الجزائر ـ الجزائر اليوم
لم يجد اقتراح وزارة التعليم العالي، في اختزال ساعات الدراسة الجامعية بطرق مختلفة ومنها الدراسة نصف شهر والدخول في الراحة الإجبارية لنصف الشهر الثاني حسب الأفواج، أي رافض أو منتقد من الطلبة والمنظمات الناشطة، التي استحسنت في غالبيتها الاقتراح مع تطبيقه، مع رضا تام من الأساتذة والطلبة والإداريين.
وهو ما نتج عنه مظاهر وسلوكات جديدة لدى قرابة مليوني طالب وطالبة في مختلف المؤسسات الجامعية في الجزائر، كما برزت أمور مستجدة في الإقامات التي تأوي الطلبة ولطالبات.
بعض الطلبة استغلوا الراحة التي أجبروا عليها في منتصف مارس من السنة الماضية 2020 لأجل دخول عالم الشغل المؤقت، بين مزاولة للحرف المختلفة والتجارة في كل القطاعات، واستحسنوا التوقيت وجدولة الدراسة مع بداية الموسم الجامعي الحالي، فواصلوا عملهم، ولم يتوقف الأمر عند الطلبة الذكور، بل تعداه إلى الطالبات اللائي حوّلن الفراغ والتعطل إلى عمل لكسب أموال وربما مساعدة أهلهم.
يقول سامي وهو طالب في الثانية والعشرين من العمر، في السنة الثالثة شعبة الاقتصاد بجامعة منتوري بقسنطينة، بأنه تعوّد على العمل في العطل الدراسية منذ أن كان في الثانوي، ولكن جائحة كورونا أرسلته إلى العمل فينقل الوجبات الجاهزة، وتعاون في الربيع الماضي مع مطعم يقدّم البيتزا ومشتقاتها، وأكمل العمل خلال الصيف، حيث يقود دراجة نارية ويوصل الطلبات إلى البيوت، وحاليا إلى بعض المؤسسات التعليمة والإدارية والاقتصادية وحتى إلى الجامعة لنزلائه الطلبة، ومنحته الجامعة برزنامتها الرحيمة في الوقت، فرصة مواصلة العمل بالتفاهم مع صاحب محل البيتزا.
بينما استقرت لبنى في مدينة سطيف وهي من إحدى بلديات الولاية، مستغلة خدمات الإقامة الجامعية للبنات 9 الهضاب، المجانية من مبيت وأكل ونقل، للعمل للشهر العاشر على التوالي في أحد محلات العطور والماكياج في مدينة العلمة، وترى لبنى نفسها قد استغلت جائحة كورونا بشكل جيد فهي تنجح في دراستها من دون أي إشكال، والرزنامة الجامعية تمنحها وقتا مساعدا لكسب الكثير من المال، لمساعدة أهلها والتدرب على العمل قبل العمل الحقيقي الذي تتمناه بعد التخرج من معهد علم النفس.
طالب يتحول إلى “كلوندستان” وينقل زملاءه
قبل فتح خطوط النقل البرية الطويلة وفتح خطوط السكة الحديدية التي بدأت اليوم الأحد، اختار أحد الطلبة القاطن بسكيكدة والمنتمي لمعهد الطب بجامعة عنابة إلى مزاولة نقل الطلبة، مستعملا سيارته الخاصة، فهو يقدم خدمة لزملائه وزبائنه من الطلبة الذين اشتكوا من غياب النقل وجشع “الكلودنستان”، وفي نفس الوقت قدم لنفسه مدخولا ماليا محترما ساهمت فيه جائحة كورونا، من دون أن يضحي بدراسته، حيث ينقل الطلبة في الاتجاهات التي تهمه هو وفي التوقيت الذي يساعده في دراسته، وهو على هذا العمل منذ منتصف شهر مارس الماضي، وقد يبقى إلى ما بعد جائحة كورونا وربما إلى غاية تخرجه كطبيب.
وفي الإقامات الجامعية شبه الشاغرة مع بداية الموسم الدراسي، ظهرت إعلانات جديدة لم تكن تظهر من قبل، فقد كانت الخدمات مقتصرة في إعلانات إقامات البنات على الحلاقة والماكياج وبيع الألبسة المختلفة، لتنتقل إلى بعض أطباق تقليدية تجهزها الطالبات في قلب الإقامات وإصلاح الاجهزة الإلكترونية والهواتف النقالة، بينما يعرض الطلبة الذكور إعلانات في الإقامات تخص النقل وإيصال الأكل من مطاعم المدينة إلى داخل الإقامة ضمن نشاطات طلابية كثيفة جدا، في الوقت الذي أكد أساتذة الغياب القياسي للطلبة إلى درجة بقاء أقسام وحتى مدرجات شاغرة من الطلبة، والحجة هي غياب النقل بين الولايات وغلائها داخل المدينة وهذا قبل سقوط هذه الحجة مع بداية السنة الجديدة.
قد يهمك ايضا:
"التعليم العالي" في الجزائر تُعد قانونًا يضمن توظيف حملة شهادات الدكتوراه
وزارة التعليم العالي الجزائرية تجدّد التجهيزات لضمان تعليم عن بعد على أكمل وجه
أرسل تعليقك