جدة ـ إدريس الخولاني
إرتات " العرب اليوم" مواكبة لرأي المتتبعين والمهتمين بالنقد الفني والإعلامي لبرامج التلفزة في القطب الإعلامي خلال شهر رمضان المبارك أن ترصد أراء ووجهة نظر بعض المتتبعين للشأن الإعلامي السمعي والبصري حول تلك البرامج ، الذين ركزوا على أن الصائم المغربي يجد نفسه مرغمًا على تتبع ومشاهدة تلك البرامج خاصة الترفيهية لاعتبارات كثيرة ، فتصبح هذه البرامج فارضة نفسها عليه وبإلحاح تام ، وتحت وطأة ضغوطات كثيرة أيضًا ومتداخلة. فبرامج هذا الشهرمتنوعة، وتحتاج إلى تحليلات توضح مدى نجاعتها أو تفاهتها ، خصوصًا أن متتبعي هذه البرامج هم في غالبيتهم من طبقات فقيرة عادية حيث تتعشش الأمية، ويسيطر الجهل، ولم تمنحهم المدرسة المغربية شيئًا بل فعلت فيهم فعلتها وما تزال فيستهلك المشاهد المادة كما أرادوها له ، وليس لهذا الضحية المسكين إلى أن يقبل كل شيء ، لأن الجائع المادي والمعنوي لا يمكن أن يرفض أو يختار مادام يعيش حياة الفقر في كل شيء"الفقر المطلق". ومع ذلك لا يستطيع إبداء أي رأي أوفكرة لأنه غير آهل لها كمنطلق أساسي وهم يختارون له هذه الوجبات الملغومة الدسمة ، فتعمل فيه هذه البرامج ما يعمل العدو في عدوه من حيث لا يدري ، وهم العارفون أن هذا المشاهد لا مناعة له ، ولم يُحقن بحقن المناعة في المدرسة ، في الشارع ، في الأحزاب السياسية ، في النقابات ، في هيئات المجتمع المدني، لأنهم أرادوا به أن يكون لقمة سائغة في أفواههم متى شاءوا ، ويمارسوا عليه ما يشاءون متى شاءوا، إن برنامج الكاميرا الخفية " مشيتــي فيهــــا" المقدم في وقت الذروة، يوميًا برنامج تافه شكلاً ومضمونًا، وما زاد من تفاهته تسجيل بعض حلقاته خارج البلد وما يصاحب ذلك من حمولات ترهق ميزانية البلاد والعباد . فهل ضاق المغرب الكبير بهؤلاء وهو الممتد من طنجة إلى لكْوويرة ؟. ووصف متتبعون هده البرامج بالمهزلة لكن وبالصدفة شاهدت بعض الحلقات بغية فهم ما يجري لما تحتويه من تفاهات وترهات و خزعبلات ...عنوان البرنامج " مشيتي فيها "اختيار يليق وحضرة المشاهد ، العبارة/ العنوان فيها من الدقة والوضوح ما يجعل منها تؤدي دورها على أتم وجه ، ويأتي هذا العنوان في محله ، ويؤدي دوره بامتياز لأنه يخاطب المشاهد فيقول له : "مشيتي فيها " ، وبالفعل فهو مشى فيها . وما علينا إلا أن نردد جميعًا : ” مشيــنـا فيــها ، مشيــنا فيـها ” إلى أن يصحو إعلامنا ، ويصحو من أوكلت أمورنا إليهم لاحترامنا.. واحترام مشاعرنا .
أرسل تعليقك