أثناء التحقيق في المزاعم التي تقول بأن القوات البريطانية في العراق هي الأخرى كانت تمارس سياسة
التعذيب بطريقة منهجية منتظمة.
وتشير صحيفة الغارديان البريطانية إلى تورط الجنود الأميركيين آنذاك داخل سجن أبو غريب في ممارسات جنسية تتسم بالانحلال الخلقي وتعمد الى إذلال المعتقلين واستجوابهم بأساليب غير مشروعة. وفي أعقاب تلك الفضحية اوقفت السلطات الأميركية 17 جنديا وضابطا أميركيًا عن العمل ووجهت إلى 11 منهم تهم إساءة المعاملة وأعقب ذلك قيام المحكمة العسكرية بإصدار أحكامها بسجن هؤلاء وحرمانهم من الخدمة في الجيش. أما الجنديان اللذان ظهرا في الصور الشائنة وهما ليندي إنغلاند وتشارلز غرانر فقد صدر الحكم بسجن الأولى ثلاث سنوات والثاني عشر سنوات.
لكن الملفت للنظر أن السلطات الأميركية لم تمس أي من الرتب العسكرية الكبرى بإي إدانة وقد تم تبرئة الكولونيل جوردان وهو أكبر رتبة، من كافة التهم الموجهة إليه أما الكولونيل توماس باباس فقد تعرض لغرامة غير قضائية قدرها ثمانية آلاف دولار أميركي .
وفي ما يتعلق بالجنرال جانيس كاربينيكسي التي كانت تتولى قيادة المعتقلات الأميركية فقد انبتها السلطات العسكرية الأميركية بسبب التقصير والإهمال وجردتها من رتبتها وإنزلتها إلى درجة كولونيل. وخلال العام 2006 قالت كاربينيكسي لصحيفة إسبانية أنها اطلعت على خطاب لوزير الدفاع الأميركي آنذاك دونالد رامسفيلد يسمح فيه بالاستعانة بأساليب الحرمان الحسي وغيرها من الأساليب غير المشروعة ولكن ذلك تم تجاهله.
وكانت المحكمة العليا الأميركية قد رفضت الاستماع إلى مزاعم 250 عراقيا تعرضوا للانتهاكات داخل العديد من المعتقلات على يد الجنود الأميركيين. وفي الوقت الذي كانت الحكومة الأميركية تصر على أن تلك الانتهاكات كانت بمثابة حوادث فردية منعزلة ولا تمثل سياسة منهجية، ظهرت في العام التالي في أفغانستان صور مشابهة لصور سجن أبو غريب.
وقد تحولت الجندية إنغلاند على مواقع الإنترنت إلى بطلة قومية، حيث خرجت من السجن وأجرت مقابلة مع صحيفة "نيويورك ديلي" الأميركية خلال العام الماضي قالت فيها عن المساجين العراقيين الذي تعرضوا للتعذيب على ايديها "إنهم ليسوا أبرياء، لقد كانوا يحاولون قتلنا" ثم تساءلت " أتريدون مني أن أعتذر لهولاء ؟ إن ذلك اشبه بالاعتذار إلى العدو".
أرسل تعليقك