إزاحة الستار عن تمثال الأديب العراقي غائب طعمة فرمان

شارك سفير جمهورية العراق لدى روسيا الاتحادية، حيدر منصور هادي العذاري، مراسم إزاحة الستار عن تمثال نصفي للأديب والمترجم العراقي الراحل، غائب طعمة فرمان، في صالة المطالعة الرئيسة لمكتبة الأدب الأجنبي في العاصمة موسكو.

وألقى السفير العذاري كلمة بهذه المناسبة، عبر فيها عن اعتزاز السفارة العراقية برجال الفكر والثقافة العراقيين، لا سيما الذين يتم نصب تماثيل لهم في مختلف المؤسسات الثقافية الروسية، وهذا يدل على إن العراق كان وسيبقى معطاء في فكره وثقافته التي تمتد لآلاف الأعوام، مقدمًا شكره لإدارة المكتبة على استجابتهم السريعة لطلب السفارة بوضع التمثال في المكتبة.

بدوره ذكر مدير معهد الترجمة في روسيا الاتحادية، د. ريزنيتشنكو، كلمة تحدث فيها عن الدور الكبير لغائب طعمة فرمان ، وأهمية أعماله في الترجمة، وبين حجم الفراغ الكبير بفقدانه لغائب طعمة فرمان، مشيرًا إلى الفترة التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي وقلة الترجمة، ولكن في الآونة الأخيرة تحسنت بعض الشئ بمساهمة عدد من المترجمين العراقيين، وعلى سبيل الذكر لا الحصر، الدكتور عبدالله حبه، والدكتور فالح الحمراني .

فيما قال نائب وزير التعليم المصري، دكتور عصام خميس، كلمة تحدث بها عن الروائي الكبير غائب طعمة فرمان، وأشاد بدوره وتفاعله مع الحركة الأدبية المصرية أثناء تواجده في القاهرة.

ومن المشاركين في التحدث عن الأديب والروائي العراقي غائب طعمة فرمان النحات المصري د. أسامة السروي، حيث أعرب عن حبه وإعجابه بشخصية غائب طعمة فرمان وبكل أعماله في الأدب والترجمة، أما الدكتورعبد الله حبة، فقد ألقى حديثًا مطولًا عن سيرة حياة وأعمال الروائي والمترجم، واستذكر فترة تعارفه معه، عندما عمل سويًا محررًا في جريدة الأهالي مع غائب، مبينًا الفضل الكبير لفرمان في تطوير إمكانياته الصحافية.

ويعتبر عبد الله حَبَهْ أن فرمان كان مترجمًا كبيرًا، تاركًا خلفه إرثًا روائيًا عظيمًا، بالإضافة إلى ترجمة تسعين عملًا أدبيًا روسيًا إلى العربية، مؤكدًا أن الروايات التي كتبها غائب طعمة فرمان جسد بها بحق الحياة العراقية الأجتماعية، وبصدق وواقعية .

ويُعتبر فرمان رائد الرواية العراقية، كما لا ننسى الدور الأساسي لمبادرة حبه، في عمل نصب تذكاري للأديب غائب طعمة فرمان، ولقائه مع الفنان النحات المصري د. أسامة السروي لتجسيد فكرة المبادرة إلى واقع ملموس، حيث تحمل تكاليف النصب التذكاري، مع العلم أنه سبق وأن طرح فكرة إقامة النصب على وزير خارجية العراق عند زيارته موسكو، غير أن الوزير لم يتجاوب مع مبادرته، ومع ذلك أصرّ على تحقيق الفكرة إلى واقع، بكل صدق ومثابرة، فعندما تتوفر الإرادة، تتحول الأحلام إلى حقيقة ملموسة .

 وقد شارك في الحضور، كل من سفير العراق لدى روسيا الاتحادية، الأستاذ حيدر العذاري، مع جمع من موظفي السفارة، وسفير سلطنة عمان لدى روسيا الاتحادية، كما شارك نائب وزير التعليم المصري د. عصام خميس، والفنان النحات المصري د. أسامة السروي، ومدير إدارة المكتبة بافل كوزمينوف، ومدير معهد الترجمة في روسيا الاتحادية يفجيني ريزنيتشنكو، وحضور جمع من الروس والعراقيين والعرب المقيمين.

وساهم عدد من مراسلي المحطات الفضائية الروسية والعربية والعراقية، حيث تم إجراء مقابلات صحافية مع عدد من المساهمين في الحفل من قبل وكالات الأنباء والقنوات التلفزيونية .

ولقد أطلق غائب طعمة فرمان روحه لتكون نثارًا في أثير هذه المدينة الطاعنة فيه، لا يمكن أن تتلمس رعشات جلدها الطيني إلاّ من خلال الكشف والغوص في أزقتها المتلاصقة بحميمية، وكأنها تمنح شبابيكها وشناشيلها المتقابلة إحساسًا إيروسيًا غامضًا عبر تبادل النظرات المختلسة أو المناديل البيض أو القبلات العجولة!! أو ربما تتكشف عبر حواريها أو حاناتها ومقاهيها عن ظلال عالقة مثل أيقونات "الأدعية"، تحاول أن تمسك الزمن وتعلقه على تخوتها أو مزاغلها النابضة بنداء الأرواح الحية واعترافات العشاق القلقة واللجوجة عند زوايا العتمة المكسورة لحظة هروب أضواء الشبابيك .