لندن - الجزائر اليوم
يعد "الخفاش" هو المتهم الأول في نقل وتفشي فيروس كورونا المستجد، الذي اتخاذ من مدينة "ووهان" الصينية، مقرًا لانتشاره حول العالم، ليحصد أرواح المئات، ويصيب الآلاف، ويعزل دولًا بأكملها، ويضع دولًا أخرى في حيرة من أمرها باتخاذ إجراءات استثنائية للوقاية منه، ما تسبب في عزلة الملايين حول العالم.
وبالرغم من كل ذلك كشفت دراسة حديثة أن الخفافيش مصاصة الدماء "تشكل صداقات" بمرور الوقت ويمكنها إنقاذ زملائها من الجوع عن طريق ارتجاع الدم إلى الفم وتطعيمه إلى أصدقائها، حيث أنه يمكن للمخلوقات التي تتغذى حصريا على الدم، تشكيل روابط اجتماعية عميقة عن طريق الاستمالة بشكل متزايد لأقرانها. وإذا تم تكوين رابطة قوية بما فيه الكفاية، فقد تنقذ بذلك رفاقها من الجوع، عن طريق تجشأ الدم وتقديمه لها فيما يشبه "القبلة الفرنسية"، حيث تعد مشاركة الدم مع أحد الزملاء لدى الخفافيش مصاصة الدماء، علامة رابطة حقيقية، ويمكن أن تبني الثقة بين الخفافيش وبالتالي تشكيل علاقات يمكن أن تستمر مدى الحياة.
وقال الباحثون إنه على الرغم من أن هذه العلاقات غير شائعة، إلا أنها تُظهر سلوكا مشابها لما قد يسميه البعض الصداقة، كما قال عالم البيئة جيرالد كارتر من جامعة ولاية أوهايو في الولايات المتحدة: "هذه أول دراسة عن الحيوانات تبحث بعناية في كيفية تكوين علاقة تعاونية جديدة ويمكن الحفاظ عليها بين الغرباء من نفس النوع."ومن المعروف أن الخفافيش مصاصة الدماء تدعم نفسها على الدم وحده، وإذا كان الخفاش غير قادر على الحصول على طعام لمدة ثلاثة أيام، فإنه يخاطر بالجوع. وأوضح البروفيسور كارتر: "إذا كانت تتضور جوعا لثلاث ليال متتالية فهناك احتمال كبير بأن تنفق."
وبسبب هذا، يمكن للخفافيش مصاصة الدماء التي لها روابط اجتماعية وثيقة إنقاذ شركاءها الضعفاء من حافة الهاوية، ولاختبار كيفية ظهور هذه الروابط، قام البروفيسور كارتر وزملاؤه بجمع الخفافيش من المواقع المتميزة جغرافيا في لاس بافاس، في كولومبيا وتولي في بنما.ثم تم وضع الخفافيش إما في شكل ثنائيات، أو في مجموعة صغيرة مختلطة، وقام الفريق بحجب الطعام عن عدد من الخفافيش في كل مجموعة، ولاحظوا كيف تتفاعل مع زملائها، وبدأت العديد من الخفافيش، خاصة تلك الموجودة في ثنائيات، في الاستمالة لبعضها البعض بمرور الوقت، وفي بعض الحالات، قامت في نهاية المطاف بمشاركة الدم مع رفاقها المحرومة من الغذاء.
وقال البروفيسور كارتر: "حتى إذا قمت بإزالة جميع الطفيليات الخارجية من فرائها، فإنها ما تزال تعتني ببعضها البعض أكثر من اللازم"، موضحًا: "إننا نفكر في أن الاستمالة الاجتماعية هي بمثابة نوع من أنواع العملة ووسيلة لكسب التسامح والارتباط مع فرد آخر".
وعلاوة على ذلك، اقترح البروفيسور كارتر أن زيادة الاستمالة بمرور الوقت توضح أن الخفافيش تزيد من تعزيز صداقاتها
قد يهمك ايضا :
ديناصور بجناحين كالخفاش يُحدث تحولًا مثيرًا في تطور الطيور
شاهد: "الحلاقة عن بُعد" في أحدث طريقة للوقاية من "كورونا" في الصين
أرسل تعليقك