لندن ـ كاتيا حداد
سلّطت الكاتبة البريطانية، ماريلا فروستروب، الضوء على إحدى المشكلات الشائعة التي تواجه الفتيات والسيدات طيلة حياتهن، وهي الشعور بالوحدة والتعاسة بسبب العزوبية وقلة تجاربهن العاطفية والاحتياج إلى شريك حياة يوفر لهن أبسط احتياجاتهن في الحياةونشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، مقالاً للكاتبة، بدأته بنقل نص الخطاب الذي وصلها من فتاة تستعرض خلاله مشكلتها بشكل موجز ومختصر، موضحة أنها "أعتقد أنّي أعيش الآن أزمة منتصف العمر ولكن في سن السابعة والعشرين، لقد نشأت وسط أسرة مسيحية محافظة، ودخلت مدرسة راهبات، ثم تخرجت من الجامعة بتقدير عالٍ مع مرتبة الشرف، ثم حصلت على الماجستير بتقدير جيد جدا، تخيلت أن هذا الأمر سيجعلني سعيدة، لكني سرعان ما بدأت أمقت حياتي لأنني لا أحظى بعلاقة غرامية، لا أستطيع التفريق بين الشهوة والحب والإعجاب السري، كنت مخطوبة ذات مرة إلى رجلٍ فاسق لكني أحببته بجنون، أشعر بالعزلة والغربة، بيد أن الفتيات في سني يدخلون علاقات غرامية عديدة، لذلك أشعر أن سعادتي الحقيقة تكمن في دخولي علاقات عديدة مثلهن، كلما أقابل رجلاً ما، أقع في حبه فورًا لكن بشكل سري، حتى أستاذ الكمان، إن ممارسة الجنس قبل الزواج ضد معتقدات عائلتي، لكني أتوق إلى عيش حياة الفتيات الأخريات في سني".
وعلّقت ماريلا فروستروب في مقالها أنها "ليست أزمة منتصف العمر، فالعزوبية ليست مرادفًا للوحدة أو التعاسة، وما تعانينه الآن هو جزء من مرحلة نضجك، أي هو مجرد تدريب لعملية التطور إذا ما مورس بشكل صحيح، وإذا حكمنا من خلال معتقداتك الموروثة والتي فُرضت عليك، فأنت ابنة لا تشوبها شائبة وقد حظيتي بأسرة جيدة وتعليم رائع، ومع ذلك، من حسن حظنا أننا نعيش في عالم مفتوح ولدينا حرية اختيار حياتنا ومعتقداتنا وحدودنا الأخلاقية، وليس في وسعي أن أقدم لكِ نصائح دينية، لكن من المهم أن تعرفي أن الشعور بالضياع والوحدة وغياب الهوية الدينية والتشتت الأخلاقي كلها مشاعر قد خضتها أثناء فترة مراهقتي، وأقول لكِ كل هذا لأؤكد لكِ أن هناك اختيارات شتى لحياتك، وفرص عديدة للتمرّد ووقت طويل لتغيير آرائك ومعتقداتك مرات عدة".
وأشارت ماريلا فروستروب إلى أن تعدد العلاقات العاطفية لا يقتضي بالضرورة الشعور بالسعادة، مضيفة أنه "إذا تريدين الإخلاص لمعتقداتك الدينة، ولا تؤمنين بممارسة الجنس خارج نطاق الزواج، فحافظي على ذلك بقناعة داخلية، لديكِ كل الحق في اختيار شريك حياتك بغض النظر عن الأعراف الاجتماعية السائدة".
أرسل تعليقك