واشنطن ـ الجزائر اليوم
يبتر البرص أو ما يعرف بـ«الوزغة»، ذيله عندما يحاصره حيوان مفترس خطير، مما يخلق لحظة عابرة من إلهاء المفترس وتكون فرصة مناسبة للفرار، وبينما يشارك بعض الزواحف الصغيرة الأبراص هذه القدرة الرائعة على التضحية بالذيل، مثل السقنقور أو ما تُعرف بـ«سمكة الرمال»، اكتشف علماء أميركيون أن التماسيح الأكبر حجماً يمكنها أيضاً إعادة نمو ذيلها لكن فقط عندما يكونون صغاراً.
وخلال الدراسة التي نُشرت في العدد الأخير من دورية «ساينتفيك ريبورتيز»، وجد الباحثون من جامعة ولاية أريزونا الأميركية، أن التمساح الأميركي الصغير (Alligator Mississippiensis)، يمكن أن يعيد نمو ما يصل إلى 18% من إجمالي طول جسمه من الخلف (يبلغ هذا نحو 23 سم أو 9 بوصات)، ومن خلال تصوير وتشريح إعادة النمو، وجد الباحثون أن التمساح يفعل ذلك بشكل مختلف تماماً عن الحيوانات الأخرى التي نعرف أنه يمكنها تجديد ذيلها.
وتقوم الحيوانات الأخرى بالبتر الذاتي للذيل، بينما فقدان الذيل عند التماسيح الصغيرة يكون ناتجاً عن الصدمة الناتجة عن العدوان من مفترس أو بسبب ضرر ناتج من محاولات البشر صيدها، وبالإضافة للاختلاف في مبررات البتر، هناك اختلاف رصدته الدراسة في آلية الإصلاح وتوقيته.
وتقول سيندي شو، عالمة الأحياء الخلوية في جامعة ولاية أريزونا الأميركية والمؤلفة الأولى للبحث، في تقرير نشره أول من أمس موقع «ساينس أليرت»: «في حالة الإصابة فإن الزواحف الأخرى يمكنها بناء هيكل عظمي مجزأ، مكتمل العضلات، بينما يكون ذيل التمساح المعاد نموه مدعوماً بأنبوب غضروفي غير مقسم بدلاً من العظم، ويفتقر إلى العضلات الهيكلية».
وتضيف: «يستغرق الأمر أيضاً وقتاً أطول بكثير لإعادة نمو الأجزاء المفقودة، ففي حين أن (السقنقور) يمكن أن تفعل ذلك في أقل من ستة أشهر، فإن التمساح يستغرق ما يصل إلى 18 شهراً لإصلاح ذيله».
وتوصّل الفريق البحثي لهذه النتيجة من خلال مراقبة النتيجة النهائية لتجديد الذيل في التمساح الأميركي، ونظراً إلى كونه من الأنواع المهددة بالانقراض، فإنّ إجراء مزيد من الدراسات حول كيفية حدوث هذه العملية قد يمثل تحدياً، ولكن يمكن أن يوفر بعض المعلومات المفيدة.
وتقول ريبيكا فيشر، اختصاصية التشريح في جامعة ولاية أريزونا، والباحثة المشاركة في الدراسة: «إذا فهمنا كيف تستطيع الحيوانات المختلفة إصلاح الأنسجة وتجديدها، فيمكن حينئذٍ الاستفادة من هذه المعرفة لتطوير علاجات طبية للبشر».
قد يهمك ايضا:
حديقة مخصصة للتماسيح والزواحف العملاقة في المغرب
اكتشاف "مقبرة مُخيفة" للسلاحف داخل كهفٍ في قاع المحيط الهندي
أرسل تعليقك