من المعروف أن إشارات الأصابع هي إحدى الأدوات الأصيلة المستخدمة كلغة للتواصل مع الصم والبكم، لكن بعض هذه الإشارات الشهيرة تحمل رسائل يستخدمها البشر من مختلف القدرات والأطياف لدلالتها الكبيرة واختصارها الكثير من الكلمات.معظم هذه الإشارات اكتسبت مضمونها الشائع خلال أحداث محلية وإقليمية، قبل أن يتم تصديرها إلى المجتمعات الأخرى وتكتسب شهرة عالمية، غير أن بعضها ظل مرتبطا بقضايا بعينها، فيما تم تحريف مفاهيم حول البعض الآخر.
على سبيل المثال، جرت العادة أن ينظر إلى إشارة "الإصبع الوسطى" باعتبارها إهانة بالغة ورمز للتقليل من الطرف المشار إليه، لكن كيف تطور هذا المفهوم بالأساس؟يقول عالم الأنثروبولوجيا، ديزموند موريس، إن هذه الإشارة تحمل أبعادا مختلفة، وربما تعود إلى السنجاب الذكر من جنوب أفريقيا الذي يقوم بهذه الحركة حين يكون منتصبا. يعتقد أن هذه الحركة وصلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية مع المهاجرين الإيطاليين، في عام 1886، بحسب تقرير لـ"بي بي سي".
يُعتقد أيضا أن أصول هذه الإشارة ترجع إلى العام 1415، وتحديدا خلال معركة "آجن كورت" بين إنجلترا وفرنسا، حيث هدد الفرنسيون بقطع أول أصبعين لمنع الجنود الإنجليز من رمي الأسهم، فاستخدم الانجليز هذه الحركة للتفاخر بإمكانيتهم على مواصلة المعركة حتى إن فقدوا اثنين من أصابعهم.ينسب البعض الإشارة إلى اليونانيون حيث استخدموها للدلالة على الأعضاء التناسلية الذكرية. يقول إيرا روبينز، أستاذ القانون في الجامعة الأمريكية في واشنطن، إن الحركة لم تعد "فاحشة" كالسابق، حيث ترسخت في الحياة اليومية وأصبحت تدل على أمور مثل الاحتجاج والغضب.
وتعد الإشارة بالسبابة تصرف وقحٌ دائمًا في ماليزيا، ففي الواقع، ولكونها إشارة مسيئة في بعض الثقافات، يُدَرَّب موظفو ديزني بارك على تجنب الإشارة بالسبابة. وإذا أرادوا الإشارة إلى شيء ما فإنهم يستخدمون إصبعين، والبديل في ديزني – في ماليزيا – هو الإشارة بالإبهام، خاصة إبهام اليد اليمنى.من بين أشهر الأصابع المستخدمة في إشارات منفردة، هي الإبهام. عند وضعه أمام الفم، تعني تلك الإشارة في الهند وباكستان سب عائلة الشخص. وعند وضعه وسط الأصابع، يرمز في تركيا وأندونسيا وروسيا إلى مقلب كبير.
أما عند استخدم بشكل أشبه لعلامة "اللايك" المنتشرة بوسائل التواصل الاجتماعي، فيرمزللثناء في كثير من المناطق، وإلى الإعجاب في أستراليا، أما في أمريكا فتعني الألم والشماتة عند توجيه الإبهام إلى أسفل.وإن كان رفع إصبع الوسطى يشير إشارة بذيئة في أمريكا، فإنه رفع الإبهام في إيران؛ هو الذي يبعث بتلك الإشارة.
إصبعان
من بين أشهر إشارات الأصابع، هي تلك التي يستخدم فيها السبابة والوسطى (متباعدتان)، وذلك للدلالة على النصر، لكنها أيضا قد تشير للإهانة حال تم رفعهما من ناحية ظاهر الكف، بحسب موسوعة جينيس.ظهرت كعلامة للنصر في الحرب العالمية الثانية عندما نجحت قوات هتلر في احتلال معظم دول أوربا ومن بينها فرنسا وبلجيكا، حيث دعت هيئة الإذاعة البريطانية المواطنين في بلجيكا إلى رسم الحرف "V" على الجدران كتعبير عن مقاومة الاحتلال.
