لندن ـ كاتيا حداد
أيدت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" شكوى واحدة فقط من بين 12 شكوى حقّقت فيها، وكشفت عن أول نشرة شكاوى لها، بعد رسم صورة لمنظمة ترفض الغالبية العظمى من الانتقادات، وتجري المؤسسة الإفصاح عن تفاصيل الشكاوى كل أسبوعين، وذلك بعد معركة مع هيئة مراقبة البث "أفكوم"، في محاولة لإجبارها على أن تصبح أكثر شفافية.
وأول نشرة من شكاوى هيئة الإذاعة البريطانية الجديدة نشرت أمس، وعرضت الحد الأدنى من التفاصيل، وكانت كافية لإلقاء الضوء على سبب محاربة المؤسسة بجد للحفاظ على سرية شكاويها، وتلقت هيئة الإذاعة البريطانية 8377 شكوى خلال أسبوعين، في الفترة من 30 تشرين الأول/ أكتوبر إلى 12 تشرين الثاني/ نوفمبر، وأكثر من 5500 شكوى تتعلق ببرامج معينة، ولكنها لم تكمل سوى التحقيقات في 12 شكوى بخصوص البث خلال هذه الفترة، ورفضت الباقي باستثناء اثنين منها على أنها لا أساس لها من الصحة.
وأيدت شكوى واحد، حيث تحيز راديو"4's PM" في أحد برامجه وكذلك برنامج " Victoria Derbyshire"، على "بي بي سي 2"، وكليهما يتعلق بتغطية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على الرغم من إيضاحها ذلك بشكل كامل في الشكوى، وقال مصدر مطّلع إن "الشكاوى تؤخذ على محمل الجد ولكن الحقيقة أن شخصا ما حين يشكو لا يعني هذا تلقائيا أن نقطة شكواه مبررة، ونحن لدينا الكثير من الشكاوى والتي من الواضح أنها نتيجة ضغط أو حملة، ويستخدم نحو 95% من بالغي المملكة المتحدة خدماتنا أسبوعيا، وتتمتع قنواتنا بوجود أكبر وتتحدث أكثر، وبالتالي لا يعد اختلاف الآراء أمرا غريبا، وحين نرتكب خطأ نهدف إلى تصحيحه"، ومع ذلك، حتى بعد معركتها مع أوفكوم، يقف مستوى التفاصيل في نشرة شكاوى هيئة الإذاعة البريطانية في تناقض صارخ مع نشرات الوكالة الخاصة بها عن المذيعين التجاريين، بما في ذلك " ITV"، و"Channel 4"و"Sky".
ويحدد تقرير أوفكوم كل أسبوعين بدقة عدد الشكاوى التي تلقتها كل هيئة إذاعية عن البرامج، كما يقدم وصفًا واسعًا للقضايا التي اشتكى منها الناس، مثل "الدقة الواجبة" أو "الجدولة" أو "المعايير المقبولة عموما"، وعلى النقيض من ذلك، فإن نشرة هيئة الإذاعة البريطانية تسرد فقط البرامج التي سجلت أكثر من 100 شكوى، كما أنها تفشل في الإعلان عن الشكاوى التي ستحقق فيها فعليا، كما تفعل نشرة أوفكوم المكافئة، وعلى الرغم من وجود أشهر للتحضير للنشر، فشلت هيئة الإذاعة البريطانية في إعطاء تفاصيل عن صنع القرار وراء قراراتها أمس، وبدلا من ذلك، أدرجت رابطا إلى موقع إلكتروني حيث ستنشر في نهاية المطاف تفاصيل رفيعة المستوى للشكاوى التي تم تأييدها.
وأصر المتحدث باسم هيئة الإذاعة البريطانية، الليلة الماضية، قائلا "ننشر المعلومات الكاملة كما طلب أوفكوم"، وأضاف أن هيئة الإذاعة البريطانية هي في الواقع أكثر شفافية من هيئات البث الأخرى لأنها تنشر الأرقام بنفسها بدلا من الاعتماد على أوفكوم للقيام بذلك.
أرسل تعليقك