الجزائر - الجزائر اليوم
أعرب الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي الطيب زيتوني، عن استعداده لتوقيع تحالفات مستقبلا مع أي تشكيلة حزبية سياسية مهما كان وزنها وموقعها في الخارطة الحزبية في البلاد، شريطة أن يكون هذا التحالف في خدمة المصلحة العليا للوطن، في حين قال زيتوني في حوار لـ”الشروق” إن عصر تحالفات الأوراسي قد ولّت، في إشارة منه للقاءات المنعقدة بالفندق أيام حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، أين كانت القيادة السابقة تدعم العهدة الخامسة.
“الأرندي” تقدم لتشريعيات 12 جوان، فبأي أجندة ستقنعون الناخب؟
التجمع الوطني الديمقراطي حدد شروطا واضحة لمناضليه لدخول غمار التشريعيات المقبلة، رغبة منه في التغيير الذي ناد به الشعب في حراك 22 فبراير 2019، وكانت الانطلاقة عبر طرح أسماء مرشحين يحظون بثقة حزبهم والشعب على وجه الخصوص، بهدف تحقيق نتائج إيجابية، وهو الشيء الذي لمسناه في بداية الحملة الانتخابية، من خلال تجاوب المواطنين مع مرشحينا الذين ركزوا في خطاباتهم هذه المرة على تقديم أفكار ورؤى جديدة للتغيير وإخراج البلاد من الأزمة التي تتخبط فيها، سواء في الجانب السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي، إضافة إلى الجانب الأمني، الذي حظي بأهمية كبيرة في برنامجنا الانتخابي، لأن استقرار البلاد ومحاربة التقسيم والجهوية التي باتت تشكل خطرا على الأمن القومي للجزائر تعد مهمة صعبة، والأمر نفسه بالنسبة للوضع الاقتصادي الذي يعاني هو الآخر، جرّاء تدهور القدرة الشرائية للمواطن الجزائري، وهي أهم الانشغالات التي تؤرق المواطن اليوم.
على ماذا سيرتكز البرنامج الانتخابي لحزبكم؟
نحن لا نريد الكذب على الشعب الجزائري أو بيع الوهم له، فكل الحكومات المتعاقبة ركزت منذ الاستقلال على إخراج الجزائر من التبعية الاقتصادية لبرميل النفط، وهذا ما لم يحدث، حيث إنّ اقتصاد الجزائر لا يزال مبنيًّا على الريع البترولي، ونحن في برنامجنا الانتخابي لن نكرر أخطاء الماضي، ونقدم الوعود الوردية، بل سنعمل على المساهمة في التغيير عبر طرح بدائل جديدة من شأنها تقديم الإضافة، وسيكون العنصر البشري أحد مقومات هذا التغيير، لأن الجزائر لديها كفاءات وإطارات وثروات تجعلها قوة اقتصادية في المنطقة مستقبلا.
هل يخشى “الأرندي” من تراجع مكانته في الساحة بعد هذه الاستحقاقات؟
التجمع لا يخشى من تغيير موازين القوى في البلاد أو تراجع مكانته، فهو تشكيلة حزبية ليست مناسباتية أو صناعة سياسية كما يحاول البعض تصويره، لهذا نقول إن الانتخابات المقبلة ستكون فرصة لنثبت فيها وجودنا وقوتنا السياسية من خلال تقديم مرشحين يملكون القدرة على المنافسة والمواجهة، والحديث عن تخوّف “الأرندي” من تراجع مكانته في البرلمان المقبل، وهو الذي سبق أن كان يتقاسم الأغلبية مع غريمه آنذاك حزب جبهة التحرير الوطني، لا أساس له من الصحة، فكل تشكيلة قوية في العالم تتعرض لهزات تزيحها أحيانا عن الريادة وتعيدها للتفوق في الكثير من الأوقات، أما في الوقت الراهن نحن نسعى كي تكون انتخابات نزيهة وشفافة، وكل حزب يأخذ حقه استعدادا لتشكيل خارطة سياسية جديدة وفقا لبرنامج حزبي قوي، وبعيدا عن الخطابات المحبطة التي لن تقدم الإضافة للجزائر الجديدة، بل ستعيدنا إلى نقطة الصفر، وهنا استغل الفرصة لأكرر أن “الأرندي” حزب متجذر، وله حقه في المجتمع الجزائري، وليس لدينا عقدة التفوق والأغلبية كما يصورنا البعض، فنحن تشكيلة سياسية متفتحة على الجميع، وفي حال عدم تحقيق نتائج مبهرة سنعمل على المساهمة في إخراج البلاد من الأزمة التي يتخبط فيها، لأن العمل الجماعي بالنسبة لنا أحد أساليب تحقيق النجاح.
كيف تنظرون لدور الهيئة التشريعية مستقبلا؟
نأمل أن يكون البرلمان المقبل قويّا ونابعا من الطبقة السياسية المتشبعة بالروح الوطنية، ونريده أكثر وعيا بدوره الاستراتيجي والرقابي والتشريعي، كي لا تتكرر أخطاء الماضي وتتحول الهيئة التشريعية إلى وسيلة لتحقيق المزايا والأهداف، كما أن الشهادات الجامعية وحدها غير كافية كي تكون الغرفة السفلى للبرلمان هيئة تخدم البلاد والعباد، لأن الجانب السياسي مهم في تأطير الحياة السياسية مستقبلا، خاصة أن التحديات التي تنتظر الجزائر ليست بالسهلة، وعليه لابد أن نتخلى عن النظرة النمطية التي كانت سائدة في المجتمع، وهي اعتبار البرلمان هيئة يُختصر دورها فقط في المصادقة على القوانين ورفع الأيدي.
هل “الأرندي” مستعد لعقد تحالفات وتكتلات جديدة؟
مستعدون لعقد تحالفات وتكتلات مستقبلا سواء مع الطبقة السياسية أو القوائم الحرة، شريطة أن تتقاسم هذه الأخيرة معنا الأهداف والتوجهات، وهي مصلحة الجزائر قبل كل شيء، أما بالنسبة لتحالفات “الأوراسي” فهذا الزمن بالنسبة لنا قد ولى، لأن سياسية التجمع الوطني الديمقراطي مستقبلا ترفض المشاركة في أي تحالف ضد مصلحة الشعب والوطن.
قد يهمك ايضاً
الوزير الأول الجزائري يعرض على رئيس الحكومة الليبية مازحاً بشأن عودة سوناطراك إلى ليبيا
الوزير الأول الجزائري جراد يستقبل رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد دبيبة
أرسل تعليقك