دمشق ـ وكالات
تتحدث الرواية الجديدة للكاتب السوري عدنان فرزات «كان الرئيس صديقي» بشكل مباشر عن الأحداث الجارية في سوريا، من خلال ضابط أمن يبوح بأسرار عمله بعد أن أحيل إلى التقاعد، حيث تم تكليفه من قبل مرؤوسيه بمراقبة فنان كاريكاتير يرسم عن الحريات وحقوق الإنسان، فتنشأ بينهما علاقة خفية ما تلبث أن تتحول إلى واقع يعيشه الضابط والفنان، فيصبح الأول على إثرها إنساناً مرهفاً فينقلب على عمله السابق، وينخرط في الثورة.
وتتفرع الرواية ـ الصادرة عن دار المبدأ للنشر والتوزيع في الكويت ـ للحديث عن صداقة غير متكافئة إنسانياً بين رسام الكاريكاتير والرئيس، والتي تكون نتيجتها الطبيعية أن تتحول الصداقة لاحقاً إلى خلاف مبدئي بينهما، فيتعرض الرسام لاعتداء أدى إلى تكسير أصابعه التي يرسم بها، وكاد أن يودي بحياته.
وتنتقل الرواية بين شخصيات أخرى، مثل شخصية عازف على آلة الكمان، والذي يدخل المؤلف من خلاله إلى عالم السجون والزنزانات التي يتم اعتقال العازف فيها، ويعرج أيضا على شخصية محورية لامرأة يتم تسخيرها من دون علمها لتتتبع ومراقبة شخصيات بتكليف من الضابط السابق الذي ما يلبث أن يستفيق ضميره بعد مشاهد القتل فيقول: «الذي دفعني للتفكير بكتابة هذه الرواية هو إحساسي بالذنب بأنني كنت شريكاً في قمع الناس، أحسست أنني أحد الذين أمسك الضحية من ذراعيها ثم كتفها كخروف في المسلخ. ولكنني أجد نفسي ملزماً امام ثورة الناس أن أعترف على سبيل طلب الغفران من نفسي التي أخجل منها أحيانا، لدرجة أنني أتحاشى النظر إلى صور الشهداء على شاشات التلفزة». وجاء الغلاف من تصميم الفنان التشكيلي أسعد فرزات.
ويقول الناشر الأديب مبارك بن شافي عن إصدار هذه الرواية، بأن هناك ملامح مفعمة بالإحساس الإنساني الذي تحتويه الرواية، وهي تعد سباقة في توثيق وتأريخ مرحلة مهمة، وهو ما تناوله الروائي عدنان فرزات بفنيات مستحدثة على سبيل سرد الأحداث وتنقله بين الشخصيات فوق جسر رشيق وزاخر بالأحداث. وأكد الهاجري على أن هناك شخصيات جذابة في العمل، مثل شخصية رسام الكاريكاتير وشخصية الضابط، إلى جانب نسيج الحكاية المتقن بشكل مشوق.
أرسل تعليقك