إحتفت الأمم المتحدة، مساء الجمعة، بتسمية الايزيدية العراقية نادية مراد رسميًا كسفيرة للنوايا الحسنة, وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمته بالمناسبة التي اقيمت في مقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك وبحضور مراد أن المنظمة تعطي معنى حقيقيا للسلام مع هذا التعيين, وأضاف, "يشرفني أن أسمي السيدة نادية مراد سفيرا للنوايا الحسنة من أجل كرامة الناجين من الاتجار بالبشر في مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة, وأشار إلى أن نادية تعرضت إلى إيذاء لا يوصف وانتهاكات في حقوق الإنسان على يد داعش، ولكنها أظهرت شجاعة نادرة في التكلم بصراحة، وهي تعطي صوت تشتد الحاجة إليها إلى ضحايا الاتجار بالأشخاص الذين ما زالوا يعانون, والذين يطالبون بالإنصاف.
وتابع, "الكثير منا شاهد دموعها في شهادة قوية خلال أول جلسة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الاتجار بالأشخاص في حالات الصراع الذي عقد في كانون الأول / ديسمبر الماضي, وفي مؤتمر القمة الإنسانية العالمية في اسطنبول في أيار/مايو، نادية يظهر مع حياتها كم هو مهم بالنسبة للكفاح من أجل ضحايا الاتجار بالبشر، انهم يستحقون العدالة، وعند تمكينها, فإنها يمكن أن تساعد في تحويل عالمنا", ولفت الى أنها السنة الثانية التي تمر منذ أن استولت داعش على سنجار، ومن غير المعقول أن الآلاف من الايزيديين, وخاصة النساء والأطفال منهم, لا يزالون أسرى, داعيا الى "إطلاق سراحهم فورا" مجددا تأكيده على أن "الجرائم التي ارتكبتها داعش في العراق ضد الايزديين قد تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وحتى الإبادة الجماعية".
وشدد على ضرورة وجوب تقديم الرعاية والدعم لضحايا الاتجار وغيرهم من الناجيات من العنف وإساءة المعاملة والاستغلال, ونوه الى ان الصراع والارهاب والفقر وعدم المساواة جعل عدد كبير جدا من الناس في جميع أنحاء العالم ان يغادروا بلدانهم واصبحوا في أشد عرضة للمتاجرين بالبشر, وإساءة المهربين وغيرهم من المجرمين الذين يسعون إلى استغلال معاناة الناس من أجل الربح.
وحث جميع الأطراف إلى التصديق والتنفيذ الكامل لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية وبروتوكولها بشأن الاتجار بالبشر, بالتعاون مع جميع حقوق الإنسان الدولية الأساسية والصكوك الإنسانية, دعا "الحكومات والأعمال التجارية والشركاء الآخرين إلى دعم الأمم المتحدة الاستئماني للتبرعات لضحايا الاتجار بالأشخاص, وبخاصة النساء والأطفال هو مساعدة الناجين في إعادة بناء حياتهم والإسهام في مجتمعاتهم المحلية والمجتمع على نطاق أوسع, وختم الامين العام للأمم المتحدة مخاطبا مراد "عزيزتي نادية: أنا فخور أن أرحب بكم باعتبارك سفير النوايا الحسنة، ولا يوجد أفضل دليل على قدرة الإنسان والأمم المتحدة بروح التضامن من القوة والكرامة والشجاعة الفائقة التي ظهرت كل يوم في إخبار قصتك.
ورحب رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، بتعيين الأمم المتحدة للمواطنة الايزيدية نادية مراد سفيرة للنوايا الحسنة، وابدى تثمينه لـ"هذه الالتفاتة القيمة" من الأمم المتحدة، مشددا على ضرورة مضاعفة الجهود لإنهاء معاناة المختطفين والمختطفات من قبل "داعش", وذكرت رئاسة الجمهورية أنها ترحب بقيام منظمة الأمم المتحدة بتعيين المواطنة الإيزيدية العراقية الناجية من تنظيم داعش المتطرف، نادية مراد سفيرة للنوايا الحسنة, وأكدت على تثمين رئيس الجمهورية فؤاد معصوم لهذه الالتفاتة القيمة من الأمم المتحدة"، مبدية شكرها للدعوة للمشاركة في مراسيم تتويج نادية مراد سفيرة للنوايا الحسنة.
وشدد معصوم على ضرورة مضاعفة الجهود لانهاء معاناة كافة المختطفات والمختطفين من المواطنين من قبل داعش ، وإلى أهمية تكثيف الجهود للتخفيف من هذه المعاناة وإنهائها بدحر المجرمين وبعودة المواطنين إلى مدنهم وقراهم بخير وأمن وسلام".
وأخذ ملف الناجيات العراقيات الايزيديات من سبي "داعش" بعد احتلاله مدينة الموصل والقرى المحيطة بها في العاشر من حزيران/يونيو 2014، اهتماما دوليا واسعا سواء في مجلس الأمن الدولي أم من الدول الأوروبية كألمانيا التي استقبلت في مستشفياتها عددا منهن لعلاجهن نفسياً من اثار جرائم داعش، وربما كان آخرها لقاء الرئيس المصري بالناجية العراقية الايزيدية من سبي "داعش" ومطالبة الأزهر بإدانة جرائم داعش.
أرسل تعليقك