انتشرت في الآونة الأخيرة، ظاهرة اللجوء إلى استعمال السّحر وبشكل رهيب، إلى درجة لا تخلو مقبرة من مختلف الطلاسم والأحجبة، التي يجدها المتطوعون خلال تنظيف القبور.. فمن صور الأشخاص إلى ملابس الضحايا وأغراضهم الشخصية.. وصاحب ذالك توبة بعض السحرة والمشعوذين، الذين لجؤوا إلى نشر صور ضحاياهم عبر مواقع التواصل من باب التكفير عن الذنوب ومحاولة لإنقاذهم من غيابات السحر..
يندم بعض السحرة والمشعوذون ويتوبون من أفعالهم، التي تسببت في تدمير حياة أشخاص وتشتيت أسر وتمريض أجساد، فيعترفون بأفعالهم “الدنيئة” لأئمة المساجد، لأسباب مختلفة، سواء بسبب الشعور بالندم أم الإصابة بمرض أو الإحساس بدنو الأجل.
وسرد بعض الأئمة مؤخرا، كثيرا من قصص توبة المشعوذين والسحرة.. ومنها قصة مشعوذة من ولاية الشلف، فبعدما أقدمت الأخيرة على عمل سحر لفتاة شابة بطلب من سيدة مقيمة بالولاية ذاتها، معترفة بأنه سحر أسود، هدفه تمريض الشابة وتعطيل حياتها، بل والتسبب في وفاتها. وبعد سنوات ندمت المشعوذة على فعلتها وقررت التوبة، فبحثت عن ضحيتها ولكنها لم تعثر عليها. فلم تجد من حل سوى اللجوء إلى إمام مسجد بالولاية، وسردت عليه الواقعة، طالبة نشر قصتها، بهدف إيجاد ضحيتها وإنقاذها.
أما أخطر اعتراف فورد على لسان ساحر من ولاية ادرار، وقصته نشرها إمام مسجد بالولاية، على صفحته الرسمية بالفايسبوك الأسبوع المنصرم.
وحسب ناشر القصة، المشعوذ قصده، وأكد له عزمه التوبة والتخلص من مال الحرام والشعوذة، مبررا بأنه بات شيخا كبيرا في السن، ولا يطيق المحاكم والمشاكل، ويريد الابتعاد عن مهنة السحر التي احترفها من سنين، لدرجة أن بإمكانه “تجميد الماء”، على حد تعبيره.
ولإظهار حسن نيته، قدم المشعوذ للإمام بعدما طلب عدم ذكر هويته، قائمة اسمية لغالبية ضحاياه المسحورين، تحمل أسماءهم الشخصية وأسماء أمهاتهم وآبائهم ومقر إقامتهم ونوعية السحر المعمول لهم، والقائمة تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ودعا الإمام كل من وجد اسمه بالقائمة، إلى الرقية بواسطة راق شرعي، وأن يرقي بيته وأهله.
وغالبية ضحاياه الـ 14 نساء من ولايات أقصى الجنوب وورقلة والأغواط وبومرداس وحتى من تونس، مع ذكره نوعية السحر المعمول لكل ضحية.
هذه أكثر أنواع السحر المستعملة من طرف المشعوذين
فتحدث المشعوذ عن سحر تعطيل العمل، سحر الجنون، سحر التمريض النفسي، وإحداث مشاكل مع الوالدين. سحر الطرد من العمل وتعطيل الرزق. سحر المحبة والخضوع من أجل الزواج بشخص معين وهو سحر مطلوب بكثرة، ومن طالبيه مثلا طلبته سيدة أحضرت له صورة الرجل من مواقع التواصل الاجتماعي، ويؤكد المشعوذ بأنها فعلا تزوجت به. إضافة إلى سحر تعطيل الزواج بواسطة ملابس، وسحر الموت. وسحر عدم الإنجاب، وهو سحر طلبته عجوز للإضرار بسيدة، بعدما أحضرت له صورتها من “الفايسبوك” أيضا.
وفي الموضوع، أكد المنسق الوطني لنقابة الأئمة، جلول حجيمي لـ ” الشروق”، بترحيب المجتمع بتوبة السحرة والمشعوذين، لتشكيلهم خطرا كبيرا على المجتمع وعلى أنفسهم، وقال: “الله عز وجل يفرح بتوبة العاصي مهما ارتكب من ذنوب وآثام، ولكن في حال السحرة، فعليهم أيضا نيل العفو والسماح من ضحاياهم، ولن يتأتى لهم ذلك، إلا باعترافهم بما اقترفوه لضحاياهم، ودلهم على مكان السحر لإنقاذهم قبل فوات الأوان”.
ولم يُحبذ محدثنا فكرة نشر أسماء ضحايا السحر على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال: “على الساحر التائب أن يتصل بهم بأي طريقة، بعيدا عن التشهير بهم.. خاصة وأننا نعلم بأن مجتمعنا لا يتسامح مع هكذا أفعال، وقد يحصل ما لا تحمد عقباه، كما قد يؤدي الغضب حتى إلى القتل”.
قد يهمك ايضا:
خبراء يحذرون من انتقال العدوى بسبب ممارسات المشعوذين
شرطة أبوظبي تطلق برنامج توعية من اللجوء للسحرة والمشعوذين
أرسل تعليقك