أما التعبير المهين لنفس الإشارة فيعود إلى موقعة "آجن كورت" أيضا، حيث رفع الإنجليز هذه العلامة في وجه الفرنسيين كدليل على فشلهم في الوفاء بوعيدهم بقطع أصابع الرماة الإنجليز.علامة "شاكا" – الخنصر والإبهام قائمين مع طي بقية الأصابع – أو علامة "قرني الشيطان" – الخنصر والسبابة قائمين وبقية الأصابع مطوية – قد توقعانك في المشكلات في إيطاليا وإسبانيا، فاستخدام علامة شاكا أو أي إشارة تشبه القرون تعني أن زوجة تخون زوجها، والأمر معروف للجميع. بمعنى أكثر حرفية، تجسد هذه الإشارة شكل قرون الثور الخصيّ.
3 أصابع
في تايلاند، ومع تجدد الاحتجاجات المناهضة للنظام الملكي، والمطالبة بإقالة رئيس الوزراء، وتعديل الدستور الذي يمنح صلاحيات واسعة للجيش، انتشرت علامة الأصابع الثلاث الوسطى.استخدم المحتجون هذه الإشارة كتحية للملك عندما مر موكبه بالقرب منهم في العاصمة بانكوك، رمزا لمنتقديه المعرضين لخطر السجن، بحسب تقرير لـ"بي بي سي".
4 أصابع
أصبح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، موضع تساؤل الإعلام المحلي والدولي عندما أشار بأربع من أصابعه (الخنصر والبنصر والوسطى والسبابة)، في مناسبات عديدة، لا سيما عقب محاولة الإنقلاب الفاشلة في عام 2016.وتعرض أردوغان لانتقادات لاذعة، حيث اشتهرت هذه الإشارة بأنها رمزا لجماعة الإخوان المسلمين (المحظورة في العديد من بلدان العالم) في مصر، حيث تشير إلى ميدان بالعاصمة يحمل اسمه "رابعة العدوية"، اعتصم به أنصار الجماعة قبيل الإطاحة بنظام الرئيس الراحل محمد مرسي.لكن أردوغان برر إشارته بأنها ترمز إلى "أمة واحدة، علم واحد، وطن واحد، دولة واحدة"، وبالتالي فليس هناك علاقة بينها وبين الشأن المصري أو اعتصام رابعة، حسبما أفادت صحيفة "إيلاف".
5 أصابع
تشير تلك الإشارة في بعض الدول إلى امتلاك الشخص 5 أبناء، إلا أنها في جزر الكاريبي، تعني "سب الأم". كما تعني تلك العلامة في اليونان وبعض دول أفريقيا وباكستان "اذهب إلى الجحيم"، بحسب تقرير لصحيفة "الصباح".
قبضة اليد
يستخدم لاعبو كرة القدم في البرازيل تلك الحركة إهانة للاعبين الآخرين، وتعبيرا عن قدرة الفريق على سحقهم في المباراة. واستخدمها اللاعب المصري محمد صلاح، لتحية لاعبي فريق ماكبي تل أبيب، عندما كان ضمن صفوف ناديه الأسبق، بازل السويسري.
جرت العادة أيضا، أن تكون القبضة رمزا للحركات الاحتجاجية حول العالم، وكان أشهرها حركة "أوتبور" الصربيا، التي ساهمت بشكل رئيسي في الإطاحة بحكم سلوبودان مليسوفيتش، حيث تشير إلى القوة والاتحاد بين طوائف الشعب ليحكم نفسه. اتخذت حركة 6 أبريل المحظورة في مصر نفس الرمز شعارا لها.
قد يهمك ايضا
أرسل تعليقك